بعد ان قضت محكمة القضاء الإداري بوقف بث قناتي' ميلودي' و'ميلودي تريكس' لمدة أسبوع, مع إلزام شركة' نايل سات' بعدم السماح للقناة باستئناف البث قبل إزالة' إعلان وديع' من خريطة' ميلودي أفلام تباينت ردود الافعال حول هذا الحكم, فقد رآه البعض في المنتديات الاجتماعية علي الانترنت انه انتقاص من حرية الابداع انتقل من الفن الي القنوات الفضائية خصوصا بعد الحكم ضد عادل إمام بتهمة ازدراء الاديان الاسبوع الماضي, بينما أيد فريق آخر الحكم القضائي ضد القناة واعتبروه انتصارا لثورة الأخلاق علي الانفلات الذي شهدته إعلانات القنوات ومحتواها بشكل عام سواء في البروموهات أو اعلانات المنشطات الجنسية أو البرامج المختلفة. وكان السؤال الحائر الذي دار حوله النقاش: من المعني بتحديد المعيار الأخلاقي في القناوات الفضائية, وتوجهنا بهذا السؤال الي د.محمد فتحي أستاذ الإعلام بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان فقال: إن هناك إعلانات عديدة تحوي ايحاءات جنسية وهي منتشرة في الفضائيات بلا رادع ومنها إعلانات القناة التي تم الحكم بوقفها, وانه وان كانت تلك القنوات تساهم في خدش الحياء العام إلا أن حجرها بحكم قضائي ليس هو الوسيلة الأمثل لمكافحتها, كما أن مفهوم حرية الإبداع نسبي ويتغير من شخص لآخر, كما أن الحكم علي القناة ووقف من قاموا بتلك الإعلانات ومنع ظهورهم وضعهم في خانة ضحايا حرية التعبير والرأي وهم أبعد ما يكونون عن ذلك, وقال: أنا غير معجب بما حدث بصفة عامه فمن قام بالدعوي كان بإمكانه رفع دعاوي أكثر تأثيرا, ومن رفع ضدهم القضية لا يستحقون الاهتمام أصلا بما يقومون به من خدش للحياء. ويقول د.رشاد عبداللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الإجتماعية جامعة حلوان: إن الابدي بالإغلاق هي قنوات الابتذال والعري, والمجتمع هو المعني الأول بتحديد معيار المحتوي الأخلاقي لأنه هو المتلقي للرسالة الإعلامية, وإن آلية المجتمع في الحفاظ علي ضوابط الأخلاق العامة باستنكاره للمحتوي اللا أخلاقي ورفضه له من منطلق المسئولية الاجتماعية وعدم متابعة أو الاهتمام بأي محتوي خارج عن الآداب العامة, والتصعيد الي حد رفع دعاوي قضائية لوقف القنوات التي تخدش الحياء العام لان القنوات الفضائية مسئولة بطريقة مباشرة عن إحداث تغيير في سلوك المجتمع, أما فيما يخص حرية الإبداع والتعبير فيمكن ممارستها بكل حرية بعيدا عن خدش الحياء والخروج عن الآداب العامة للمجتمع لان حرية الإبداع يجب ان تتوقف عند أذية الآخرين, وآلية اللجوء للقضاء آلية مشروعة لوقف تدمير المجتمع عبر تلك القنوات اللا أخلاقية.
أما د.حسن علي رئيس جمعية' حماية المشاهدين والمستمعين والقراء وعميد إعلام 6 أكتوبر فيقول: إن المعايير الأخلاقية للمحتوي الفضائي في العالم معروفة وتتلخص في ثلاث نقاط أولها المهنية الإعلامية والتي تفرض الوضوح في المحتوي فلا يصح أن تكون القناة متخصصة وتقدم محتوي اعلانيا او إعلاميا خارجا فهي كمن يدس السم في العسل, وثانيها معيار قانوني وقد حدده القانون 110 لسنة 1979 الخاص باتحاد الاذاعة والتليفزيون والثالث معيار اخلاقي وهي مواثيق العمل الإعلامي بصفة عامة ومنها مثلا التنويه قبل عرض محتوي خارج أو جنسي بوضع لوجو أو علامة تحذيرية ان المحتوي يحتوي علي ألفاظ أو إيحاءات جنسية قبل عرضه ولا يصح أن يشاهده الأطفال أو من هم اقل من 18 سنة او من لا يرغبون في مشاهدة مثل تلك المضامين, أما الآن ما يحدث هو عبث وتجاره جنس رخيصة وأصبح بعض ملاك الفضائيات ينظرون الي جني المكاسب بغض النظر عن المجتمع, وأصبحت حرية الإبداع والتعبير والفكر كلمة حق يراد بها الباطل ويتم استغلالها من البعض استغلالا سيئا.