فى ختام مناقشات ماراثونية فى العاصمة البلجيكية بروكسل، أعلن القادة الأوروبيون الدعوة لعقد قمة استثنائية جديدة مع تركيا فى مطلع مارس المقبل من أجل بحث ومناقشة وضع حد لأزمة الهجرة غير المشروعة المتفاقمة. وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، قبل هذا الاجتماع «كان هناك من يشكك فى ضرورة حل أزمة اللاجئين بالتعاون مع تركيا، لكننا أكدنا لهم أنه لا بديل عن تعاون ذكى ومدروس معها من أجل التغلب على الأزمة». وأضاف: أن الهدف هو تطبيق «خطة العمل» التى أبرمت فى أكتوبر الماضى بين الاتحاد الاوروبى وتركيا بهدف احتواء تدفق المهاجرين منها باتجاه اليونان سواء من خلال تحسين مراقبة الحدود أو معالجة أوضاع اللاجئين فى مكان وجودهم. ومن جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الدول الاعضاء ألقت بثقلها خلف خطة مشتركة للاتحاد وتركيا لتقييد تدفق اللاجئين إلى أوروبا. وفى إشارة إلى موقف النمسا التى قررت بشكل منفرد فرض حصص يومية لدخول طالبى اللجوء والمهاجرين العابرين إلى أراضيها، أكدت ميركل أن النمسا تساند الخطة على الرغم من قرارها المنفرد، وقالت «فى أوروبا نحن جميعا شركاء دائما». وفى السياق نفسه، قال فيرنر فايمان المستشار النمساوى إن بلاده سوف تستمر فى تطبيق حصص اللاجئين، رغم ضغوط الاتحاد الأوروبى على بلاده من أجل تأجيل هذا الإجراء. وأضاف»سوف نتسلم 37ألفا و500طلب لجوء سياسى لهذا العام. هذا هو القرار السياسى وينبغى أن يتم تنفيذه وفقا للقانون». وتابع»لن يتم تأجيل شيء، ولن يتم تغيير شيء». جاء هذا فى الوقت الذى حذر فيه ماتيو رينتسى رئيس الوزراء الإيطالى زعماء بلدان شرق أوروبا من أنها قد تحصل على أموال أقل من الاتحاد الأوروبى لمشاريع التنمية إذا لم تساعد فى التصدى للأزمة. وقال رينتسى إن أزمة الهجرة مشكلة مشتركة لكل بلدان الاتحاد الأوروبي. إذا لم تظهروا تضامنا فإن البلدان التى تقدم أكبر إسهام فى ميزانية الاتحاد ربما ستظهر قدرا أقل من التضامن معكم». وفى بودابست، قال زولتان كوفاتش المتحدث باسم الحكومة المجرية إن تهديد إيطاليا بخفض التمويل المقدم من الاتحاد الأوروبى للدول الأعضاء من شرق أوروبا هو «ابتزاز سياسي».، على جانب آخر، أعلن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى أن»لا اتفاق حتى الآن» مع شركائه الأوروبيين حول مطالبه من أجل بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبى حتى الآن. وقال كاميرون: بعد ليلة طويلة من المحادثات»أحرزنا بعض التقدم لكن لا اتفاق. لن أصادق سوى على اتفاق يمنحنا ما تحتاج إليه بريطانيا».، ومن جانبه، قال دونالد توسك رئيس المجلس الاوروبي»نحن فى خضم مفاوضات لا تزال صعبة جدا»، مضيفا»أنها مسألة حياة أو موت». وقد رفض مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبى منح بريطانيا معاملة خاصة للبقاء داخل الاتحاد. وقال إنه»من المؤكد عدم تصويت أحد لمصلحة منح بريطانيا معاملة خاصة»، فى الوقت نفسه، حذر الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند من أن الاستجابة لمطالب بريطانيا الحالية للبقاء، بالاتحاد الأوروبى ستعنى أن دولا أخرى ستطلب أيضا استثناءات.