بدأت كتاباتي عن أهم القضايا في آخر الزمان، بسلسلة عن يأجوج ومأجوج، وختمتها بفزع النبي حينما رأى أن السد قد فتح، والآن نخوض في حديثنا عن وجود المسيح الدجال. وذلك بالاستعانة بأحاديث الرسول، وفي نهاية الحلقات نذهب إلى أحد علماء المسلمين والذي ركز أبحاثه كلها في إبراز هذه القضايا المهمة، لنعرف منه نتائج هذه الأبحاث، وعلومه عن قضايا آخر الزمان، وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال بأنه رجل قصير أفحج، شعره مجعد وكثيف، مكتوب بين عينيه "كافر" وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا، أن المسيح الدجال رجل قصير أفحج ، مجعد، أعور ، مطموس العين ، ليس (بناتئة ولا جحراء) ، فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور." وكلمة ناتئة تأتي من نتوء العنب وهي صفة العنب حينما يسيل ماءها، وأما كلمة جحراء (فهي جاحظة) ، ومنذ فترة ظهر رجل في باكستان بعين واحدة في الوسط اعتقد الناس أنه المسيح الدجال، وظهرت صوره في العديد من الجرائد، وظهر العلماء ليحذروا الناس منه ونفوا أنه الدجال، ويذكرنا النبي أن الدجَّال مقيد بأغلال وموجود في جزيرة ، وهذا الكلام ليس من خواطري ولكن من حديث تميم الداري الذي أسلم بعد أن كان نصرانيا، وكان في رحلة على ظهر مركب، وجاء للنبي ليقص عليه ماشاهده ومعه عشرة من الصحابة، فقال النبي للصحابة اجلسوا، تميم الداري قال لي أمرا عن الدجال يؤكد لي ماكنت قلته، أن تميم الداري وبعض رفاقه ذهبوا على متن سفينة من الأرض العربية، وأتت عاصفة ودفعت بالسفينة لمدة شهر، حتى وصلوا إلى أرض جزيرة، وعندما رسوا واجهوا مخلوقا كثيف الشعر، ولم يعرفوا رأسه من ذيله، قال لهم المخلوق "أنا الجساسة" والآية تقول: "ولا تجسسوا" والجساسة هي دابة متخصصة أعلى كفاءة من الأقمار الصناعية التي نسمع عنها، فهي تبلغ المسيح الدجال بكل مايدور حولها أو بعيدا عنها، فقالت لتميم الداري ورفاقه "إن هناك شخص يريد التحدث معكم، وحينما ذهبوا وجدوا دير نصراني متهدم، ثم وجدوا رجلا مقيدا بسلاسل، ويديه مغلولة إلى عنقه، وأقدامه مقيدة بالسلاسل، وبادرهم الرجل بالأسئلة حينما رآهم، هل ظهر النبي الأمي؟ ويقصد هنا بكلمة الأمي أنه ليس من اليهود، "هل وصل إلى المدينة؟" قالوا نعم، ثم قال: وهل الناس يؤمنون به؟ قالوا: بعضهم يؤمن به وبعضهم لا يؤمن، قال : أفضل لهم أن يؤمنوا، سألهم: هل هناك ماء بقي في بحيرة طبريا؟، قالوا نعم، قال لهم: قريبا سوف تجف، "إذن هذا الرجل يعلم من الجساسة كل شئ" ومن ثم قال لهم: "أنا الدجال"، وعندما أخرج سوف أدخل كل مدينة وقرية ، وبذلك نفهم أنه في الوقت الذي كان تميم الداري على تلك الجزيرة كان الدجال مازال مقيدا فيها، ولم يطلقه الله بعد، ولكن بعد ذلك بفترة قصيرة، شك النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكون الدجال هو صبي يهودي اسمه ابن صياد في المدينة، "مجرد شك" لأن "هذا الولد الصبي أظهر قدرات خارقة، سمع بها النبي" وهكذا أخذ عمر رضي الله عنه معه، ليذهب ويوجه بعض الأسئلة للفتى اليهودي، ولكن الصبي لم يظهر احتراما في إجاباته، وعندما كان النبي قادما إليه جاءه الوحي "بسورة الدخان"، وقال الصبي للنبي أنا علمت ما جاءك من الوحي الآن، فتعجب النبي منه؟ فسأله النبي؟ فقال الصبي: "دخ" ولم يكمل الصبي الكلمة لأن النبي قال له: "خسئت يابن صياد"، فسكت الغلام ولم يكمل كلامه، ولذا قال عمر يانبي الله أعطني الإذن لأقطع رأسه، فقال له ياعمر لا تفعل ذلك ، إذا كان هو الدجال فلن تستطيع قتله، وإذا كان ليس هو الدجال فكيف لك أن تقتله ظلما؟، وهذا يدل على أن الدجال موجود بيننا فعلا، وأن النبي كان يشك بأنه تم إطلاقه، وهذا خبر أبلغنا به النبي عن الدجال وأوصافه، فإذا كان سيأتي الدجال إلى بني إسرائيل فهي عقوبة الله لليهود، واختبارا وابتلاء رهيبا لبقية البشر ومعظمهم سوف يتبعه ويهلك معه اليهود، فكل من ينبهر بهذا الشر سيضيع ويهلك معه، لأن المسيح الدجال هو فتنة للمسلمين أيضا، وهناك من هم ضعاف النفوس، بدليل أننا رأينا بعض الناس تنحني وتقبل يد أصحاب المناصب، ولكن الدجال سيكون له قدرات فائقة في إبهار العالم به، ومن هنا سيحدث لدى البشر ذبذبة في الرأي هل أكون من المؤيدين أم من المعارضين للدجال؟ ولكن أين هو الدجال؟ لأنه لم يكن ابن صياد خاصة أن ابن صياد مات ودفن فعلا، وقيل أنه ذهب إلى الحج بعد أن أشهر إسلامه، ولمعرفة مكان الدجال سنذهب في الحلقة القادمة للبحث عن مكان الدجال، لدى عالم جليل أفاض في شرح مكانه هو الشيخ عمران حسين، وهذا الشيخ ولد في جزيرة ترينداد أند توباكو في جزر الكاريبي عام 1942 من أبوين مهاجرين من الهند. . تخرج من معهد العالمية في كراتشي حصل على شهادات عدة من جامعة كراتشي ، جامعه جزر الهند الغربية، وجاء إلى جامعة الأزهر لتلقي العلوم الدينية، ثم عمل في معهد العلاقات الدولية في سويسرا، وعمل لسنوات عدة في وزارة الخارجية في جمهورية ترينداد لكنه استقال عام 1985 ليتفرغ للدعوة الإسلامية، وعاش في نيويورك لعشر سنوات عمل خلالها كمديراً لقسم الدراسات الإسلامية في اللجنة المشتركة للمنظمة الإسلامية بنيويورك وحاضر عن الإسلام في جامعات أمريكية وكندية كما شارك بحوارات ومناظرات ضد قساوسة وحاخامات من المسيحيين واليهود، ورئيس دعوة تنظيم الإسلام بشمال أمريكا. [email protected] المزيد من مقالات حسنى كمال