هي ليلة لم ينم فيها الشيطان بقرية كفر شحاتة بمحافظة دمياط من أجل أن يصنع جريمة من أبشع جرائمه التي يمسك خيوط شباكها لإيقاع ضحاياه من البشر الذين يستجيبون لغوايته ويسيرون معه حتي طريق الضياع. بدأت القصة في أجواء من الرومانسية داخل إحدي مزارع القرية والتي تعمل بها (أمينة) في شبابها ونشأت بينها وبين (السيد) قصة حب طاهرة في هواء الريف النظيف وتنامت في أجواء الحقول الخضراء لتنتهي بالزواج وجمعهم عش الزوجية يرتويان من السعادة حتي الثمالة وأثمر هذا الزواج الذي استمر 13 عاماً ثلاثة أبناء وهم ملك 10 سنوات وإيمان 9 سنوات ورضا 5 سنوات، ولكن الشيطان أبي أن تستمر سعادة هذه الأسرة الصغيرة، فبدأ يأخذ الزوج إلي طريق الغواية بإقامة العديد من العلاقات النسائية وكانت هذه هي بداية اشتعال نار المشاكل داخل الأسرة. وتعرف الزوج علي إحدي الفتيات وتعمقت العلاقة بينهما حتي شعرت الزوجة بأنه قد يضيع منها، فأحكمت عليه الرقابة وعدم إعطائه أي فرصه للابتعاد عن منزله وأولاده، وشعر بأنها عائق أمام إشباع رغباته ونزواته فقرر التخلص منها وبحيلة شيطانية إنتهز زيارتها لأهلها وأحضر علبه عصير ووضع بها سماً وعندما عادت للمنزل شربته وهي لاتعلم ما بداخله، وعندما ظهرت عليها علامات التعب قام بخنقها حتي لفظت أنفاسها الأخيرة ونقلها إلي المستشفي وعندما أخبره الطبيب بأنها قد فارقت الحياة عاد بها إلي المنزل وحاول استخراج شهادة وفاة لإخفاء جريمته، وحضر طبيب الوحدة الصحية ليكتشف وجود آثار اعتداء علي الجثة وأنها توفت نتيجة الخنق، فقام أهلها بإبلاغ الشرطة. وتؤكد « رشا السيد شقيقه القتيلة « أن شقيقتها كانت تعيش في مأساة حقيقية مع هذا الزوج القاتل نظراً لكثرة الخلافات التي تدب بينهما باستمرار لامتناعه عن الانفاق علي أولاده، وبالرغم من ذلك كانت تتحمل منه الكثير لأجل أن يعيش أبناؤهما بسلام، وآخر مرة رأيتها قبل وفاتها بساعات حيث كانت في زيارة لمنزلنا ثم قامت بزيارة قبر والدها وبعض أقاربنا وكأنها تخبرهم بأنها قادمة إليهم بعد ساعات قليلة، وذهب إليها شقيقي للاطمئنان عليها عقب عودتها لمنزلها وفوجئ بخبر وفاتها والذي نزل علينا كالصاعقة، وأضافت أن قاتل أختها لم يراع عشرة السنين ولا تحملها له طوال فترة الزواج التي تحملت فيها الكثير والكثير من العذاب علي يديه. ووجه اللواء فيصل دويدار مدير أمن دمياط بسرعة تشكيل فريق بحث برئاسة العميد السيد العشماوي مدير إدارة البحث الجنائي بدمياط، حيث أكدت تحريات المقدم تامر أبويوسف، مفتش المباحث أن الزوج ويدعي «السيد رضا» وراء الجريمة ، ونجح الرائد محمد أبو العز رئيس المباحث في القبض عليه، واعترف بارتكابه الواقعة، وتولت النيابة التحقيق بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام لنيابات دمياط.