هل يمكن أن يهيمن الإنترنت علي الإنسان لدرجة أنه يوقعه في شر أعماله ويلقي به إلي الهاوية؟ وهل تزين التكنولوجيا الحديثه و المعروفة بالتواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك أو الفيبر أوغيرها للمرء أن يتخلص من أقرب الناس إليه وأن يمزق فلذة أكباده بدم بارد جريا وراء العشق المحرم والخيانة وحتي يروي ظمأ نفسه الضحلة الدنيئة ؟ هذا بالفعل ما قامت به سلوي إبنة التاسعة والعشرين عاما والتي باعت أمومتها في سوق الهوي بثمن بخس. كانت ليلة عجيبة بقرية شرباص مركز فارسكور بمحافظة دمياط حيث تجردت سلوي من كل مشاعرها الإنسانية والمشاعر الفطرية للأمومة بعد أن سيطر عليها شيطان الغواية . عاشت الأم القاتلة وهي ربة منزل حياة آمنة مستقرة مع زوجها المكافح وأنجبت منه ثلاثة أطفال وهم مهند (5 سنوات) والتوءم نور ونادين (3 سنوات) . وبدأت المأساة عندما دبت في الفترة الأخيرة خلافات بينها وبين زوجها وصلت إلي مشاجرات عادية مثل ما تحدث في أي بيت ولكنها تطورت في الفترة الأخيرة إلي طلبها الطلاق ، وتوسيط أهلها لإتمام تلك الرغبة ولكن جاء الرفض أكثر من مرة من الزوج ومن أهلها لوجود ثلاثة أطفال سيتعرضون للتشرد ، حاولت الزوجة أن تهرب من مشكلتها بالجلوس المستمر أمام النت حتي تنسي تلك المشاكل وتقضي علي الملل الذي أصبحت تشعر به مع زوج لا تحبه ولا تطيق معاشرته وتضطر للحياة معه من أجل أبنائه . واتفقت سلوي مع عشيق الإنترنت علي الزواج وشرحت له ظروفها الأسرية وأقنعته بأن أهم أمل لها في الحياة أن تتزوجه ولكن أطفالها الثلاثة يقفون عائقاً ضد تلك الرغبة الملحة والعارمة ، فدبرت خطة للتخلص منهم حيث كانت أسرة الزوج تسكن في الطابق الأسفل . وفي اليوم المشئوم أرسلت أطفالها الثلاثة ليتناولوا العشاء عند جدتهم (والدة الزوج) ، وعندما استغرقوا في النوم لدي الجدة، نقلتهم وهم نيام لتبدأ مجزرتها البشعة ، وبدأت بالطفلتين التوءم نادين ونور (3 سنوات) وأتت بقميص مبلل ، وأخذته ووضعته علي فمهما حتي كتمت أنفاسهما واحدة تلي الآخرة ثم أحضرت الضحية الثالثة الطفل مهند (5 سنوات) وبكل وحشية كتمت أنفاسه وعندما حاول النجاة وهو في لحظة ذهول قامت بلفه باللحاف حتي تستطيع شل حركته حيث تبول علي نفسه من هول ما رأي واستمرت في كتم أنفاسه حتي مات ثم نامت بجوار جثثهم حتي الصباح ثم خرجت تصرخ وتولول عندما أخبرها زوجها وكأنها لا تعلم شيئاً عما حدث وتذهب للحجرة مسرعة لتنظر إليهم وتخرج مواصلة للصراخ حتي تجمع الجيران علي صوتها لمعرفة ما حدث فأخبرتهم بأنهم ماتوا من أثر تناول طعام العشاء المسمم لدي جدتهم، وتم إبلاغ رجال الشرطة حيث تلقي اللواء حسن البرديسي مدير أمن دمياط بلاغا من والدهم تامر محمد عامل 36 سنة وتم انتداب مفتش الصحة الذي أكدت معاينته أن الوفاة نتيجة لحالة تسمم غذائي شديد ولكن تقرير الطبيب الشرعي أكد أن هناك شبهة جنائية في وفاة الأطفال الثلاثة , تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد السيد العشماوي مدير إدارة البحث الجنائي بدمياط حيث أكدت تحريات الرائد محمد المليجي رئيس مباحث فارسكور تحت إشراف العقيد ياسر غانم مفتش المباحث أن الأم والتي تدعي سلوي أ .ي هي وراء ارتكاب الجريمة. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل لنيابة فارسكور تحت إشراف المستشار ايهاب الحسيني المحامي العام لنيابات دمياط والذي أمر بحبسها 4 أيام علي ذمة التحقيقات وذلك بعد أن قامت المتهمة بتمثيل جريمتها وسط إجراءات مشددة حيث قامت قوات الأمن بفرض كردون أمني مشدد حول القرية ومنزل القاتلة أثناء تمثيلها للجريمة . أبناء قرية شرباص ذهلوا جميعا من بشاعة ما حدث ، ويؤكد مدحت ابن عم والد الضحايا اننا لم نسمع أي مشاكل بينهم قد تصل بالامور الي هذا الحد فالبيوت اسرار ومغلقة علي مافيها ومهما حدث بينهم من خلافات لايمكن ان يصل الي هذا الحد فالعائلة مصدومة مما حدث واغلقت ابواب منازلها علي نفسها حزنا علي هذه الفاجعة , خاصه بعد الحالة النفسية السيئة التي يعيشها والد الاطفال فهو غير مصدق لما حدث ونحن معه في ذهول . ويقول عبدالرحمن العدوي جار المجني عليهم : حتي هذه اللحظة نحن في كابوس لم نستيقظ منه فالحزن يسيطر علي كل شبر في القرية فلم نكن نصدق ان الخلافات بين الزوجين قد تصل الي ذلك الحد. أما فهمي هويدي عمدة قرية شرباص فيؤكد أن البلد جميعا في حالة حزن عارم لم يصدقوا ماحدث خاصة انه كان هناك حاله ثورة من الاهالي عقب القبض علي الاب والام وقاموا بقطع الطريق حتي يتم الافراج عنهم ليحضروا جنازة الاطفال ، ولكننا نجحنا في اقناع الاهالي بفتح الطريق خاصة بعد أن أظهر تقرير الطب الشرعي أن هناك شبهة جنائية في موت الأطفال .