الواقع فى مجتمعنا يؤكد على أن ثقافة العمل التطوعى ثقافة غائبة فكلما تحدثت الى أحد زميلاتى أو صديقاتى بأننا نتطوع للعمل فى إحدى الهيئات أو الجمعيات الأهلية من اجل مساعدة الفقراء والمحتاجين وتوعية وتثقيف المواطنين .... أجد نظرة التعجب والاندهاش والتساؤل طيب وأنا هأستفيد ايه؟ حتى بين شباب الجامعات أجد البعض منهم حتى وهو طالب يرغب فى العمل من أجل الحصول على أموال ... وكيف له أن يتكسب الأموال وهو مازال يحتاج الى تدريب وتدريب .....وكلنا نعلم مستوى خريجى الجامعات بعد تفشى ظاهرة الدروس الخصوصية وأصبح الشاب يتخرج وهو لا يحصل الا القليل أو بالأحرى الشتاتات التى حصل عليها من المدرسين ..وكأننا نبنى عمارة بلا أساسات حديد. إن مفهوم "ثقافة التطوع" بهذا المعنى يقع في منظومة الفكر المادي العلماني على طرف نقيض لمفهوم "الواجب" أو "الإلزام"؛ ولذلك نجدهم يفرقون بين "العمل التطوعي" و"العمل غير التطوعي"؛ ومن ثم بين القطاع الخيري (أو اللاربحي)، وقطاع الأعمال (أو الربحي)، وبين المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية أو الأهلية. وما يلفت النظر هنا هو أن التدني في فاعلية التطوع في معظم المجتمعات العربية يأتي في وقت هي أشد ما تكون فيه حاجة إلى تنشيط فاعليات العمل الأهلي كافة، وفي القلب منها فاعليات العمل التطوعي؛ وذلك لأسباب تعود إلى طبيعة التحولات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها من جهة، ونظراً لصعود موجة الاهتمام العالمي لما يسمى القطاع الثالث أو اللاربحي من جهة أخرى، مع ما يفرضه هذا الصعود من ضرورة التفتيش عما تملكه في مخزونها الثقافي والقيمي من محفزات ودوافع لتنشيط العمل التطوعي وتطويره. ومن ناحية أخرى أجد مشروع مدرستى 2 الذى تنفذه جمعية نهوض وتنمية المرأة برئاسة د.ايمان بيبرس والتى تقوم فى الأساس على العمل التطوعى وبها عدد من الشابات والشباب .... والتى قالت لى أن عدم دفع الطلاب للمصروفات الدراسية وبالتالي عدم وجود مورد مالي لصيانة مرافق المدرسة مثل دورات المياه والمعامل"..كانت أبرز المشكلات التى وجدناها فى مدارس حلوان . وهناك ما يسمى "لجان تسيير الحي" وكانت من الأنشطة الهامة والمُكملة التي تعمل على تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع وهو تطوير العملية التعليمية بمنطقتيّ حلوان وطره، حيث الهدف هو إشراك المسئولين الحكوميين بالمنطقة في تنفيذ المشروع وأنشطته، وسبل الحفاظ على أعمال التطوير والصيانة التي سوف تتم بالمدرسة، بما سيعمل على تحقيق مبدأيّ التنمية: وهما الاستمرارية والاستدامة. ولقد أوصت اللجنة كما صرحت د.ايمان بيبرس بعمل دورات رياضية تأهيلية للطلاب، بما يعمل على تحقيق أحد أهداف المشروع و تشجيعهم على الحفاظ على أعمال التطوير والصيانة بمدرستهم بعدما تم تجديد المدرسة وتزويدهم بالأدراج والمكاتب الجديدة . من هنا أؤكد على أن ثقافة العمل التطوعى مازالت ثقافة غائبة عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية برغم أن مثل هذه الأعمال تكسب الفرد العديد من الخبرات والتجارب كذلك خبرة الاتصال بالآخر والتعامل الجيد ومهارات الحاسب الآلى ....يجب على الشباب ولن يخسروا أن يقتحموا العمل العام من خلال العمل التطوعى الثقافى ....وهناك العديد من الجمعيات الأهلية (الغير حكومية) حققت الكثير من الانجازات والمشروعات التنموية والأفكار الهادفة والتى كانت من شأنها تحقيق التقدم للبلاد ...مثل جمعية هدى شعراوى ... والاتحاد النسائى الذى تقوده د.هدى بدران ...وجمعية الرعاية المتكاملة... وجمعية الديموجرافيين المصريين وجمعية الوراثة البشرية .... حيث وصل عدد الجمعيات الغير أهلية ل 40 ألف جمعية ....فدائما ما نردد يجب الا نترك الحكومة تعمل بمفردها بل يجب تضافر كل الجهود ... وهذا ما نؤكد عليه...وأن نربى أبنائنا على ثقافة التطوع اى التطوع بما نملكه للآخر سواء وقت أو جهد أو مال وعلينا ان نتذكر مقولة فرانسيس كولينز "النجاح لا يأتى اليك بل أنت من يجب مطاردته ". لمزيد من مقالات د.سامية ابو النصر