وزير الإسكان يتفقد سير العمل بالتجمع العمراني غرب الضبعة بالساحل الشمالي الغربي    الإيجار القديم بين العدالة والإنسانية    دلالات زيارة السيسى روسيا    الحكومة السودانية: استشهاد 20 وإصابة 50 مدنيًا بسجن الأبيض    بايرن ميونخ يهزم مونشنجلادباخ ويحتفل بلقب الدوري الألماني    المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه لتاجر عقارات بتهمة الإتجار في المخدرات بالعبور    بالزغاريد والرقص مع رامي صبري.. أصالة تشيع البهجة في زفاف نجل شقيقتها | صور    متحدث "فتح" : توزيع المساعدات يجب أن يكون من خلال الأونروا وليس الإدارة الأمريكية    "زراعة الفيوم" تواصل ضبط منظومة الإنتاج الحيواني بالمحافظة    ترتيب هدافي سباق الحذاء الذهبي بعد هدف هاري كين.. موقف محمد صلاح    جوارديولا: لم نتوقع ما فعله ساوثامبتون.. ولذلك شارك هالاند في اللقاء كاملا    وزير الخارجية والهجرة يترأس حوار اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان    السجن المشدد لعاطل لاتهامه بقتل عامل بالإشتراك مع آخرين بسوهاج    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي التيرم الثاني 2025 في الدقهلية    غادة إبراهيم: بوسي شلبي كانت بتدور على حد يعملها سحر يرجعلها محمود عبد العزيز    في احتفالية يوم الطبيب ال47.. "النقابة بيت الأطباء".. حمدي سعد ل"البوابة نيوز": تكريم اليوم الأهم في مسيرتي    نيابة الخليفة تقرر إحالة عاطل إلى محكمة الجنح بتهمة سرقة مساكن المواطنين    أول رد من رابطة الأندية بعد تأجيل «استئناف اتحاد الكرة» حسم أزمة القمة    محلل سياسى: جولة الغد من مفاوضات إيران والولايات المتحدة حاسمة    طوابير خانقة وأسعار مضاعفة وسط غياب الحلول..أزمة وقود خانقة تضرب مناطق الحوثيين في اليمن    مستقبل وطن المنيا يكرم 100 عامل مؤقت    عطلوا أحكام الدستور.. تأجيل محاكمة 19 متهمًا ب«خلية المرج الثالثة»    تأجيل محاكمة طبيب تسبب في وفاة طبيبة أسنان بسبب خطأ طبي في التجمع    بنك قناة السويس يعزز ريادته فى سوق أدوات الدين ويقود إصدارين ناجحين لصكوك متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة 5.8 مليار جنيه    التيسيرات الضريبية... قبلة الحياة للاقتصاد الحر والشركات الناشئة في مصر    يغادر دور العرض قريبًا.. تعرف على الفيلم الأضعف في شباك تذاكر السينما    الكلاسيكو| أنشيلوتي يكشف موقف رودريجو ويؤكد: واثقون من الفوز    نائب رئيس الوزراء: مصر تضع الملف الصحي بجميع ركائزه على رأس أولوياتها    نصائح لوقاية العيون من تأثير ارتفاع درجات الحرارة    مرسوم عليه أعداء مصر ال9.. «كرسي الاحتفالات» لتوت عنخ آمون يستقر بالمتحف الكبير    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    "صورة الطفل في الدراما المصرية" ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة    القومي للمرأة يشارك في اجتماع المجموعة التوجيهية لمنطقة الشرق الأوسط    رئيس وزراء سلوفاكيا يرفض حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز من روسيا    محافظ أسيوط يتفقد تطوير مدخل قرية بنى قرة ونقل موقف السرفيس لتحقيق سيولة مرورية    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى أجا في زيارة مفاجئة ويبدي رضائه عن الأداء    «الإحصاء»: 1.3% معدل التضخم الشهري خلال أبريل 2025    قرار تأديب القضاة بالسير في إجراءات المحاكمة لا يعتبر اتهام أو إحالة    رئيس صحة النواب: مخصصات الصحة في موازنة 2026 الكبرى في تاريخ مصر    انطلاق الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    خلافات بسبب العمل.. ضبط حلاق بتهمة قتل زميله بالعاشر من رمضان    هل منع الزمالك عواد من التدريبات؟.. مصدر مقرب من اللاعب يؤكد والأبيض ينفي    دعوة شركات عالمية لمشروع تأهيل حدائق تلال الفسطاط    جامعة أسيوط تُشارك في ورشة عمل فرنكوفونية لدعم النشر العلمي باللغة الفرنسية بالإسكندرية    جنايات المنصورة...تأجيل قضية مذبحة المعصرة لجلسة 14 مايو    وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يتفقد مستشفى بركة السبع ..صور    أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبد العزيز.. فيفي عبده: الواحد لازم يصرف فلوسه كلها وميسيبش مليم لمخلوق    السجن المؤبد وغرامة 20 ألف جنيه لمتهمين بخطف عامل بقنا    بينهم سيدة.. الجيش الإسرائيلي يعتقل 8 فلسطينيين بالضفة الغربية    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    7 شهداء بينهم عائلة كاملة بقصف إسرائيلي على مدينة غزة الفلسطينية    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية السبت 10 مايو 2025    موعد مباراة الاتحاد السكندري ضد غزل المحلة في دوري نايل والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائى الكبير بهاء طاهر ل «الأهرام» :الأزهر حائط منيع ضد الإرهاب .. ومنارة الدين الوسطى عبر العصور
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 02 - 2016

إبداعه له مذاق خاص ينم عن موهبة حقيقية ودراية بفن الرواية,كتاباته دائما مليئة بالشعر , دائما تأخذك الي واحات التامل , هو حالة تثقيفية متكاملة ..منشغل دائما بحال الوطن ,وحال الديمقراطية ,وحال الانسانية.. يقول عنه صديقه الاستاذ هيكل «شفاه الله» : «الثقافة تعني بهاء طاهر
..وبهاء طاهر يعني الثقافة.» ويقول عنه الاديب الكبير محمد المخزنجي: «بهاء طاهر واحد من اكثر كتاب العربية المعاصرين وعيا بما يكتب وتأملا للكيفية التي يكتب بها، وواحد من اشدهم صبرا علي دروب الكتابة» في منزله الانيق استقبلنا بضحكته الصافية السمحة المحبة الودود وروحه العذبة التي تهون عليك صعوبات الحياة,وقوامه النحيل الذي يذكرك بالمصري الاول وتواضعه الذى يذكرك بمعني انساني فقد من الغالبية العظمي في صراعات الحياة الرخيصة!!..
واليكم نص الحوار :
بعد مرور 5 سنوات علي ثورة 25 يناير 2011 كيف تراها؟
كنت مشاركا في 25 يناير.. وكنت في الميدان وكانت صحتي أفضل, وأري أنها لحظة فريدة في تاريخ مصر، وينبغي الاعتزاز بها ولا ننساها ولا نقبل أي تشويه لها أو استهانة بها، أنا شديد الحماس لهذه الثورة وأري أنها حققت ايجابيات كثيرة علي أرض الواقع.وإذا كان هناك رأي معاد لها أو انقلاب عليها فهذا شيء أرفضه.
في رأيك ما أهم نتائج ثورة 25 يناير؟
قبل 25 يناير 2011 كنا نعيش حالة موات كامل في الرأي العام وفي الحياة السياسية، 25 يناير منحتنا حالة إفاقة كأننا المصريين كنا في حالة صحية متدهورة، و25 يناير كانت حجرة الانعاش لهذا البلد. هناك فرق كبير قبل وبعد 25 يناير في مسألة الوعي والفهم والتحرك
هل زادت الحرية؟
لاتسأل 25 يناير عن الحرية، اسأل السلطة. وانا أري أن الرأي العام أكثر حرية وأكثر وعيا واكثر شجاعة واقتحاما
ما أسوأ نتائج ثورة 25 يناير؟
لا أري نتائج سلبية ,ولكن أري رد فعل سلبيا وهي انقضاض قوة معينة علي25 يناير
شباب ثورة 25 يناير منهم من ضل الطريق ومنهم من تعرض للحبس ومنهم من سافر لماذا تفرق الشباب وتفرقت أحلامهم؟
للاسف ضياع الأمل أمر مؤسف وأنا أري أن هناك حالة ضياع لدي غالبية الشباب
ما الذي يجمعهم مرة أخري؟
لا أعلم الغيب ولا أتبنأ به.
-عبر التاريخ ما الذي يجمع شباب أي أمة؟
وجود قيادات فكرية للمجتمع لتوجيه الشباب.. وقد يكون من هذه القيادات النخبة والمثقفون والمهنيون لكن اذا لم تتوافرهذه القيادات الفكرية فلن ينضج الوعي ولن يكون موجودا بالمرة.
نحن أمام برلمان جديد.. برلمان مهم لاستكمال خارطة الطريق ماذا تطلب من مجلس الشعب الجديد؟
المال السياسي للأسف الشديد لعب دورا أساسيا وجوهريا في تشكيل هذا البرلمان ,هذا رأيي بصراحة ,وهذا الأمر لا يجعلني أتفاءل, للاسف المال السياسي تحكم في الأمر، أنا نزلت في الانتخابات وايضا في الاعادة وكنت متفاءلا لكن ما حدث جعلني أفقد هذا الأمل.
ما الرواية التي تراها قريبة من الواقع الذي نعيشه الآن؟
«شرق النخيل»هذه الرواية تصف 25 يناير قبل اندلاعها بسنوات وتصف ماقبل 25 ينايرمن ظلم واستبداد وديكتاتورية مغلفة وتصف الثورة علي وجه التحديد وما حدث في ميدان التحرير. وكثير من النقاد وصفوا هذه الرواية وكأنها نبوءة.انا كتبتها في اواخر السبعينيات ولكنها نشرت في عام 1983,وكانت تناقش مظاهرات الطلبة في بداية السبعينيات وإزالة العدوان..
للاسف دائما هناك قوة تكون موجودة وتكون هي القوةالأصلية التي يحدث عليها التمرد ولا تستسلم ابدا وتحاول ان تقضي علي أي نوع من التغيير، هذه القوة موجودة, كانت موجودة ,مازالت موجودة,ومازالت تقاوم، وكل الخوف منها علي 25 ينايروعلي مستقبل البلد كله.
بماذا تصف نهاية رواية شرق النخيل؟
نهاية متفائلة..
هناك جدلية فكرية لم يحسم أمرها حتي الآن -هل الأدب قادر علي التنبؤ بالواقع أم الواقع هو الذي يصنع الأدب؟
في أحيان كثيرة يحدث الاثنان معا.. أحيانا الأدب يتنبأ بالواقع وأحيانا يستشرف المستقبل قبل حدوثه والقاعدة الأساسية أن الأدب يؤثر علي الواقع.
سوريا تئن، العراق منهار، ليبيا تتفتت، الحرب في اليمن، قلاقل في البحرين مظاهرات في تونس، أزمات في مصر، ظهور داعش وتمددها .. كيف تقرأ الخريطة؟
لابد من وجود ديمقراطية حقيقية.. وعدم وجودها أمر كفيل باستمرار هذه الكوارث، العلاج الوحيد لتدمير داعش هو الديمقراطية، الشعوب هى التي تدافع عن حقوقها وعن نفسها وليس السلطة.
الا تؤيد نظرية المؤامرة التي يؤمن بها كثير من المحللين والكتاب السياسيين ؟
لا.. لاتوجد مؤامرة، يوجد واقع.. وارد جدا وجود أصابع خارجية لخلق أزمات كبري داخل هذه المجتمعات لكن في الأساس هل توجد ديمقراطية من خلالها الشعوب تدافع عن نفسها أم لا؟هذا هو السؤال المهم؟الديمقراطية هى العلاج الوحيد.. ومن غير الديمقراطية ستتأزم الأوضاع أكثر. لو نظرنا إلي الخريطة.. سنجد ان داعش موجودة في أكثر من بلد عربي، وأنا أسأل هل هذه البلاد توجد بها ديمقراطية؟ الاجابة لا،
كيف تري الصراع مع ايران وبلاد عديدة في العالم..مع الولايات المتحدة مع السعودية مع السنة مع مصر ؟..
موقف محزن جدا هل من المنطقي ان يصبح الصراع مع ايران والبلاد العربية وأمريكا اكبر من صراع العرب مع الاسرائيليين للأسف موقف محزن حقا وانا أسأل كيف لإسرائيل ان تصبح علاقتها السياسية والتجارية السيئة مع العرب أفضل من علاقة ايران مع العرب؟!
ما الذي تتذكره من الكرنك؟
بابتسامة تمحو صعوبة الأيام يقول اتذكر أن الكرنك كان في وقت من الأوقات عاصمة العالم.ومؤهلة جدا لأن تعود وتلعب هذا الدور.
وعلي المستوي الشخصي؟
اتذكر انني كنت أذهب إلي الكرنك في الاجازات.. وهي احب مكان إلي قلبي.. جذوري هناك ،وهي متحف العالم.. ودائما أشتاق لهذا المكان وعندما أذهب للكرنك أزور معابدها.. وكل مرة أكتشف جديدا وأزور جامع سيدي أبو الحجاج، وتجدون في الجامع أحجارا من معبد الكرنك.. وكان في وقت من الأوقات توجد كنيسة.
ما الذي تتذكره من سنوات الطفولة؟
شديد الايمان بأن الطفولة هي التي تصنع شخصية الانسان.. وان الانسان هو ابن الطفولة, اظن ان فقداني لوالدي في سن مبكرة جدا تسبب كثيرا في التصاق المشاعر الحزينة بي.. واتذكر ان في طفولتي في عام 1942 .. اجتاح البلاد وباء الملاريا.. وكان عمري 7 سنوات وفي هذا الوباء فقدت نصف العائلة.. الأعمام والأخوال وابناءهم.. وكنت انا واسرتي نعيش في القاهرة.. لكن اتذكر ان كل يوم يصل لنا خطاب من الأقصر يبلغنا بوفاة أحد الأقارب.. وأجد أمي تبكي.. هذا الحادث دمغ طفولتي بالحزن.
- في رأيك كيف يقابل الطفل الاخبار التي تتعلق بالموت والفقد؟
امر في منتهي القسوة، واظن ان من يعرف الموت في الطفولة تدمغ شخصيته بالحزن طوال العمر.. ولتولستوي عبارة جميلة جدا يبدأ بها «أنا كارنينا»: كل الأسر السعيدة تشبه بعضها لكن كل أسرة حزينة بطريقتها الخاصة.
هل يستطيع الانسان التخلص من هذا الحزن ام أن الامر مستحيل؟
في معظم الأحوال يبذل هذا الانسان محاولات للخروج من هذا النفق.. لكن في رأيي تبقي هذه البصمة. واحساس الفقد يبقي ويستمر طوال العمر، تجد هذا في كتاباتي..وهناك كتاب جديد صدر من دار الهلال..ب عنوان «بهاء طاهر.. الناي الحزين.». صاحب الكتاب حاول بشتي الطرق اثبات هذا الأمر!!
هل بالضرورة ان يلتصق بالجمال حزن؟
في احيان كثيرة الاشياء تعرف بضدها..صمت برهة واشار الاستاذ بهاء الي لوحة زيتية لفلاح مصري بملابس رثة تتجه عيناه للقادم، للمجهول.. قائلا:هذا الرجل ليس فقط مصر انما يحمل كل معاني الانسانية.. الانتظار والفقر والرضا.. وتحمل عيناه ايضا نظرة استكانة ورضا وغلب.. في تصوري انه يحمل صفة الانسان المتكالبة عليه ظروف في غاية السوء لكنه يعيش ورافع رأسه..
كيف يصل الانسان لهذه المعادلة.. «رغم خسارته المتعددة والمتشابكة فإن رأسه مرفوع»؟
الأمل هو المسئول عن هذا.اتذكر بيت الشعر القائل:
اعُلُل النفْسَّ بالآمَالِ أراقبها.
ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.
لكن ألا تري ان التمسك بالامل احيانا يحقق مزيدا من الخسائر ومزيدا من الألم ومن الحكمة أحيانا التخلي عن هذا الأمل؟
هذا المنطق بالغ اليأس .. هذا المنطق يقضي علي الحياة ولايمكن استمرار الحياة دون امل.
ما طعم الحياة بعد ان توغل فيها العالم الافتراضي الالكتروني.. وتباعدنا عن الحياة الحقيقية الملموسة, كيف تري الامر؟
أنا خارج هذا العالم الافتراضي..
واعتقد ان الحياة الطبيعية دون حواجز أفضل واكثر انسانية.. وطبعا العالم الافتراضي لا رجوع منه ولكن من يستنقذ نفسه هو الفائز.,وانا اجد ان الشباب الجالس علي المقاهي او الاماكن العامة معظمهم لايتحدثون الا مع التليفونات التي بين اصابعهم وهذا في رأيي سيخلق جيلا جديدا.
فقدنا العام الماضي قامتين لامثيل لهما الشاعر عبدالرحمن الابنودي والكاتب جمال الغيطاني.. كيف عشت الفقد؟
فقدنا الشعر والنثر معا., مما آلمني جدا انني لم استطع زيارة الابنودي في ايامه الاخيرة وكذلك لم استطع تقديم العزاء بسبب حالتي الصحية.. المني جدا انني لم استطع ان أودع صديقي..وهذا الامر لا أغفره لنفسي.كانت علاقتي بالابنودي طيبة طوال العمر.. وكنا نتكلم يوميا بالتليفون.. وكان أجمل ما في الأبنودي تمتعه بأخلاق الصعيد طول العمر جدعنته وشهامته وصراحته وحبه لأصدقائه..جمال الغيطاني كان صديقا رائعا، وكان كاتب بمعني الكلمة، حياته كانت للكتابة حتي آخر عمره, وهذا جعله يتميز بأن ذاكرته قوية جدا وستبقي أعمالهما.وفي رأيي أن الابنودي عاش اكثر من ناس كتير عايشين!!
هناك هجوم شرس وقوي ومنظم علي الأزهر وشيخه من جهات عديدة؟
هذا امر بالغ السوء.. لا أدري لماذا هذا الهجوم المنظم ولمصلحة من.. الأزهر منارة الدين الوسطي عبر العصور.. والشيخ الطيب رجل عظيم.. وانا ادعو هؤلاء للذهاب إلي مجلسه في الاقصر كل يوم جمعة وسط البسطاء في داره لتعرفوا الحب الهائل الذي يكنه له اهالي الاقصر. ولا ادري لماذا كل هذه الفوضي غير الخلاقة في تقييم الامور؟ مامعني الهجوم علي الرموز الكبيرة والمحاولات القوية للنيل منها؟ رأيي ان الأزهر بعيد تماما عن اي فكر متشدد ديني، بالعكس كل من تعلم في الأزهر علي مر العصور صاحب فكر ديني معتدل ووسطي ,بالعكس من درس خارج الأزهر هو المتشدد ولديه مفاهيم دينية خاطئة.لايوجد في قيادات التشدد فالأزهر يعلم الوسطية وجوهر الدين وانا اقول للجميع حافظوا علي الأزهر ولاتخسروه ,لأن الأزهر عمود الوسطية والاعتدال في التعامل مع الدين ويجب علينا الحفاظ علي الأزهر والحفاظ علي قياداته المستنيرة وعدم الانسياق وراء الفوضي غير الخلاقة.
هناك من يطالب ان يدرج الأزهر كمنظمة ارهابية؟!!
كارثة..الأزهر حائط منيع ضد الارهاب، الأزهر هو الوسطية الشديدة للدين.
ما اكثر الامور هدما للأوطان؟ الشللية أم الاعتماد علي أهل الثقة؟ ام عدم احترام القانون؟
ما يهدم الأوطان هو ضياع الديمقراطية ,لان الديمقراطية ترشد الشعوب الي الطريق الصحيح، غيابها يساعد علي الانسياق وراء كل الافكار المريضة.
ذكرت في كتاباتك ان كثيرا ما يأتي الملك فاروق زائرا في احلام اليقظة لك لماذا؟
فترة حكم الملك فاروق كانت هي فترة طفولتي.. والملك فاروق له معزة خاصة عند الصعايدة، لانه عندما وقع وباء الملاريا زار قري الصعيد ودخل بيوتنا ,وله صور وهو يشرب شوربة عدس من أحد البيوت البسيطة.
تحدثنا عن الحزن المدموغ في الوجدان، ماذا عن السعادة، وما الذي يمنح الانسان الشعور بالسعادة؟
الحب.,الحب للأسرة للزوجة للابناء.. الحب هو الذي يمنح الانسان الأمل.. وحتي لو هزم الحب، لأن كل انسان في الحياة لديه حب مهزوم ,لكن هذا ينصرف علي موضوع معين وليس فكرة الحب نفسها بدليل من يحب مرة ويهزم.. يعود ويحب مرة اخري!، الحياة تقوم علي مبدأ الحب
لماذا تحب المقاهي وما أحب المقاهي إليك؟
في إحدي المرات كتبت مقالا عن مقاهي وسط البلد.. وقديما كانت مقاهي وسط البلد مكانا للتجمعات الثقافية والفكرية والاجتماعية والمقاهي واقدم هذه المقاهي هي سوق الحميدية والآن يسمي زهرة البستان ،المقهي هو عالم مستقل اذا كان النادي في أوروبا هو ملتقي الاصدقاء والتجمعات.. المقاهي في بلادنا بديل للنادي، فهي مكان للدردشة والنميمة وهي حياة اجتماعية كاملة..وانا اري الحياة اجمل في وجود المقهي..
كيف تري مشوار العمر؟
أنظر إلي الماضي بغضب..عندما أتذكر السنوات الماضية.. وأذكر الأشياء التي كان يمكن ان اقوم بها.. ولم انجح أغضب جدا..كان ممكن اكتب اكثر مما كتبت، وان اقدم اعمالا اكثر افادة.
هل انت محظوظ في حياتك؟
لا انا شخص غير محفوظ نهائيا ,لا أصف نفسي بأنني محظوظ علي الاطلاق ،أي شيء قمت به أو وصلت إليه كان بالمجهود الشديد والحفر في الصخر ،اكيد الحظ يساعد علي الاستمتاع بالحياة اكثر،واذا لم يكن الحظ موجودا لابد ان نبحث عنه بالمجهود والمثابرة..
أسوأ ماقابلته في حياتك؟
بضحكة صاخبة مترفعة أجاب.. اشياء كثيرة كانت سيئة قابلتها في حياتي ،منها انني فقدت عملي في بداية حياتي نتيجة لموقف سياسي..
هل مازالت الحريات بعيدة عن أوطاننا؟
جدا.. بقدر بعد الديمقراطية عنها
أكثر مايخيفك علي مصر؟
انتشار الفكر المتعصب المريض.انا عشت حياتي كلها.. لا اعرف من في أصدقائي الذي ينتمي للاسلام ومن الذي ينتمي للمسيحية..لا احد يهتم في المدرسة من هو مسيحي ومن هو مسلم.لكن رغم كل شيء «انا مش» خايف علي مصر لأن ما نواجهه من سلبيات ومؤامرات هي مصنوعة وموجهة.. لكن ايضا هناك قوة هائلة تحارب هذه المؤامرات وهي الشخصية المصرية الحقيقية .
في رأيك هل مازالت الشخصية المصرية قادرة وعفية؟
مازالت .. وستبقي الشخصية المصرية بتفردها.لأن هذه الشخصية نتيجة تراكم آلاف السنين ولن تضيع ابدا مقومات الشخصية المصرية الحقيقية رغم كل شيء..
-هل تكتب بشكل منتظم؟
الآن أكتب علي فترات.. وعندما أحاول أرغم نفسي علي الكتابة أفشل في ذلك ولابد لكي اكتب ان تكون الصحة جيدة وان يكون هناك حافز للكتابة أو حدث معين يستفزني.
ما أقرب رواية كتبتها لقلبك؟
«قالت ضحي» اعتبرها رواية مختلفة وقد حاولت في هذه الرواية محاكمة ثورة يوليو واخترت لها زمنا مليئا بالتحولات السياسية في بنية المجتمع.. وايضا «واحة الغروب» وهذه الرواية حصلت علي جائزة البوكر،، وهذه الرواية أنا احتشدت لها بأكثر من وسيلة.. لأنني عاشق للصحراء وأحبها جدا.. وهذا عمل يدور في الصحراء..وتجد بطل الرواية نصف مثقف ونصف ثوري ونصف خائن وللاسف هذا حال بعض المثقفين!
لماذا كل هذا الحب للصحراء؟
وصفت الصحراء.. انها «حديقة الله» وتجد ان كل الانبياء ولدوا وعاشوا في الصحراء.. الصحراء تَخَلق علاقة مع الروح الانسانية بعمق.. وتساعد الانسان علي خلق صلة روحية بالمكان
لو طلبت منكم ارسال خمس رسائل لشخصيات مختلفة من خلال «الاهرام»لمن توجهها؟
الرسالة الأولي للكاتب محمد سلماوي وأطلب منه باعتباره رئيس اتحاد الكتاب الاهتمام بالشباب اكثر، ولا يتحول اتحاد الكتاب موئلا للكبار، ولا سيما من لا يملك الشهرة.. كتاب الاقاليم والمحرومين من فرصة التواجد الاعلامي والاجتماعي وانا قلت عدة مرات واكرر.. الادب الصادر من الاقاليم أزهي وأحلي كثيرا من الأدب الصادر من القاهرة.. وهو شديد الخصوبة.
الرسالة الثانية: لكل مقهور:اقول لكل مقهور.. هذا القهر هو سلاح عظيم ،واجه القهر بقوة وتجربتي في الحياة تقول إنه كلما تعرض الانسان للقهر استفز بداخله الرغبة في التحدي وفي الرد عليه نجد ان المؤرخ ارنولد توينبي يقول ان الحضارة المصرية نشأت من خلال تحدي الصعوبات علي وادي النيل.. ليس فقط ترويض النهر وانما تروض البيئة كلها..،مصر في البداية كانت مستنقعات واماكن غير منظمة .. ولكن المصري الأول استطاع ان يتحدي كل هذا ويبني حضارة عظيمة.
الرسالة الثالثة لرؤساء الاحياء علي مر السنوات:أرجو محاسبتهم بشكل جادي علي كل التراخي والتكاسل والاهمال واللامبالاة.. وأسأل متي يهتم كل منهم بالعمل الجاد.
الرسالة الرابعة للمواطن السوري:
سوريا من أحب بلاد الله إلي قلبي والشعب السوري كذلك ،في الخمسينيات كنا بلدا واحدا، ما يحدث للشعب السوري هو جريمة نكراء.. عندما أشاهد اللاجئين السوريين ابكي كمدا..سوريا كانت ملجأ للكثيرين.. في طفولتي كانت دمشق قلب العروبة النابض، ومنها خرجت فكرة القومية العربية، فأن ينتهي المئآل إلي هذا.. شيء حزين جدا وأعتقد اننا جميعا شركاء في هزيمة هذا الوطن بما فينا السوريون لأنه كان عليهم الإمساك بزمام الامور اكثر.
- الرسالة الخامسة للمثقف المصري: اصحُ ..انتبه..حاول أن تعي اين انت؟ وما الطريق الذي تسير فيه؟.. وأين دورك؟.
سد النهضة هو أزمة حياة أو موت تواجه مصر.. في رأيك من وجهة نظر الكاتب.. ما العمل؟
ليس أمامنا الا التفاؤل ،لا أعتقد ان الساسة الاثيوبيين فاقدو الوعي بأهمية الحرص علي بلد الجوار (مصر) وعلي الدبلوماسية والسياسة المصرية الاتجاه إلي افريقيا بأسرها بشكل إيجابي لأن إثيوبيا جزء من إفريقيا فإذا تغيرت أو تحسنت سياستنا الإفريقية هذا سينعكس علي إثيوبيا، وعلي أزمة سد النهضة.
من أقوال بهاء طاهر
-»آلاف من الناس يصفعون كل يوم و لكن قليل منهم من يشعر بالإهانة او الغضب قليل منهم يا سيد من يصيبهم ذلك المرض الذي أصاب أباك و الذي يصيبك أنت الآن.مرض العدل
- «التفاؤل في هذه الظروف يكاد يكون وقاحة!!»
-حدثني ماذا يقول جدك عن الأرواح ؟ يقول: إن كل الأرواح جميلة وكلها طيبة، وهل قال لك ما الذي ينقذ هذه الأرواح ؟ نعم، قال الحب.
-لا أعرف أسماء الزهور ولكني أحبها، لا أفهمك تماما ولكني أحبك!
-جربت من قبل في حياتي خيبة الأمل في الحب، أحببت فتاة لم تبادلني الحب، عرفت ذلك الألم, أن يشعر الإنسان أنه مرفوض وضئيل أمام نفسه ولكنه لا يملك إلا أن يحب سبب ذلك كله!
-سلم أمرك تدخل السكينة قلبك.
-ستصل يا أخي إلي ما تطلب بفضل مولاك, وستعلم وحدك أن المكابدة والانتظار باب للرحمة واسع لكن لا تتعجل الوقت.
-الناس لاتبوح بأسرارها للأصدقاء وإنما للغرباء في القطارات أو المقاهي العابرة.
-المهم ألا تيأس من الاستقامة إن وقع منك ذنب فقد يكون هو آخر ذنب كتب عليك.
-أي ترتيب مريح للحياة؟ أن نعيش اليوم دون ازعاج الأمس والغد معا.
-أرجوك لا تسألني اليوم عن الحزن، سيأتي في موعده، فدعنا علي الأقل ننساه في هذه اللحظة.
-أنت لست جميلًا ولا أنا جميلة، الحب وحده هو الجميل والحب وحده يرينا الجمال.
-وماذا كانت ستفعل بنفسها في ليالي الوحدة والخوف لو لم تكن الكتب هناك.
-كل ما يحدث خارج نفسك لا وزن له المهم هو ما تبطن.. الحق في داخلك أنت والكرامة الحقيقية هي أنت.
-هم يريدون ان تموت الحكاية بالصمت كما ماتت جرائم اخري، يريدون ان تموت الذاكرة ويموت الغضب ليستمر اللعب في الخفاء.
-إن حلَّت بك نعمة فصُنها. لا تبددها علي من لا يستحق.
-يمكن أن تحكم الناس بالخوف والقمع ، لكن الخائفين لا يمكن ان ينتصروا في حرب ، في ساحة الحرب يجب أن يكونوا أحراراً.
-لا يُضّيع الدنيا الذين مع أو الذين ضد ولكن يُضّيعها المتفرجون.
- «الحب الحقيقي التقاء روحين… والارواح لا تتنافس في الجمال ولا في الذكاء ….لأن كل الارواح جميلة وذكية»
- «ان اخطات فكن شجاعا علي الانسان ان يحاول علي الاقل ان يتصرف علي انه مخطئ لا ان يواصل الخداع «
-»أحتاج الوحدة والسكون لكي أفكر . أفكر في أي شيء بالظبط؟ أدمنت التفكير في نفسي وكلما فتحت صفحة وجدتها أسوأ من التي تسبقها»
- «لا ييأس من الوقت إلا من يجهل أن الرحمة تسبق الوقت ولا يسبقها الوقت»
- «الحقيقة بسيطة لا تحتاج إلي زخرفة الكلام..»
- «ان الهزيمة لا تنزع البطولة من الثوار»
- «.انتبه منذ مدة طويلة إلي أنه كلما كانت العادات غريبة وغير مفهومة، استحال التخلص منها»
-»أخاف الغربة في الموت أكثر مما أخافها وأنا علي ظهر الدنيا»
-»أخذت كل الأشياء تتداخل ، لا تفسر شيئا ولا تضئ شيئا ، ولكنها تتقاطع وتتكاثف وتنتهي إلي طرق مسدود
- «أخشي ونحن قطرة واحدة في الموج أن ننفصل.»
- «إذ نادرًا ما كانت زيارة الحكومة تنبئ بأي خير .»
-»اذا كنت لا أفهم نفسي فكيف أفهم القدر؟ فليكن ما يكون!»
-»أصبح هو و قلبه صديقين حميمين لا يسع أحدهما ان يخون الآخر»
-»اعرف ان الشقاء ندبة في الروح، ان بدأت في الطفولة فهي تستمر العمر كله»
-»أفكر في هذا الطفل الذي يطاردنا حتي آخر العمر ، ألا توجد طريقة للتخلص منه ؟»
- «أقضي الأيام و الأعوام في تلفيق صلح مع نفسي لا يعيش طويلاً»
- «الأرواح وحدها هي التي تتلوث ..»
- «الحقيقة أن هذه الحياة فخ .. فخ نتخبط فيه منذ أن نولد و الغلطة أننا نحاول الخروج من هذا الفخ»
- «الدنيا التي احلم بها نغم لا عراك»
- «الدوله تتظاهر بأنها تريد وهي لا تريد، والشعب يتظاهر بأنه يريد وهو لا يريد»
-»الطموح؟ لا افهم حتي لماذا يطمح الناس ؟»
-»العاقل من يمر علي الأوقات لا الذي تمر به الأوقات، من يحكمها لا من تحكمه.
- «العامة لا تعيش بالتقوي، العامة تحتاج الي الخوف لكي تعرف التقوي»
- «الكفر هو الظلم»
-»المتظاهرون يا أستاذ معهم حناجرهم وهو معه المال و معه القانون ، فما يمكن أن تفعله مظاهرة ؟»
-»المصيبه تحل …ومعها خبرها …الفرح وحده يحتاج الي سؤال وجواب»
-»الندم باب الحياء والحياء باب التوبة»
- «النور نور لأن ضوءه يبدد ظلمة النفس ويجلو البصيرة»
-»الوصول إلي الحق هو أن تري النور في قلب الظلمة وقد يكون أقرب إليك مما تظن، لكنك لن تراه قبل أن تري نفسك»
- «إن أحدا لا يدخل مملكة الأسرار القدسية ، إلا في غمار نشوة تهتك المألوف ، لتلج إلي المجهول»
-»إن الانسان ينضج و يصنع نفسه بالصراع ضد ماضيه»
- «إن المخبرين في المحروسة …أكثر من سكانها….!!»
- «إن حلَّت بك نعمة فصُنها. لا تبددها علي من لا يستحق»
- «إن خطانا تقودنا أحيانا دون أن ندري إلي عكس الطريق وإن السعيد من تهتدي خطاه؟»
- «إن صح أن الشعراء هم ضمير الأمة ، فما مصير الأمة التي تنسي شعراءها ؟»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.