مع ارتفاع وتيرة القتال فى سوريا قبل بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار منتصف ليل أمس ، اعتبر الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن الأيام المقبلة ستكون «حاسمة» بالنسبة لسوريا، محذراً دمشقوموسكو من أن العالم سيراقب بانتباه احترام تعهداتهما بشأن وقف إطلاق النار. وقال أوباما - عقب اجتماع لمجلس الأمن القومى الأمريكى أمس الأول - إن «وقف القتال الذى دخل حيز التنفيذ (الجمعة) يشكل مرحلة ممكنة لإنهاء الفوضى فى سوريا»، مضيفاً «أنه على جميع الأطراف أن تضع حداً للهجمات بما فى ذلك الغارات الجوية، وإيصال المساعدة الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». وشدد على أن «كل ذلك سيكون فى جانب كبير منه رهناً باحترام النظام السورى وروسيا وحلفائهما لالتزاماتهم». وقال الرئيس الأمريكى إن الولاياتالمتحدة ستعمل كل ما فى وسعها لإنجاح وقف إطلاق النار فى سوريا رغم الشكوك الكبيرة حول ما إذا كان الاتفاق سيصمد، مضيفاً «لا تعترينا أى أوهام. نعلم جميعاً أن هناك الكثير من المخاطر المحتملة وهناك الكثير من الأسباب التى تدعو للتشكك لكن التاريخ سيحكم علينا بقسوة إذا لم نقم بدورنا على الأقل فى محاولة إنهاء هذا الصراع المروع بالوسائل الدبلوماسية». واعتبر أوباما أن وقف الأعمال القتالية سيقود على الأرجح إلى إجراء مفاوضات بشأن اتفاق سياسى لإنهاء الحرب الأهلية والسماح لكل الأطراف بتركيز قوتهم ضد تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن الجهود لن تتوقف لملاحقة عناصر تنظيم «داعش» حيثما كانوا، معلناً أنه أصدر توجيهاته لتسريع وتيرة الحملة الموجهة ضد «داعش» على كافة الجبهات. وشدد على أن الولاياتالمتحدة ستستغل كافة الوسائل المتاحة من قوة عسكرية ودبلوماسية للقضاء على «داعش». واتفقت الولاياتالمتحدةوروسيا وأطراف أخرى على «وقف العمليات القتالية» فى سوريا مع نهاية يوم امس وأعلنت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة والقوات الكردية أنها ستحترم وقف إطلاق النار فى إطار هدنة خرجت منها التنظيمات المتشددة وعلى رأسها تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». وفى موسكو، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن الهدف من الاتفاق الذى جرى التوصل اليه مع الولاياتالمتحدة هو التوصل إلى تسوية سياسية للازمة السورية. فيما أكدت الرئاسة الروسية «الكرملين» أن سلاح الجو الروسى سيواصل ضرب مواقع الإرهابيين فى سوريا حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمترى بيسكوف أن المبادرة الروسية - الأمريكية حول وقف إطلاق النار فى سوريا- تشترط مواصلة الهجمات على التنظيمات الإرهابية حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ. كما أكد سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية تطابق مواقف موسكو مع البلدان العربية تجاه «ضرورة محاربة الإرهاب بالأساليب العسكرية وعن طريق قطع طرق الإمداد عن «داعش»، بالإضافة إلى ضرورة التصدى لأيديولوجية المتطرفين والإرهابيين». وكشف الوزير الروسى فى ختام اعمال الدورة الثالثة للمنتدى العربى الروسى الذى عقد فى موسكو عن تاييد الجانبين لمبادرة الرئيس بوتين حول «تشكيل تحالف واسع مناهض للإرهاب تحت رعاية الأممالمتحدة ». ودعا لافروف أمريكا وحلفاءها للتخلى عن فكرة تنفيذ عملية برية فى سوريا، مؤكداً أنه لا توجد ضمانات كاملة لتنفيذ وقف إطلاق النار. ومن جانبه قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات «إن الدول العربية مصممة على تعزيز التعاون مع روسيا وخاصة فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية». وشدد وزير الخارجية الإماراتى على أن مواصلة إيران دعم جماعات مسلحة فى سوريا سيؤدى إلى مشكلات جمة. وضمن نغمة التشكك فى صمود وقف إطلاق النار، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين أن بلاده «قلقة جداً» بشأن صمود الهدنة بسبب استمرار القصف الروسي، فيما أكد أن تركيا لا تعتزم القيام بعملية برية منفردة فى سوريا. من ناحية اخري، هبطت 4 طائرات سعودية "إف-15" أمس فى قاعدة إنجرليك التركية للمشاركة فى الحملة الجوية ضد داعش. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الطائرات وصلت إلى قاعدة إنجرليك الكبرى جنوبتركيا التى تتمركز فيها طائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية تشارك فى الغارات على مواقع التنظيم.