لحظة إطلاق باكستان صواريخ على مواقع هندية ردا على العدوان الهندي (فيديو)    دوي انفجارات في مدينتي أمريتسار وجامو الهنديتين وسط تصاعد التوترات    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    بعد 12 ساعة، السيطرة على حريق شونة الكتان بشبراملس في الغربية، و20 صورة ترصد ما حدث    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    طحالب خضراء تسد الفجوة بنسبة 15%| «الكلوريلا».. مستقبل إنتاج الأعلاف    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    جيش الاحتلال يصيب فلسطينيين بالرصاص الحي بالضفة الغربية    طريقة عمل الخبيزة، أكلة شعبية لذيذة وسهلة التحضير    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر تراجع بمستهل تعاملات السبت 10 مايو 2025    الشقة ب5 جنيهات في الشهر| جراحة دقيقة بالبرلمان لتعديل قانون الإيجار القديم    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    العثور على جثة متفحمة داخل أرض زراعية بمنشأة القناطر    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «ليه منكبرش النحاس».. تعليق مثير من سيد عبدالحفيظ على أنباء اتفاق الأهلي مع جوميز    غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    تعرف على منافس منتخب مصر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية بالبنك المركزي المصري    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    أسخن 48 ساعة في مايو.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: هجمة صيفية مبكرة    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    عميد تجارة عين شمس: دمج المناهج الحالية مع التقنيات الحديثة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حسنين هيكل
الذى يندفع اليك من تحت عقب الباب
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 02 - 2016

هو الذي يقدم لك في كل صباح, مع الإفطار, وجبة كاملة من الغذاء الفكري بما فيها الانباء وما وراء الأنباء, وهو الذي يدخل بيتك في ساعة مبكرة, دون ضجة, ودون أن يزعجك بدق جرس الباب!
إن بائع الخبز وبائع اللبن وبائع الفول المدمس يدقون جرس الباب ويقلقون راحتك, أما محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام إذا وجد بابك موصدا, استحي أن يدق الجرس, واندفع إليك من تحت عقب الباب! وفي كل يوم جمعة يحملك في قطار سريع كقطار اللونابارك, فيهبط بك إلي الاعماق ثم لا يلبث أن يرتفع بك إلي قمم الهملايا, لتطل معه بعينيك علي أحداث العالم, في رحلة لا تستغرق من وقتك أكثر من نصف ساعة.. ولكنك تكون خلالها قد رأيت وسمعت كل ما تحب أن تعرفه من أنباء بلادك وبلاد العالم العربي من حولك, وتلك البلاد النائية بعيدا بعيدا في الشرق أو في الغرب.
منذ ست سنوات تقريبا سمعنا أنه سيترك رئاسة تحرير آخر ساعة, والاخبار وشارع الصحافة كله, ليتولي رئاسة تحرير الأهرام.
خبر لم يكن يصدقه واحد منا نحن الذين عشنا معه في الطابق الثاني من أخبار اليوم وشاهدنا معه الطابق الثالث وهو يرتفع والرابع والخامس والعاشر في خلال عشر سنوات...
وضافت غرف الطابق الأول والثاني بنا جميعا, فتفرقنا وأصبح مصطفي وعلي في التاسع والسيد أبو النجا في الثامن وقاسم فرحات في الخامس, حتي عبد العزيز عبد العليم الذي كان يسلفنا بإيصالات مؤقتة أحيانا من الخزانة وأحيانا من جيبه, ابتعد في الدور الثامن, وأغلق باب الخزانة, بعد أن امتلأت ولم يعد يسلفنا من جيبه بعد أن أصبح هو الآخر مديرا خطيرا!.
كانت الخزانة وهي فارغة أو شبه فارغة تحنو علينا, وكنا نبذل العرق والحبر وندعو لها بالثراء, فلما اغتنت كثرت أعباؤها ومسئولياتها, ولم تعد تلتفت إلينا فقد أصيبت هي الأخري بالديون وأصبحت تبحث عن البنوك, كما نبحث نحن عن والي الصراف الهارب دائما بإذن من رئيسه عبد العزيز عبد العليم!.
الجمود يتحرك
وتساءلنا جميعا في دهشة, كيف يترك هيكل الصحفي المتحرك الذي عاش عمره الصحفي كله علي ظهور الطائرات, يجري وراء المدافع والقنابل الذرية وغير الذرية, أينما تنطلق ؟ في حرب فلسطين أو الحرب الاهلية في اليونان أو الحرب الكورية؟.
كيف يترك هيكل داره المتحركة مثله, ليتولي رئاسة تحرير جريدة الأهرام المحافظة الثابتة الجامدة جمود أهرام الجيزة, وكيف يمكن أن يتجاوب أو يتفاهم مع المحررين والصحفيين من ذوي الطرابيش الحمراء الطويلة الثابتة علي الجباه, والياقات البيضاء المنشاة والقفازات والبابيونات, والمجنر الذي يغطي الحذاء!.
ونحن الذين عشنا معه أكثر من عشر سنوات في الطابق الثاني, كنا نعتقد أنه لن يطيق أن يعيش في الجمود, وأنه لن يبتعد عنا أكثر من ستة أشهر لم يعد إلي داره وتلاميذه.
وذهب هيكل إلي الأهرام وكان أول مقال كتبه يحمل هذا العنوان:
الجمود يتحرك!.
وفي أحد الاجتماعات نظر إلي ذوي الطرابيش الحمراء والياقات المنشاة, وقال لهم بصراحة:
... نفسي أشوف واحد فيكم يبتسم!
وتحرك الجمود
وبدأت الابتسامات ترتسم علي وجوههم في الاجتماعات التالية, وانتقلت من الوجوه إلي أساليب الكتاب والمحررين إلي حروف المطبعة, وأخذ الجمود يتحرك يوما بعد يوم واسبوعا بعد أسبوع...
ومضت سنة وراءها سنة ولم يعد هيكل إلينا..
واحتفل محررو الأهرام بمناسبة مرور عشرين عاما علي اشتغال هيكل بالصحافة.
ودعاني علي الجمال لحضور هذه الحفلة في نادي الأهرام بالقرب من ميدان التحرير.
وكنت أنا الصحفي الوحيد الغريب الذي حضر هذه الحفلة وقد ترددت في بادئ الامر في الذهاب خوفا من الجلوس بجوار الصحفيين ذوي الطرابيش الحمراء والياقات المنشاة!.
ولكني ذهبت ففوجئت بالقمصان الاسبور والضحكات الرنانة والمسابقات الطريفة..
عثمان العنتبلي يقلد جميع زملائه من أول رئيس التحرير لغاية نفسه!.
وأحمد بهجت يختبر معلومات رئيسه في الصحافة.
وكمال الملاخ يرقص عشرة بلدي!.
وعبد الحليم حافظ يغني أغنية جماعية هي بالاحضان ويرددها معه جميع محرري الأهرام!.
ثم يغني محررو الأهرام أغنية قلبي وافراحه ويقوم معهم عبد الحليم بدور الكورس!.
صاحب القلم الساحر
وفقدنا نحن ذلك القلم الساحر الذي كان يجري علي أوراقنا من بين السطور في خفة ورشاقة فيحيل العبارات الجافة إلي جمل وعبارات موسيقية, ويضيف إلي المعلومات التي نقدمها للقارئ, أشياء جديدة لم تكن تخطر لنا علي بال.
* إذا اردت أن تكتب في النقطة الفلانية, فاقرا كتاب فلان وكتاب علان وبحث ترتان...
* لا تكتف بمعلوماتك أنت شخصيا ولا تعتمد علي ذاكرتك, وإنما اعتمد علي الحقائق والأرقام!.
* آخر ساعة مجلة مصورة وعيب جدا أن تنشر فيها صورة من الارشيف!.
* إن مهمتك كصحفي هي أن تحاول أن تقدم للقارئ أقصي ما يمكن من العلم والثقافة والمعرفة.
* كل شيء يقع تحت بصرك يصلح لان يكون مادة صحفية!.
وذهب هيكل إلي الأهرام ومعه لسانه الحلو وقلبه الأبيض الذي يغضب أحيانا ويصفح بسرعة, وفقدنا نحن دعوات الغداء في حمامات السباحة ونادي اليخت وكباب أبو شقرة وفتة الركيب! وفقدنا شيئا مهما آخر هو تلك الخزانة المفتوحة ليلا ونهارا والتي كانت تسلفنا وتقرضنا النقود بلا إيصالات ولا كمبيالات ولا حتي تنتظر السداد!.
فقد كانت حافظة نقود هيكل مفتوحة لنا كقلبه دائما... وكنا نأخذ منها ما نشاء بلا حدود, وكان كل منا يأخذ ما يحتاج إليه فقط, ففينا صلاح هلال الذي لا تتطاول يده إلي أكثر من خمسة وعشرين قرشا, وفينا حنفي عاشور الذي إذا تناول جنيها صحيحا يتزوج ويصبح أسعد مخلوق في الدنيا, وفينا توفيق بحري الذي يأخذ اثنين جنيه علي أربع دفعات في الشهر, اما أنا فكنت اقترض مبالغ تتراوح بين ثلاثة وخمسة جنيهات, فقد كنت أكبر محرر في السن, وفي المرتب, وكان هيكل يحترمني, كما يحترم المدرس تلميذه الذي يكبره في السن!.
ولم يكن هيكل يقبل أن يسترد مليما واحدا مما يوزعه علينا قبل أن يتزوج, فقد كان يعتبر هذه المبالغ بمثابة مكافآت تشجيعية.
ساخط من يومه
في سنة1951 دخلت عليه في مكتبه وأنا عابس الوجه, فسألني عن السبب فقلت له:
أنا طلقت النهاردة
ليه؟!
اللي حصل
فسألني:
وارتحت بعد الطلاق؟!
فقلت له بالصراحة قلبي يحبها!
لأ.
فقال:
طب روح رجعها تاني
عندي شغل ومش فاضي
فقال:
مفيش شغل النهاردة.
ونهض ليدفعني أمامه إلي الباب... فوجدني مترددا, وقرأ بذكائه ما يدور في رأسي, فلم يكن أسهل عليه من أن ينظر إلينا فيقرأ كل ما يدور في رؤوسنا من أفكار طيبة أو شريرة!..
وأخرج حافظة نقوده وفتشها فوجدها خالية مثل قلبه تماما, فلم يكن الحب قد بدأ يطرق أبواب قلبه في تلك الأيام, وجذبني من ذراعي إلي سيارته الأوبل السوداء, وجلست بجواره وأخذ يحدثني في السياسة, وهيكل من يومه كان ساخطا علي الأوضاع القائمة في ذلك الوقت, فهو أول صحفي مصري عمل كمراسل حربي وغطي أخبار اليوم وآخر ساعة بالتحقيقات الصحفية والصور التي كان يبعث بها هو ومحمد يوسف من أرض المعركة, ورأي بعينيه ما لم يره غيره, وكاد يفقد حياته أكثر من مرة.
وأمام أحد بيوت العباسية أوقف سيارته ودعاني للصعود معه, فاعتذرت وفضلت أن انتظره في السيارة.
وعاد بعد دقائق, وقبل أن ينطلق بالسيارة أخرج حافظة النقود, وطلب لي أن آخذ ما يكفيني منها!.
لماذا؟
لكي تدفع للمأذون!.
كانت الحافظة مليئة بالجنيهات وأصررت علي أن أعدها فوجدت بها مبلغ مائتين وخمسين جنيها, فما كاد والده يعرف أنه في حاجة إلي نقود حتي أعطاه هذا المبلغ رغم أنفه فقد اعتاد منذ طفولته ألا يطلب من أبيه نقودا, وإنما كان والده هو الذي يلح عليه ليعطيه المصروف.
ولم يسمح لي بالعودة إلي مكتبي إلا إذا رأي بعينيه القسيمة الجديدة موقعة بإمضاء المأذون!.
هذا هو هيكل قبل الزواج, أما هيكل بعد الزواج, فقد تغير تغيرا كاملا, ولم يعد يبعثر نقوده علي المحررين الذين يعملون معه, وأصبح يري أن من حق المحرر أو الصحفي أن يحصل علي المكافأة التشجيعية من الدار التي يعمل بها, وأذكر أنه لم يؤشر في حياته بالرفض ولو مرة واحدة علي ورقة تقدم بها محرر طالبا مكافأة أو سلفة أو علاوة!..
حديث صريح عن صحافة مصر
في صباح يوم الاربعاء15 ابريل سنة1952 صدرت آخر ساعة وهي تحمل مقالا بقلم رئيس التحرير هيكل بعنوان حديث صريح عن صحافة مصر, ولم يعجب هذا المقال بعض أعضاء النقابة فثاروا وهاجوا وماجوا وطالبوا بإحالته إلي مجلس التأديب!.
وكان المفروض حسب التقاليد الصحفية أن يسكت وينتظر الحكم, ولكنه لم يطق السكوت, ولا الانتظار, فكتب مقالا آخر أشد عنفا بعنوان أحالوني إلي مجلس تأديب.. يقول فيه: إن نقابة الصحفيين وليس غيرها يجب أن تتقدم للمسئولين بالمطالب الآتية:
1 وقف المصروفات السرية للصحفيين إذا كانت باقية لم تلغ إلي الآن.
2 نشر كشوفات المصروفات السرية في كل العهود الماضية.
3 تأليف لجان قضائية تفحص حسابات جميع الصحف لتعرف مصادر تمويلها.
ثم قال:
إني لا أريد أن أدخل في مهاترة, بالالفاظ ولا أريد أن أتهم أحدا أو اتجني علي أحد, إنما أريد الحقيقة كاملة لاني أريد أن تبقي صحافة مصر عزيزة مجيدة علي نفس المستوي العالي الذي سجله لها طليعة من روادها وأبطالها يوم اندفعوا عزلا إلا من الإيمان لمقاومة جيوش الشر الزاحفة, ويوم استحالوا بقوة هذا الإيمان وحرارته إلي نار تحرق حصون الظلم ونور يبدد اطباق الظلام!.
ترام15 وسفن الفضاء
والمعروف أن الاتصال بهيكل عن طريق التليفون صعب جدا, فهو مشغول جدا فوق ما تتصور, كل رؤساء التحرير الذين يقرأون المساحات الضخمة مرة الورق اللي تشتريه أنت بقرش ونصف قرش ويقرأونها هم ثلاث مرات, من وهي حبر علي ورق ومرة وهي بروفات ومرة وهي جريدة خارجة من المطبعة.
واحد فقط هو الذي يستطيع أن يتحدث إليه في أي وقت يشاء, ويملك أن يقتحم عليه بالتليفون مكتبه في أي لحظة, ولا يعبأ بهيكل سواء كان مشغولا جدا جدا أو مشغولا جدا فقط, أنه طفل لا يزيد عمره علي سبع سنوات واسمه علي هيكل!..
وعلي هيكل من أذكي الاطفال الذين نلتقي بهم, وقد سأله كامل الشناوي أمامي ذات يوم:
بتحب بابا أكثر أو ماما!.
ففكر علي قليلا ثم نظر إلي أبيه اولا ثم نظر إلي والدته وقال:
الاثنين زي بعض!
فعاد كامل الشناوي ليسأله مرة أخري:
إذا أردت أن تذهب إلي مكتب بابا فهل تركب معه أو تركب مع ماما؟.
فأجاب علي دون أن يفكر:
أروح مع السواق..
وسألت هيكل عن رأيه في علي هيكل
فقال:
بيفكر وشاف ناس كتير مالهمش أول ولا آخر.
علي يخجل من لقاء بالوجوه الغريبة عليه؟.
لأ.
ولا الستات؟
ولا الستات
لماذا نشأت أنت خجولا من السيدات وهو لا يخجل!.
طبيعة العصر!
ثم قال:
علي أيامي كان الذهاب من الجيزة إلي الهرم بالترام15 يبقي حدث, لكن هو شاف جاجارين!.
ثم قال:
إن الفرق بيني وبين علي هو الفرق بين الترام ومراكب الفضاء!.
التحقيق والنقد والخبر
قلت لهيكل
أيها أهم للقارئ, النقد أم التحقيق الصحفي أم الخبر؟.
فقال:
الجريدة غذاء كامل, لا يمكن المقارنة بين الخضر واللحوم, فكل عنصر منها يؤدي دوره الغذائي.
ما الذي يصنع الخبر؟.
كل جديد سواء كان عمره دقيقة أو عمره ملايين السنين!.
ثم قال:
القمر مثلا موجود من ملايين السنين, لكن كل حاجة فيه ما نعرفهاش.
هيكل وتوفيق الحكيم
ولقد شهدت غرف وصالات التحرير بأخبار اليوم علاقة صداقة متينة بين هيكل وتوفيق الحكيم... وكلاهما علي النقيض من الآخر... فتوفيق الحكيم مغامراته في رأسه..
ومحمد حسنين هكيل مغامراته في خارج رأسه..
وتوفيق الحكيم يجوب العالم من خلال الكتب والتأملات, وهو جالس في مكانه بالساعات!..
ومحمد حسنين هيكل يجوب العالم بجسده وعينيه وحواسه جميعا..
ولم يكن الإثنان قد تزوجا بعد.
وفي تلك الأيام وضع توفيق الحكيم ملك البخلاء قانونا جديدا للبخل كان يقول لهيكل:
اليوم اللي تغديني فيه أدفع أنا السينما... وإذا اخترت أنت المطعم, أختار أنا الطبق!.
فإذا اختار هيكل المطعم وقال: سميراميس مثلا.. وذهبا إلي سميراميس فعلا, فإن توفيق الحكيم يختار الوجبة التي لا تزيد عن اثنين سندوتش جبنه!.
وعندما سألت هيكل علي أخلد أعمال توفيق الحكيم قال:
عودة الروح ويوميات نائب في الأرياف.
المرأة التي تحولت إلي رجل
قلت لهيكل:
يبقي خبر يستحق النشر في الصفحة الاولي, وخطاب أرسله ملك لرئيس دولة من عشر سنوات, ولم ينشر من قبل, يصبح خبرا مهما.
الاكتشافات علي الكرة الارضية كلها أخبار, وتختلف باختلاف قيمة كل منها ككشف جديد له أثره في حياتنا.
كشف جديد لمصطفي وعلي
قلت:
أريد كشفا جديدا للفرق بين شخصيتي مصطفي أمين وعلي أمين؟
فقال:
هناك خرافة شائعة تقول إن مصطفي أمين هو صانع أخبار اليوم بما فيها من مبان وآلات وكفاءات.. والحقيقة إن علي أمين هو صانعها!.
إن علي أمين هو الذي بني المسرح, ومصطفي أمين هو الممثل الأول فيه!
وروي لي هذه المغامرة التي اشترك فيها مع علي أمين حتي الصباح, فقال إن علي أمين رأي أن يؤجل طبع جريدة أخبار اليوم حتي تصدر وهي تحمل نتيجة مباراة الملاكمة علي بطولة العالم, وكان أحد طرفيها جولويس, وبتوقيت القاهرة بدأت المباراة في السادسة صباحا.
فسهر الإثنان في صالة التحرير حتي السادسة صباحا, وتناوب الإثنان النوم, وفي الساعة السادسة تماما ترك هيكل الراديو الذي يذيع الماتش هتم بشيء آخر أكثر خطورة, فقد لمح عقربا يتبختر في الصالة, وأيقظ علي أمين من النوم ليطارد معه العقرب, وظل الإثنان يطاردان الحشرة حتي انتهي الماتش وعادا يتساءلان من الذي غلب!..
ما هي أول فرصة إذن لك من الاستاذ التابعي؟!
فقال:
زمان في آخر ساعة سنة1944 أخطأ أحد المترجمين في موضوع عن نجمة السينما الأمريكية جيل باتريك واعتبرها رجلا...
وكان هذا المقال في عدد ممتاز عن السينما, وفي يوم صدور العدد ذهبت إلي آخر ساعة وأنا سعيد, ففوجئت بخطاب علي مكتبي, فظننته خطاب شكر من الأستاذ التابعي, لأن العدد لم تظهر فيه غلطة واحدة فإذا به يقول لي:
عزيزي هيكل
هذه أول مرة فيما أعلم تتحول فيها إمرأة إلي رجل بسن قلم/ وكنت اظنها تحتاج إلي سن جراح!.
التابعي
فدخلت لاتفاهم معه ولكنه رفض أن يعطيني فرصة للرد, فقد كان يعتقد أنه أبدي رأيه في الموضوع وانتهي الامر قلت له:
من هو أول نجم التقيت به في حياتك الصحفية؟
نجيب الريحاني
فين!
في كواليس المسرح سنة1943
كنت رايح أعمل حديث وياه وقابلت هناك السيدة ميمي شكيب
كانت حلوة؟
ماخدتش بالي.. لاني كنت مكسوف جدا وهي بتكلمني!
ما أول فكرة تكونت في راسك عن الريحاني؟
استلطفته ونشأت بعد كده بيننا صداقة قوية وكان من رأيه أني أبطل الكتابة عن المسرح
ليه؟
قال أن اللي بيكتبوا وقتها في الفن ماكانوش قد كده وقال لي ماتضيعس وقتك.
كيف كان يتحدث إليك وهو يمثل؟
بين الفصل والفصل
إذن فأول تحقيق صحفي في الفن كتبته عن نجيب الريحاني؟
وكان الأول والأخير!
لانا تيرنر ونازلي
وأول نجمة أجنبية التقيت بها؟
لانا تيرنر..
فين؟.
في لوس انجلوس.
ومن الذي عرفك بها؟
الملكة السابقة نازلي.
وروي لي القصة كاملة, فقال إنه في سنة1950 ظهرت مشكلة جواز فتحية ورياض غالي, وفايقة وفؤاد صادق.
وفايقة كانت قررت تسيب أمها وأختها في أمريكا وتيجي علي مصر, كل الناس كانت بتتكلم عن الحكاية دي, ومن الصعب تغطية الموضوع في مصر, في الوقت ده كان علي أمين في روما, فقررت أن أطير إلي روما, ومن روما إلي أمريكا لعمل تحقيقات صحفية عن الأمم المتحدة ومشكلة التمييز العنصري والانتخابات الأمريكية وحكاية فتحية ورياض غالي بالمرة!.
وقابلت علي أمين ورسمنا الخطة واتصل علي أمين بالتليفون بنازلي من روما, ومن غرفتنا أمسك كل منا بسماعة التليفون وبقلم وورق, وبدأ علي أمين يتكلم ويكتب وأنا اسمع وأكتب!.
وتكلمت نازلي..
كنت فاكرها سيدة تعيش علي قمة الترف والأرستقراطية فإذا بها تتكلم بلغة الحواري..
كانت تعتقد أن الأمير السابق محمد علي علي رأس حملة التشهير بها وبتصرفاتها..
وقالت رأيها في التليفون في أصل وفصل محمد علي, واختتمت حديثها بقولها:
ازاي يتكلم عن الأخلاق وهو ماعندوش أخلاق؟.
وقالت كلاما كثيرا يؤذي الأذان, ولا يمكن ذكره أو التلميح به من بعيد... وعاد علي أمين بعد ذلك إلي مصر, وطرت أنا إلي أمريكا لعمل تحقيقاتي الصحفية.
وفي لوس أنجلوس اتصلت بنازلي بالتليفون فدعتني لزيارتها, وهناك علمت إنها اشترت فيلا وحطت فلوسها في البترول, وسألتني عن النجمة التي أحب أن أقابلها, فقلت لها لاناتيرنر ثم انصرفت إلي الفندق.
وفي المساء كنت جالسا في الردهة فرأيت ضجة والناس يلتفون حول نجمة سينمائية مشهورة, وكانت هي بنفسها لاناتيرنر واتجهت لاناتيرنر إلي موظف الاستقبال وسألته عني, فناداتي بصوت مسموع, وعلمت منها أن نازلي طلبت اليها أن تمر علي في الفندق لتأخذني بسيارتها, وركبت بجوار نجمتي المفضلة وأنا في غاية الخجل والحرج الشديد, ولم أنظر إليها علي طول الطريق, فقد أثارني منظر الناس, وهم يرونني بجوارها, ونحن نهبط سلم الفندق... وروت لاناتيرنر لنازلي كل ما حدث وقالت لها إنني لم التفت إليها علي طول الطريق, فوصفتني نازلي بأني فلاح مصري والفلاحون لا يستطيعون رفع أعينهم في النساء!..
وعاد مقبوضا عليه
وفي رحلة صحفية أخري عاد من أوروبا, وفي الطائرة من روما إلي القاهرة فوجئ بوجود الأميرة السابقة فايقة, وكانت فايقة ترتعد خوفا بعد أن أعلنت رغبتها في الزواج من واحد من أفراد الشعب هو فؤاد صادق.
وظل هيكل يطمئنها ويقول لها لا تخافي أن الشعب معك, وهدأت أعصابها قليلا وهبطت الطائرة, واستقبلت فايقة في المطار استقبالا رسميا, وخشي هو بإحساسه علي الصور التي كان قد حصل عليها لنازلي وفتحية ورياض غالي, فطلب إليها بأن تؤدي له خدمة وأعطاها الأفلام من باب الاحتياط.
وما كاد يسلمها الأفلام وتضعها هي في حقيبة يدها حتي فاجأه رجال البوليس السياسي بالقبض عليه!.
وهكذا خرجت الأميرة من المطار في استقبال رسمي!.
وخرج هيكل الذي كان يطمئنها علي طول الطريق, مقبوضا عليه!.
الأخبار... الأخبار..
وهيكل يقرأ في كل يوم مئات الألوف من الكلمات, وكل الصحف اليومية والأسبوعية العربية والأجنبية, وضاق وقته فبدأ يحذف من قراءاته القصص, إلا إذا كانت لها علاقة بالسياسة, وحذف أخبار الفن أيضا.
وأصبح لا يقرأ المجلات, وإنما يلقي عليها نظرة سريعة خاطفة.
وأخبار الأدب؟
اقراها
وأخبار الادباء؟
لا
ليه؟
لازم يكون فيه حاجة, مايهمنيش فلان عمل إيه
وهو يتناول مع الإفطار نشرات الاخبار التي تذاع عن جميع نشرات الأخبار التي تذاع من جميع محطات الاذاعة من السادسة والنصف صباحا إلي الثامنة والنصف, وفي المساء من الحادية عشرة إلي الواحدة صباحا, وليس لديه وقت للاغاني ولا الموسيقي ولا التمثيليات!..
والمصارعة؟
بطلتها
خرجت منها بإيه
بضلع مكسور
والسباحة.
هي اللي فاضلة
كل قد ايه؟.
كل ما يسمح الجو
ورياضة اليوم
المشي.
منين لفين؟.
من الجيزة للأهرام.
الأهرام اللي في شارع الهرم؟.
الأهرام اللي في شارع مظلوم!.
التابعي وعبد الوهاب والاقتباس
ما رأيك في مقال الأستاذ التابعي عن عبد الوهاب والاقتباس؟
رأيي سبق أن قاله الأهرام, ولا مانع من أن أقوله مرة أخري, وهو أن عبد الوهاب تعبير صادق عن مرحلة الانتقال أن عملية مطالبته بعمل سيمفوني غير معقولة.. ذلك ليس دوره.
فعبد الوهاب نموذج طيب لهذه المرحلة, وإذا اقتبس مفيش مانع أن حركة الخلق الأدبي بدأت بالترجمة, وقبل ظهور توفيق الحكيم ليبني البناء الكامل, كنا نعتمد علي الإقتباس والتأثر, فليس مطلوبا من بنج كروسبي أن يؤلف سيمفونيات.
وليس مطلوبا من عبد الوهاب أن يؤلف سيمفونيات...
وعبد الوهاب لم يخرج عن دوره في موسيقاه..
فليقتبس أو يلطش بعض نغمات العباقرة, فإن ذلك لن يقلل من قيمة دوره في تطوير الموسيقي في هذه المرحلة من التطور الفني العام.
فالترجمة كما سبق أن قلت مقدمة طبيعية للتأليف.
والاقتباس وقوف متردد علي عتبة الخلق
وعزة نفسي مانعاني
ووصف أم كلثوم بأنها صوت عميق انطلق من أرض الريف وشق طريقه إلي القمة, وقال من القدرة التي فيها قدرة ثورية, وقال إن قصة أم كلثوم ودورها لا يقارن عن صوتها وجمال صوتها فهي صاعدة أبدا كالشهاب..
تمثل قدرة الفلاح علي الانطلاق وقدرته علي الثبات وتأكيد مكانه.
ما العبارة التي تحبها علي صوت أم كلثوم؟
وعزة نفسي مانعاني!
وقال أن الأغنية لا تتجزأ ولا يجوز في مجال النقد أن تفصل الكلمات عن النغم أو النقد عن الأداء, فهي عمل فني كامل.
والغناء عمل جماعي يشترك فيه المطرب والملحن وموزع الموسيقي والموسيقيون, وأي نقص أو فشل في ناحية يؤثر علي باقي العناصر.
قلت له:
ما رأيك في صوت عبد الحليم؟!
فقال:
نبرة حنان في وسط ضجيج عال.
وأجمل عبارة قيلت في نشيد؟
الشعب بيزحف زي النور!
حكمة من اليابان
قلت له:
هل يجوز إذاعة الأغاني العاطفية
في الأزمات السياسية؟
يجوز إلا إذا وصلنا إلي حالة التعبئة الكاملة, حينئذ ينبغي أن تتواري الاغاني العاطفية.
ليه؟
مشاعر الناس لازم تستجيب
للتعبئة العامة.
ومرت فترة صمت, فسألني:
سكت ليه؟
عاوز حكمة
من أي بلد؟
اليابان مثلا
اكتب
فأمسكت بالقلم..
فقال:
الرحلة اللي طولها ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!
وهيكل هو الصحفي الوحيد الذي قابل كل ملوك ورؤساء وزعماء العالم, ويستطيع أن يحدثك عن كل واحد منهم حديثا ممتعا, أن كنت سعيد الحظ أو أسعفه هو الوقت.
واشتغل مراسلا حربيا للأمم المتحدة في حرب كوريا, وطار إلي جميع قارات الدنيا إلا استراليا...
وعندما قلت له:
لماذا لم تزر استراليا؟
قال:
لم تكن مركز أخبار.. دي بلاد عايشة في عزلة عن العالم..
وهيكل قدم للمكتبة العربية خمسة كتب سياسية: الاول إيران فوق بركان الذي صدر بمجرد ظهوره في السوق سنة1951 وثانيها العقد النفسية التي تحكم الشرق الاوسط سنة1958 وثالثها أزمة المثقفين سنة1961, ورابعها ما الذي جري في سوريا سنة1962, وخامسها النار فوق الأرض المقدسة لايزال تحت الطبع.
.......................
وهيكل لا يؤذي إنسانا ويكره الإضرار بالناس, وكان يقول لنا دائما:
لا تلتفتوا إلي من يسيئون إليكم, ففي التفاتكم إلي الوراء وانتم تجرون, تتعطلون عن الجري والوصول إلي أهدافكم.
وهيكل يكتب بسرعة, ويتمتم بالعبارة قبل أن يسجلها علي الورق, فتخرج كالجملة الموسيقية, فإذا حملت هذه العبارة الموسيقية أخبارا وتحليلا للأحداث, ورأيا غير منعزل عن الأحداث, أصبحت تطويرا للتحقيق الصحفي, وهذا ما يجري به هيكل ويلهث في ساعة مبكرة من صباح كل يوم جمعة, ليسابق باعة اللبن والخبز والفول إلي بيتنا فإذا وجد الباب موصدا, استحي أن يدق الجرس واندفع إليك من تحت عقب الباب.

لماذا ضاق بي الرئيس السادات؟ وإلي هذا الحد.. هذا سر مازلت أحاول تقصيه ويمكن أكبر فشل في حياتي هو عدم معرفة هذا السر.. أنا يعني بأعتبر نفسي صحفي مش بطال.. ولكن باعتبر نفسي مخبر صحفي
قبل أي شيء آخر.. لكن هذه القصة لم أستطع استجلاء غوامضها حتي هذه اللحظة
بكيت يوم جنازة عبد الناصر لأنه كان صديقا قريبا جدا وسيبقي اعتقادي به أنه ليس فقط إنسانا عظيما وإنما تاريخا عظيما أيضا
الوطنية ليست حفل زار أو حلقة ذكر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.