«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على رأسهم أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد وحليم ونجاة
مطربو مصر يتغنون بمجد «نجمة السنا» ومنبت الأحرار
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 02 - 2016


أمير البلاد يستقبل أم كلثوم وهى تهدى الشعب العربى
قصيدتين لأحمد العدوانى شاعر الكويت الكبير يرسم فيهما صورة رائعة لشعبه بأصالته ببدوه وحضره

كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يؤمن بالقومية العربية، ونقل حينذاك هذا الإيمان إلى كل مبدعى مصر، خاصة لأهل الفن، حيث كان يرى أن الشعب فى نضاله يعتمد على أسلحة لا تهزم،
ومن أهمها سلاح الفن الذى يحرك عواطف الجماهير، ويملؤها بقوة روح لا تقاوم، ويشحنها بمعنوية لا تتراجع ولا تتردد ولا تقف دون غايتها المرسومة، لهذا واكبت الأغنية الوطنية المصرية ثورات العالم العربي، وكان مطربو وشعراء وملحنو مصر يكتبون ويلحنون ويغنون بمطالب الشعوب العربية وآمالهم، ويشيدون بكفاحهم ويباركون خطاهم وتضحياتهم، ويحملون لهم المصابيح فى طريقهم ليهتدوا بها، وعاش الفن المصرى معارك النضال جميعا وكان فيها أسرع من طلقات الرصاص، وأنفذ من السهم، وأمضى من السيف.
وكانت دولة الكويت الحبيبة من أبرز تلك الدول التى غنى لها أساطين الغناء المصري، خاصة أن شعب الكويت كان يقف دائما فى الطليعة مع كل نضال كان يقوم به الشعب العربى فى كل مكان، من الخليج إلى المحيط ، مؤكدا بذلك أخلاقه العربية التى جرت فى دمائه من أيام الفتح الأولي.
قبل استقلال الكويت كانت القاهرة محطة مهمة لكثير من الطلاب الكويتيين خاصة طلاب المعاهد الفنية والموسيقية، وليس هذا فحسب بل كانت مقصدا لكثير من الفنانين لتسجيل أعمالهم الموسيقية والغنائية، ففى عام 1958 قام الموسيقار «سعود الراشد» بزيارة القاهرة، حيث سجل خمس اسطوانات، وأثناء رحلته هذه عمل مع موسيقيين مصريين ودعا العديد منهم إلى الكويت ليشكل الأوركسترا الكويتية المصرية بقيادة «نجيب رزق الله».
أم كلثوم و«أرض الجدود»
بعدما تم الاستقلال عن بريطانيا عام 1961، دأبت الكويت على إقامة احتفالات فى هذه المناسبة، كان يدعى فيه كبار مطربى مصر، ليس فقط لتقديم أغانيهم العاطفية بل وتقديم أغنيات وطنية للكويت، وكان على رأس هؤلاء أم كلثوم التى ارتبطت بالكويت بعلاقة ربما لم يحققها مطرب عربى آخر، ومكانة متميزة فى قلوب أهل الكويت الذين اقتربوا منها، وتعلقوا بها، وبادلتهم حبا بحب.
زارت «ثومة» الكويت مرات عديدة، وكانت فى كل مرة محل حفاوة رسمية وشعبية وأهلية، وتعلق الكويتيون بها كما لم يتعلقوا بفنان مثلها، حتى أن كثيرا من الكويتيين يحضرون حفلاتها الشهرية فى مصر، وكانت أولى حفلاتها فى مدينة الكويت قبل الاستقلال، حيث اتفقت مع «كامل سليم» أحد التجار الكويتيين، على إقامة ثلاث حفلات على مسرح سينما الحمراء فى 16 يناير 1959، مقابل سبعة آلاف جنيه عن كل حفلة، واشترطت فى العقد أن تتولى بنفسها الإشراف على مسرح سينما الحمراء، وإبداء أى ملاحظات عليه، وعلى الطرف الثانى « كامل سليم» أن ينفذ كل ما تطلبه، كما ان لها مطلق الحرية فى اختيار ما تغنيه، ويومها قدمت مجموعة من أغنياتها العاطفية منها «عودت عيني»، و «شمس الأصيل»، و«هجرتك» وغيرها.
وبعد استقلال الكويت كان الحفل الثانى الذى بدأت المدينة الخليجية الاستعداد له منذ شهر نوفمبر 1962، حيث كانت صور أم كلثوم تتصدر الصفحات الأولى فى كثير من الجرائد الكويتية، تعلن عن ميعاد حفلاتها الثلاث فى شهر فبراير عام 1963، بمناسبة عيد جلوس سمو أمير البلاد الشيخ عبدالله السالم الصباح، وأيضا لمناسبة الاستقلال، وفى أول حفل غنت كوكب الشرق أغنيتها الوطنية لدولة الكويت «يا دارنا يا دار « من كلمات أحمد العدواني، وألحان رياض السنباطى والتى يقول مطلعها:
يا دارنا يا دارْ/ يا منبتَ الأحرارْ
يا نجمةً للسنا/ على جبين المني
السحرُ لما دنا / غنى لها الأشعارْ
إلى أن تصل لتحية الكويت قائلة:
قالوا الكويت استقل وبدره قد كمل
اليوم نلنا الأمل ودانت الأقدار»
وفى عام 1966 سجلت أم كلثوم للإذاعة الكويتية تسجيلا خاصا لأغنية وطنية أخرى من كلمات أحمد العدوانى وألحان رياض السنباطي، بعنوان « أرض الجدود»، وهى أغنية وطنية جميلة صاغها العدوانى بأسلوبه السلس، ورسم من خلالها صورة رائعة لشعب الكويت وأصالته ببدوه وحضره، برجاله ونسائه، وبكل فئاته.
وكان الحفل الثالث فى 25 فبرايرعام 1968 عقب نكسة يونيو عام 1967 فى إطار جولة عربية عالمية قامت بها كوكب الشرق لدعم المجهود الحربي، وقوبلت يومها بترحاب لم يسبق له مثيل على كل الأصعدة، حيث استقبلها فى المطار وكيل الإعلام آنذاك الإعلامى سعدون الجاسم، وحلت ضيفة على الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
وتشرفت بلقاء المغفور له الشيخ صباح السالم، كما التقت العديد من الشخصيات العامة وسيدات المجتمع، وكانت فى غاية السعادة والسرور وهى تلتقى نخبة من سيدات الكويت اللاتى يعشقن أصالة غنائها، وعذوبة صوتها، ووصل سعر بعض التذاكر فى الحفل إلى 1000 دينار.
عبدالوهاب « المستقل العربى بلدي»
وفى تلك الأجواء شارك موسيقار الأجيالِ محمد عبد الوهاب فى أفراح الكويت بعملينِ، أحدهما بمناسبة عيد الاستقلال الأول عام 1962، حيث شدا بقصيدة « كل أرض عربية» للشاعر كامل الشناوى والتى يقول فيها:
«كل أرض عربية هى أرضى واتجاهى وطريقي
كل أحلام الندية هى حلمى وانتفاضات عروقي
فالكويت المستقل العربى بلدي».
وفى عام 1964 قدم عمله الثانى، حيث غنى رائعة «يا كويت» كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل والتى يتغزل فيها بالكويت قائلا:
«مع نصر الأمة العربية يا كويت تسلمى وتعيشى فى حرية يا كويت
وتزيد مقدارك همة أحرارك وتعيشى يا كويت حرة أبية تعيشي»
ليلى مراد تعود للظهور بالغناء للكويت
ويبقى استقلال الكويت سببا مباشر فى عودة المطربة المعتزلة ليلى مراد مرة أخرى للأضواء، حيث سجلت أغنية وطنية خاصة لإذاعة الكويت بعنوان « طير على الكويت» ألحان رءوف ذهني، وقدر المسئولون على الإذاعة الكويتية هذا الجميل للنجمة المصرية، وعندما بدأت الإذاعة الكويتية تنتج أعمالا غنائية خاصة بها كانت ليلى مراد فى مقدمة المطربين الذين سجلوا أغنيات وأرسلوها للكويت.
عبدالحليم ينشر الأغنية الكويتية
كانت الكويت من الدول القريبة إلى قلب وروح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فقد زارها عدة مرات أولها عام 1956 وسبب تلك الزيارة انه كان فى ذلك الوقت فى بيروت وفجأة اشتعلت حرب بورسعيد فأغلق مطار القاهرة فاضطر الى زيارة الكويت التى لقى فيها استقبالا حارا لم يكن يتوقعه، وبقى فى الكويت حتى هدأت الحرب فى مصر وفتح المطار فغادر الكويت إلى القاهرة، وعندما حدث الاستقلال كانت الكويت على موعد مع عبد الحليم ليشاركها احتفالاتها بأعيادها الوطنية فقدم ثلاث أغنيات وطنية كويتية، لكن باللهجة المصرية كتبها شعراء مصريون، والأغنيات الوطنية الثلاث كانت جميعها من ألحان كمال الطويل أولاها أغنية «من الجهرة للسالمية» من كلمات محمد حمزة يقول مطلعها :
من الجهرة للسالمية رافعين علم الحرية
رايحة ألوف وجاية ألوف تهنى بعيد الحرية
كويتية كويتية
والأغنية الثانية «العيد العيد» أو «ليالى العيد» من شعر محسن الخياط ، وقام بغنائها لأول مرة مع مجموعة من الأطفال، حيث بدأ الطويل اللحن بغناء الأطفال فى تجربة لم يكررها العندليب بعد ذلك ويقول مطلع الأغنية:
العيد العيد الله على العيد وليالى العيد
لياليه زغاريد وشموع بتقيد لقريب وبعيد
وكل عام ورا عام تتحقق الأحلام لأمة الإسلام
الأغنية الثالثة والأخيرة فكانت «خدنى معاك» للشاعر محمد حمزة وتبدو من عنوانها كأغنية عاطفية لكنها تتحدث عن الكويت وكانت لزمتها الغنائية الجملة الخليجية الشهيرة «ياعمرى يابعد عمرى ياقلبى يابعد قلبي» والتى يقول فيها:
خدنى معاك يا هوى آه يا هوى
يا ابو الجناحات خلينى اروح لحبابى واقول سلامات
يا سلام يا سلام يا هوى اه يا هوى عادت الأيام
وهنسهر تانى مع القمر وهنحكى كلام»
والأغنيات الثلاث لم تطرح تجاريا، وإن كان يعود الفضل للتليفزيون الكويتى فى نشرها بعد تسجيلها من قبل عشاق العندليب وتداولها على شبكة الإنترنت.
يا هلى يا هلي
ونحن نتحدث عن غناء حليم للكويت لابد أن نتوقف عند تجربة مهمة جدا فى مشواره، وهى تقديمه لثلاث أغنيات باللهجة الكويتية، وهى اللهجة العربية الوحيدة التى غنى بها بعد اللهجة المصرية، أغنيات صنعت بصفة خاصة له، وليس هذا وحسب بل صورها حليم لتليفزيون الكويت وهو يرتدى الزى الوطنى الكويتي، ونجح فى تقليد الحركات الخليجية بشكل متقن.
ولغناء العندليب الأسمر باللهجة الخليجية قصة ذكرها الملحن الكويتى عبدالحميد السيد، حيث قال: خلال زيارة عبدالحليم للكويت عام 1965، طلب منى أحد المسئولين الكبار الذين يشجعون الغناء الكويتى أن أقدم لحنا باللهجة الكويتية للمطرب المصري، بهدف نشر الأغنية الكويتية فى الوطن العربى من خلال الأصوات الغنائية العربية المشهورة، فلحنت أغنية «ياهلي» كلمات الشاعر وليد جعفر، وقام بغنائها عبدالحليم بعذوبة شديدة، وكانت بدايتها تقول:
«يا هلى يا هلى يكفى ملامى والعتاب
لا تلومونى ترى قلبى صويب
علمونى واصدقوا برد الجواب
خبرونى يا هلى وين الحبيب
ناحل جسمى وأنا بعز الشباب»
حققت الأغنية انتشارا ونجاحا طغى على الأغنيتين الأخريين، وهما «يافرحة السمار عادت لياليهم» للشاعر أحمد العدوانى والملحن حميد الرجيب، و»عينى ضناها السهر من حب ظبى جفانى « للشاعر عبد المحسن الرفاعى وألحان سعود الراشد، وقد ظلت تجربة غناء عبدالحليم باللهجة الكويتية هى الوحيدة والفريدة فى مسيرته الغنائية.
عبدالحليم يرحب بالسيسي
كان من المقرر أن يتعاون عبدالحميد السيد مرة ثانية مع حليم فى أغنية بعنوان «ياللى ظلمت قلبي» من كلمات محمد محروس، لكن رحيل العندليب كان سببا فى عدم ظهور الأغنية للنور، والطريف أن التليفزيون الكويتى العام الماضى احتفل بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فقام بعمل تغطية كاملة للزيارة، بالإضافة إلى بث أغنية عبد الحليم حافظ «ياهلى يا هلي» للترحيب به.
فريد الأطرش أرض الكويت يا بلادي
لم يقتصر حب الكويت على أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم فقط، ولكنه غزا قلوب كل المطربين المصريين والعرب، فعندما علم الموسيقار فريد الأطرش باستقلال الكويت سارع بإهداء الشعب الكويتى أكثر من عمل فنى كان أولها أنشودة « باسم الله يا كويت» كلمات الشاعر فتحى قورة، والتى يقول فيها:
بسم الله والشعب العربى فى أكرم أرض وأكرم بيت
طلع الفجر يودع فجر وهلت أعيادك يا كويت
بسم شيوخ فى سبيلك جاهدوا وهبوا حياتهم لله وحده»
وبعد الاستقلال اعتاد الأطرش التردد على الكويت كل سنة بمناسبة أعيادها الوطنية، فقدم لها ثلاث أغنيات وطنية أخري، وكلها مبنية على تحوير بعض أغنياته الوطنية السابقة مثل «حبيب حياتنا كلها» التى قدمها عام 1964 تحية لجمال عبد الناصر بمناسبة عودة الجنود المصريين من حرب اليمن، التى استعان بلحنها فى أغنية كتبها الشاعر حسين السيد بعنوان «يا أرضنا يا أمنا» التى تتردد كل عام فى أعياد الكويت بأصوات المجموعة.
كما قدم أغنية ثالثة رائعة الكلمات فى أحد أعياد الاستقلال فى نهاية الستينات تتحدث عن أرض الكويت.
وكانت آخر أغنياته أغنية قام فيها بتحية أمير الكويت كتبها له الشاعر اللبنانى عبدالجليل وهبه يقول فيها:
«يا مرحبا يا كويتنا يا مرحبا
يا مرحبا بأميرنا يا مرحبا
يا كويتنا احنا فداك بقلوبنا وأرواحنا»
نجاة ودرة الخليج وساحل الفنطاس
وواكبت مطربتنا الكبيرة «نجاة» أفراح الكويت باستقلالها، فشدت بالعديد من الأغنيات رائعة الكلمات والألحان، كانت البداية مع قصيدة « عيد الكويت» كلمات صالح جودت، وألحان محمد الموجى .
وفى عام 1964 زارت الكويت وأعجبت بقصيدة كتبها الشاعر أحمد العدواني، ولحنها حمد الرجيب بعنوان « يا ساحل الفنطاس» هذا المكان الذى كان يرتاده الشاعر وهو طفل، وكتب فيه أعذب الكلمات، وكان قد سبقها فى غناء هذه القصيدة التى تميزت بكلماتها البسيطة، المطرب عيسى خورشيد الشهير ب «غريد الشاطئ» فأعادت غناءها بصوتها، من كلمات هذه القصيدة:
«يا ساحل الفنطاس يا ملعب الغزلان / يا متعة الجلاس
يا سامر الخلان رمالك النشوى / والبحر ساقيها حكاية تروي والموج يحكيها».
كما شدت بروائع أخرى لشعراء وملحنين كويتيين «دومى بعزك درة الأمصار» للشاعرعلى السبتي، ألحان يوسف الدوخي، كما غنت «ياهل الحى من فيكم يودى الوصية ساعدونى عسى الله ينصر اللى سعى لي» كلمات عبدالعزيز البصري،ألحان أحمد باقر، ومن ألحان بليغ حمدى شدت « يا شباب الكويت»، وكان آخر أعمالها القصيدة العاطفية الرائعة « أعد الحقيبة ثم ابتسم» كلمات الكويتى أحمد السقاف، ألحان بليغ حمدي.
فايزة الأكثر غناء للكويت
تعتبر فايزة أحمد من أكثر المطربات غناء للكويت، ولم يقتصر غناؤها على الغناء الوطني، ولكنها تغنت بالعديد من الأغنيات الكويتية لشعراء، وملحنين بالبلد، كانت البداية من خلال رائعتها المصرية «أنا عربية» التى تهنأ فيها أختها الكويتية باحتفالاتها بعيد الاستقلال فتقول:
أنا عربية حرة أبية يجرى فى دمى هوا الحرية
عايزة أغني، عايزة أهنى بأعياد أختى الكويتية
ما هى عربية وأنا عربية
وبعد هذه الأغنية أعادت غناء أغنية « صوت السهاري» التى تعتبر إحدى أجمل الاغانى التى ارتبطت بالفن الكويتى الأصيل، ولقد أعادت غناءها بعد المطرب الكويتى الكبير عوض الدوخي، وشدت أيضا بقصيدة «أنا أهواه أجل لست التى تخفى هواها عن سواها» كلمات أحمد العدواني، الحان أحمد باقر، « ليش الحبيب» من كلمات منى طالب دهام، والحان عبدالحميد السيد،»آه ياعشق هواك» كلمات خليفة العبدالله الخليفة، الحان عبدالرحمن البعيجان، «مافات خله ياعديل الروح»،» مدرى علامك « من ألحان الفنان سعود الراشد.
نجاح سلام تقيم فى الكويت
ارتبطت الفنانة نجاح سلام بالكويت لسنوات طويلة، سواء من خلال الأعمال الغنائية التى قدمتها لعدد من الشعراء والملحنين فى الكويت، أو من خلال زياراتها العائلية التى لم تنقطع إطلاقا للكويت منذ ستينات القرن الماضي، وتكررت بعد ذلك حتى أصبح وجودها فى الكويت أمرا طبيعيا، وفى فترة من الفترات اشترت بيتا وأقامت فيه، ومن خلال وجودها فى الكويت تعاونت مع عدد كبير من الشعراء والملحنين الكويتيين، فغنت «أدارى والهوى نمام» كلمات الشاعر أحمد العدواني، ألحان حمد الرجيب، «أشجانى أشجاني» إيقاع سواحلي، كلمات منصور الخرقاوي، الحان سعود الراشد ،«سل نجوم الليل عني» الحان حمد الرجيب، «بردى يجى نسناس»، كلمات مدحى اليماني، «لى متى صبرى يطول» كلمات سلمان الظفيرى الحان محمود الكويتي، «عودت أنا قلبى على النسيان»، فن سامري، كلمات منصور الخرقاوى الحان حمد الرجيب.
شادية تغنى لأول ملحنة كويتية
وللمطربة الكبيرة شادية تجربة مهمة فى الكويت حيث إنها شجعت ووقفت بجوار الملحنة الكويتية ليلى عبدالعزيز، وغنت لها «آه منك يا طيري» كلمات الشاعر محمود الماسى والتى تقول فيها:
آه منك يا طيرى يا طيرى آه يلى مولف على غيرى آه
بعد يا طير مابقالك ريش تهجر عشى وتنسى العيش
لف الدنيا لف لف وارجع تانى لف مش هتلاقى زى حناني
ولا فيه قلب يحبك غيرى وآه منك يا طيري»
وكانت هذه الأغنية سبب شهرة ليلى عبدالعزيز، حيث سارع عدد كبير من المطربين للغناء لها، وبعد النجاح الذى حققته هذه الأغنية، قدمت شادية العديد من الأغنيات العاطفية للإذاعة الكويتية.
شريفة فاضل تغنى باللهجة الكويتية
أما المطربة شريفة فاضل فهى واحدة من أوائل الفنانين الذين زاروا الكويت بعد الاستقلال، وغنت فى عدة حفلات ضمن مجموعة من الفنانين العرب، كما قدمت بعض الأعمال الكويتية بصوتها، ومن أجمل تلك الأعمال التى مازالت حاضرة فى الكويت بقوة أغنية «لا تودعنى على نية سفر» كلمات بدر الجاسر العياف، ألحان يوسف المهنا، حيث قدمتها بإحساس الفنان الصادق المدرك لأبعاد ما يؤدي، الأغنية مليئة بالصور الشاعرية، التى تقول كلماتها:
لا تودعنى على نية سفر
أنا أخشى ساعة فيها الوداع
روح لا تطرش خبر
الفراق يصير وأمر الله مطاع»
وتعتبر شريفة أول مطربة مصرية تغنى باللهجة الكويتية، ولم يقتصر غناؤها على أغنية واحدة فقط، ولكن قدمت العديد من الأغنيات منها «أغلى الحبايب زعلان» وهى فن سامري، كلمات بدر جاسر العياف، ألحان سعود الراشد، و«يا كحيل العين» كلمات خالد العياف وألحان سعيد البنا، «يالله على بيت العروسة».
سعاد محمد وبهجة العيد
كما زارت الفنانة الكبيرة سعاد محمد فى إحدى مناسبات الاحتفالات بعيد استقلال الكويت، وغنت أوبريت بعنوان «الكويت موطني» كلمات أحمد عنبر، ألحان الموسيقار المصرى عبدالرؤوف إسماعيل، وشدا معها الكويتى صالح الحريبي، والليبى محمد حسن. وأبدعت فى غنائها، وشدت برائعتها الوطنية « بهجة العيد»، كما غنت أيضا ألحانا كويتية فى عدة مناسبات وقدمتها بإحساس الفنان الصادق، منها « عيونى اليوم سهرانه» كلمات محمد أحمد صالح التنيب، ألحان عثمان السيد.
صباح تتغزل فى الكويت
وللفنانة الكبيرة صباح محطة مهمة فى الكويت، حيث شدت بمجموعة كبيرة من الأغنيات العاطفية والوطنية التى تتغزل فى حب الكويت، منها أغنيتها الشهيرة «لولا الكويت» التى تقول فيها:
الكويت واقفة منارة تضوى بنور الحضارة
وتسابق الأيام بالعلم والتمدين والدنيا ويا الدين وعدالة الحكام
كما غنت أغنية تصف فيها حبها للكويت هذا البلد المضياف الكريم.
ولم يقتصر الغناء للكويت على فئة معينة من المطربين، ولكن كل المطربين العرب غنوا وتغنوا لهذا البلد الرائع، وعددوا محاسنه وجمال شعبه وحكامه من هؤلاء المطربة هدى سلطان التى غنت من ألحان محمد الموجى.
أعمال مصرية نادرة فى إذاعة الكويت
كانت الكويت ولا تزال الحضن الدافئ الذى يشعر فيه الفنانون المصريون بالأمان، فيقدمون إبداعاتهم، ويتنافسون لتقديم الأفضل والمتميز، وخلال فترة الستينيات، وهى التى يعتبرها الكثيرون الفترة الذهبية للإبداع الكويتي، وللتلاحم بين فنانى الكويت وأشقائهم العرب، قامت إذاعة الكويت بتجربة لم يتوقف عندها أحد، حيث استعانت بمجموعة كبيرة من المطربين المصريين فى هذا الوقت لتسجيل أغنيات خاصة بها وتقديمها للمستمع الكويتي.
وعبر أثيرها غنت «ليلى مراد، شادية، فايزة أحمد، نجاة، نازك، نور الهدي، محمد عبدالمطلب،شريفة فاضل، نجاح سلام، عادل مأمون، هدى سلطان، هدى زايد، محرم فؤاد، مها صبري، ماهر العطار، إسماعيل شبانه، محمد قنديل، عبداللطيف التلباني، ليلى جمال، كمال حسني، كارم محمود» وغيرهم من الأصوات المصرية.
ولحن هذه الأغنيات مجموعة من أساطين النغم منهم كمال الطويل، محمد الموجي، بليغ حمدي، محمد ضياء الدين، خالد الأمير، عبدالعظيم محمد، رؤوف ذهني، عزالدين حسني، سيد مكاوي، سيد إسماعيل وغيرهم، وبعض من هذه الأعمال تلاقى فيها الصوت المصرى مع بعض شعراء وملحنى الكويت، وهذه الأعمال الرائعة للأسف لا تذاع فى مصر، ومجهولة بالنسبة للشعب المصري، رغم أنها أفضل مئات المرات مما نسمعه هذه الأيام .!
ولم تكتف الإذاعة الكويتية بالأغانى فقط، ولكنها قامت بتسجيل مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية لحسابها الخاص، لعل أشهرها قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ التى قدمتها فى حلقات بعد وفاته مباشرة، من تأليف السيد الشوربجي، وإخرج مهند الأنصاري، وكانت بعنوان « مشوار المجد والعذاب»، وقام ببطولتها زبيدة ثروت، سمير حسني، كريمة مختار.
اللهم لا اعتراض
على مدى الأيام والسنين أثبتت العلاقات المصرية الكويتية قوتها، فإبان العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد نظام صدام حسين فى العراق، يومها أكدت مصر رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتى بل ودفاعها كشريك فى حرب تحرير الكويت، وفى أثناء فترة الاحتلال عام 1990، فقد احتضنت مصر الشعب الكويتي، وفتحت قلبها لكل ما هو كويتي، وفى أثناء ذلك صادف احتفال مصر بمولد الرسول عليه السلام، فشاركت الفنانة الكويتية الكبيرة سعاد عبدالله والمطرب عبدالله الرويشد زملاءهم الفنانين المصريين فى تقديم أوبريت «الليلة المحمدية السادسة» إخراج المبدع جلال الشرقاوي، وفى هذا الأوبريت غنى عبدالله الرويشد من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان جمال سلامة أغنيته الشهيرة «اللهم لا اعتراض» التى جعلته نجما مصريا وعربيا بامتياز.
الموجى الصغير يكمل رسالة والده
عقب رجوع الحق لأصحابه واسترداد الكويتيين أرضهم وبيوتهم، كان للأغنية المصرية دورها الاحتفالي، فقدم الموسيقار الموجى الصغير، ثلاث أغنيات وطنية اثنتان منهما من غناء نادية مصطفى الأولى بعنوان «مجد الكويت» كلمات رضا أمين.
والثانية بعنوان « كلمة هدية» كلمات الشاعر الغنائى عصمت الحبروك.
أما الأغنية الثالثة التى لحنها موسيقارنا الموجى الصغير فكانت للمطرب إيهاب توفيق بعنوان «الله يبارك للكويت» كلمات محمد زكى الملاح التى تبدأ قائلة « الأرض رجعت والإيدين بتعمر».
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية زار الكويت عشرات الفنانين والمطربين والفرق المسرحية والفنية المصرية، وشاهدنا وسمعنا العديد من الأعمال الكويتية المصرية المشتركة لعل أهم هذه التجارب تجربة المطربة «أنغام» التى قدمت فى بداية مشوارها الفنى ألبوما كويتيا بعنوان «شكرا» كلمات ساهر، وألحان سليمان الملا، كما شاركت عبدالله الرويشد ديو «سؤال»، فضلا عن بعض الأعمال الأخرى أهمها حرصها الدائم على المشاركة فى مهرجان «هلا فبراير»، مع زميلتها شيرين عبدالوهاب، ومازال موج الخليج يحمل بين طياته الكثير والكثير من النغم الساحر لكل مطربى مصر والعالم العربي، حتى انطبق شعار «الكويت بلاد العرب» قولا وفعلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.