بكلمات حب مليئة بالفخر، نعى عدد من الكتاب والمثقفون رحيل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل «أسطورة صاحبة الجلالة» عن دنيانا صباح أمس، حيث اجمعوا علي إنه قامة وعقل فريد قد لا يتكرر فى الحياة السياسية والثقافية والإعلامية مرة أخرى، فكما قال عنه عبد الرحمن الأبنودى : "لا يحتاج هيكل إلى من يقدمه للناس، لأنه حاضر أمامهم طلعةً وطّلة، وصوتًا هادرًا، وجاذبية مغناطيس يشد ما حوله، ولا يحتاج إلى من يحلل الإنسان فيه، فإنه شراع على النيل جاء من صعيد مصر، مرتحلًا إلى الشمال، حاملًا معه خصب النهر العظيم. فاروق حسنى : هو رجل ظاهرة فكر سياسى ومحلل قلما يتكرر هذا الحضور الذهنى العالى جدا والمنطق الفلسفى فى السياسة، لا يخرج إلا من عقلية متجددة وتشمل رؤية ماضية وحاضر ومستقبل لأوضاع كثيرة جدا فكريا وسياسيا، ومن الصعب أن يجود الزمان بمثله، والبقاء لله. زاهى حواس: لم يكن هناك كاتب مصري وصل إلى المكانة الدولية أبدا غير حسنين هيكل، والدليل على ذلك أنه عندما أسافر وأقابل رؤساء تحرير الصحف فى أمريكا الجنوبية والشمالية وأوروبا لابد أن يتحدثوا معى عن هيكل، وأجمل شئ أنه صنع مدرسة من المساعدين وهذا هو سر نجاح أى شخص، "العمل الجماعى"، هيكل كان من المصريين القلائل الذى كان لديه فريق عمل، وله طريقة للوصول إلى المجد، وكان العالم يعتبره مصدرا سياسيا مهما جدا، من خلال كتبه التى غزا بها العالم كله. عزت العلايلى: جمعتنى الظروف فى كثير من المواقف مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ولم يكن صحفيا كبيرا بل اديبا حيث كان يغلف معلوماته السياسية والفكرية باسلوب ادبى رفيع ومتميز مما جعل أى فرد يقف امام صحفى الأهرام بشيىء من التقدير الخاص وجعل صحفى الأهرام يقفون بشموخ أما م مصادرهم ورحيله يعد خسارة فادحة لمصر وللأمة العربية لكنه قضاء الله عز وجل ولا راد لقضائه وعزاؤنا انه ترك رصيدا وارشيفا كبيرا نادرا لتنهل وتتعلم منه الاجيال الحالية والقادمة. سميحة أيوب: كان بيننا حوارات كثيرة وطويلة حيث انه لم يترك أى عمل مسرحى لى إلا وحضره وتقابلنا فى الاستراحة أو عقب العرض ودارت بيننا حوارات طويلة ولا أنسى مكالمته فى صباح أحد الأيام عقب صدور كتابى (ذكرياتى) وهو شبه ثائر ومبسوط حيث قال لى بان كتابى جعله لا ينام حتى يفرغ من قراءته فليرحمه الله ويسكنه فسيح جناته فقد كان عظيما فى كل شىء. عمر خيرت: لقد فقدت الأمة العربية قامة كبير من قامات الفكر والثقافة والصحافة والأدب فليرحمه الله عز وجل لكن هذا قضاء الله وقدره وعزاؤنا أن أعماله ستبقى بيننا أبد الدهر. عصام الأمير : هيكل يعد رمز ا كبيرا من رموز الصحافة والفكر والاعلام المصرى ، وأبرز الكتاب الذين شاركوا فى صياغة السياسة العربية وخاصة المصرية وان إبداعاته الصحفية وتحليلاته السياسية ساهمت بشكل كبير فى تشكيل وعى ووجدان أجيال عديدة ، وكان شاهداً على أحداث سياسية فى حقبة تاريخية مهمة استنارة فى عقول هذه الأجيال و يتوجه الأمير إلى أسرة الفقيد بخالص العزاء و أن يلهمهم المولى عز وجل الصبر والسلوان. محمد سلطان: كان الراحل قدوة كبيرة فى الصحافة والفكر والإبداع مما جعلنا نتمسك بالأهرام ونحافظ على متابعتها داخل وخارج مصر وهذا قضاء الله وقدرة ولا راد لقضائه فليرحمه الله. أحمد تيمور: لقد فقدنا قامة عظيمة من قاماتنا الصحفية ، وقيمة بالغة الأهمية فى الثقافة والفكر المصرى والعربى والعالمى وستبقى ذكراه شامخة شموخ الأهرام الذى كان له دوره التاريخى فى أن تصبح الجريدة الأولى فى الوطن العربى ..رحمه الله عز وجل رحمة واسعة بقدر ما أعطى لوطنه من جهد وعطاء وسوف يظل بيننا على مر السنين. فاطمة المعدول: محمد حسنين هيكل أصبح أسطورة بكل المقاييس على مدى سبعين عاما حيث تفوق على أبناء جيله مثل على ومصطفى وأمين ومحمد التابعى وكان حتى آخر لحظات حياته يتمتع بذاكرة فولاذية يتلو الشعر ويقرأ ويتابع الاحداث المحلية والعالمية ويدلى بتحليلاته السياسية والفكرية كمتابع ومحلل فريد من نوعه ومطلع على كل ثقافات وسياسات العالم العربى والأجنبى. فهمى عمر: أعزى نفسى وأعزى الشعب المصرى والعربى فى رحيل الكاتب المخضرم الفذ الأستاذ هيكل وهو بالفعل أستاذ الصحافة، وأذكر اننى إلتقته به عام 1972 فى مدينة ميونخ الألمانية حيث كنت أغطى دورة الألعاب الأوليمبية انذاك وعلمت انه يزور المدينة نفسها فذهبت الى الفندق الذى يقيم فيه لإجراء حديث معه بين السياسة والرياضة وإستقبلنى فى بهو الفندق أحسن استقبال وعندما بدأت الحديث معه تبين لنا ان هناك مشكلة فى وصلة الكهرباء فى المكان المخصص لها فى الحائط فدعانى للصعود الى غرفته لإجراء الحديث وتم ذلك بالفعل ولكن قبل الصعود للغرفة وتواضعا منه أخذ يلملم معى الأجهزة الإذاعية فى بهو الفندق أيضا الراحل العظيم كان عاشقا للعبة الجولف وكان يزاولها فى ملاعب الجزيرة. فريدة النقاش: ربنا يعوضنا فى رحيل الكاتب الكبير فى الأجيال القادمة رغم ان تعويض هذا الكاتب الفذ صعب، ولكن ربنا قادر على ذلك وتضيف: مصر فقدت برحيل هيكل قامة صحفية عالية التميز والجودة والمعرفة والثقافة والحضور الطاغى فى الكتابة أو على الشاشة هيكل نوعية مختلفة وذات خصوصية فريدة من نوعها وتقول: الأستاذ هيكل هو قائد وممثل لمدرسة خاصة فى الكتابة الصحفية هذه المدرسة بالغة الأهمية والنفوذ ليس فى مصر فقط ولكن على المستوى العربى بل والعالمى وبالتالى لايستطيع أحد ان يختلف علي قيمته الصحفية الكبيرة وكان هو نفسه يعتز إعتزازا بالغا بأنه صحفى ويعتز بهذه المهنية الراقية ومازالت الأجيال الصحفية تتعلق به وتعتبره رمزا كبيرا لها رغم اختلاف توجهاتها وأفكارها وسياساتها ولايسعنى إلا تقديم العزاء للشعب المصرى فى فقيدنا الغالى.