كيرى : فقدنا رجل دولة مخضرما ومدافعا لا يكل عن السلام بان كى مون : قاد الأممالمتحدة خلال فترة صعبة من تاريخها
توالت ردود الفعل الدولية التى نعت رحيل الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والأمين العام الأسبق للمنظمة الفرانكفونية عن عمر ناهز 94 عاما أمس الأول. وفى واشنطن، أعرب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى عن حزنه لوفاة غالى واصفا إياه بأنه «دبلوماسى استثنائى ورجل دولة مخضرم ومدافع لا يكل عن السلام»، وأنه عمل أمينا عاما للأمم المتحدة «بتميز وشرف». ومن جانبها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة السفيرة سامنثا باور إن »مصر والعالم أجمع فقدوا رجل دولة بارزا«، معربة عن خالص عزاء الولاياتالمتحدة لأسرة الفقيد وزملائه بالمنظمة الدولية والشعب المصري. وأضافت باور فى بيان لها أن غالى خدم مصر والأممالمتحدة بشكل متميز، وتابعت قائلة: غالى كان أول أفريقيا والعربى الوحيد الذى شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه عمل خلال حقبة صاخبة جاءت فى أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتى السابق. وأكدت أن «الفقيد ساهم خلال شغله منصب وزير الشئون الخارجية المصرية فى مفاوضات اتفاقيات السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل»، وتابعت أن «فقد غالى يعيد إلى الأذهان أن هناك مسئولية تقع على كافة الدول والشعوب لبناء أمم متحدة أقوى وأكثر فاعلية وضرورة تكريس الجهود لتعزيز السلام والرخاء فى العالم». وفى نيويورك، أعرب بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن حزنه الشديد لوفاة غالي، مشيرا إلى أنه ترأس المنظمة خلال »واحدة من أكثر الفترات اضطرابا وصعوبة فى تاريخها«. وقال بان للصحفيين إن «الأممالمتحدة ترثى زعيما قدم خدمات لا تقدر بثمن للسلام العالمى والنظام الدولى». وتابع أن التزامه تجاه الأممالمتحدة ورسالتها وموظفيها لا يمكن أن تخطئه العين، والبصمة التى تركها على المنظمة لا يمكن إزالتها. وفى باريس، نعى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند الفقيد، قائلا إن غالى «رجل دولة ودبلوماسى لم يتوان مطلقا عن الكفاح من أجل حفظ السلام ومنع الصراعات وجمع شمل الناس مع احترام تنوعهم». وأضاف قصر الإليزيه، فى بيان، أن «الرئيس يقدم تحيته لهذا الصديق لفرنسا وللغة والقيم الفرنسية»، وأن «رسالته ينبغى أن تلهم المجتمع الدولى للعمل فى ساعة يواجه فيها الشرق الأوسط تحديات جديدة». كما أكد جان مارك إيرو وزير الخارجية الفرنسى: «علمت بعميق الأسى نبأ وفاة غالى، وأن المجتمع الدولى خصوصا مصر فقد برحيله رجل دولة يتسم بالشجاعة والإصرار». وقدم الوزير الفرنسى تحية إجلال لغالى، مشدد على جهوده الدءوبة فى خدمة السلام على الصعيد الوطنى والدولى، فضلا عن جهوده لإصلاح الأممالمتحدة. كما أثنى إيرو على دور غالى كمدافع قوى عن التحرر والتفاهم بين الشعوب، مؤكدا أنه عمل بلا كلل لتعزيز الفرانكفونية. واختتم وزير خارجية فرنسا بيانه بالإعراب عن تعاطفه وتعازيه للشعب المصرى ولأسرة وأقرباء غالي. وفى الوقت ذاته، أعربت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو عن بالغ الحزن والأسى لرحيل غالي، قائلا : «لقد كرّس غالى حياته من أجل المثل العليا لعالم أكثر عدلا وسلاما وإنصافا، ومن أجل عولمة ديمقراطية، فضلاً عن إرساء روابط التضامن فيما بين بلدان الجنوب، كما كان غالى مناصرا دءوبا للحوار والتعاون، ومدافعاً عن حقوق الإنسان والتنوع الثقافى». وأضافت بوكوفا أنه «أود أن أقول، باسم اليونسكو، إننا سنفتقد بوفاة غالى صوتاً قوياً. فقد كان دبلوماسياً ومثقفاً تميز بثراء الثقافة المصرية والعربية على السواء، وذلك كى يتقاسم مع العالم تعلقه الشديد بالسلام. كما كان غالى صديقاً وفياً لليونسكو، وأسهم فى مهام المنظمة إسهاماً فعالاً، بوصفه نائباً لرئيس المنتدى الدائم للحوار العربى الأفريقى للديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو المنتدى الذى أنشئ بدعم من اليونسكو، وكرئيس للفريق الدولى المعنى بالديمقراطية والتنمية، الذى أقامته اليونسكو فى عام 1998». وفى برلين، قال فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا: «فقدنا بوفاة غالى دبلوماسياً وسياسياً ذا قدر كبير عالمياً ، عمل على نحو غير مسبوق وقت رئاسته لمنظمة الأممالمتحدة على إقرار نظام للمنظمة وتهيئتها لمهام ومتطلبات جديدة ، سوف يظل اسمه مرتبطا بأجندة السلام» التى قام بتقريرها لوضع أسس نظام عالمى جديد عام 1992 بعد انتهاء الحرب الباردة. وأضاف شتاينماير: «لم يقيد غالى نفسه بالفكر النظري، فقد حارب من أجل آرائه فى مواجهة المعترضين وحتى فى اللحظات الحرجة» ، موضحا أنه بإنشاء «إدارة الشئون السياسية» فى الأمانة العامة للأمم المتحدة فى نيويورك. وفى لندن، قدم وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند تعازيه لعائلة غالى ولشعب مصر فى وفاته وأوضح أن الفقيد دبلوماسى محنك، ورجل دولة بارز على مدى عقود.