تلقيت رساله من صديقتي بها فيديو مصحوب بعبارة(لازم تشوفي الفيديو دة و تعيطي وأعتبريه قرص بانادول)واندهشت من تعليقها،هو مشهد من مسلسل(أريد رجلا)الذي يعرض على إحدى القنوات العربيه, في اقل من ساعتين كان الفيديو منتشر علي جميع وسائل التواصل الأجتماعي بمختلف اشكالها، الذى جعلني اشعر انني امام ظاهرة هو كم التعليقات التى قرأتها على الفيديو،من ندم و حسره على حالهم وكل التعليقات أن دلت تدل على جوع عاطفي عند شريحة كبيرة من النساء في المجتمع. وتلقيت رساله من صديقتي ريهام تطالبني بالتحدث عن النقص العاطفي في حياة المرأه وأزمة أحساسها بأنوثتها، خاصة وهي على مشارف الأربعين وما يراودها من تفكير فى خلع الحجاب أن كانت محجبه أوالطلاق كنوع من أنواع التغيير في حياتها على أعتقاد منها أن هذا سيجعلها تحب نفسها أوتكتسب أعجاب رجل جديد يشعرها أنها مازالت مرغوبه أوتحاول تغيير شكلها وعينيها وفمها ويكون ردها أن سألها أحد(أريد أن أستعيد حبه و أهتمامه)هي تريد أنقاذ حبها فتغرق في بحر من المتاهات. النقص العاطفي أو الجوع العاطفي هو واقع في معظم البيوت العربية جعل المرأه تدمن المسلسلات التركية وفي الفتره الأخيره الهندية والآن العربية، فتشبع بذلك الفراغ العاطفي فالمسلسل هنا يلبي الحاجة العاطفية والنفسية وبالتالي تتعلق بها حد الأدمان والكارثه أن بعض السيدات تتجاوز حالة الأعجاب بالمسلسل إلي حالة التوحد الكامل مع أبطاله ومع قصته وتغرق في أحلام اليقظه كأنها قصتها وتبدء المقارنه بين نجوم العمل وأبطال الحياه الحقيقيين، وهي لا تدرك أنها خرافه لا يمكن أن تكون حقيقه وأن بطل المسلسل في الواقع كزوج ليس هكذا. ويصنف علماء النفس الحاجات النفسية إلى حاجات أساسية، منها الحاجة إلى الأكل والشرب والنوم ، وهي حاجات تحافظ على بقاء النوع واستمراره، وأخرى مكتسبة أو ثانوية نذكر منها الحاجة إلى الحب من الآخرين والترفيه وتحقيق الذات و من هنا يتضح لنا مسببات الأقبال المفرط على مشاهدة هذه النوعيه من المسلسلات وأدمانها. وهذا الفقد العاطفي الناتج عن أهمال الرجل لا سن له ومخطئة كل أربعينية تتهم نفسها بالكبر اوالعجز اوأنها غير مرغوبه وثبت علميا أنه سن النضج و أكتمال العقل والتوازن النفسي والعقلي والعاطفي. لا ننكر صعوبة الظروف التي تعيشها جميع الدول العربيه و السعي و راء الرزق جعل الجميع يلهث في الحياه ولكن اذا اهملنا الجزء النفسي و العاطفي في حياتنا أصبحنا كالتماثيل أوأداه تحقق هدف بلا اي مشاعر كلا منا بحاجة ماسه الي إشباع فراغه العاطفي، فهو ليس عيبا فهو موجود لدى كل منا بدرجات متفاوته فمن حق الأنسان أن يشبع فراغه العاطفى حتى يشعر بانسانيته التى ميزه الله بها على كل مخلوقاته. لم انكر الفراغ العاطفى ولكن يجب أن نبحث عن الطريق الصحيح لأشباعه داخل الأسرة, أيها الرجل زوجتك بحاجة الي أن تشعرها بأنها دائما مرغوبه في اي منصب كانت لا تنسى انها كالورده تذبل أن اهملتها فلا تجعل غيرك يرويها بكلماته فهي تحتاج لكلماتك ونظراتك انت فذلك يشبع فراغها العاطفي فالاحتياج العاطفي للمرأه شعور فطري .وأنت ايها المرأه زوجك يحتاجك حبيبة وأم وزوجة وصديقة فاذا افتقد واحدة منهن فتأكدى انه سيبحث عنها مع اخرى حتى يشبع فراغه العاطفى من هذه الناحية فاحذرى أن تتركى له فراغا والزوجة الذكية هى التى تعرف احتياجات زوجها العاطفيه. شيئ مؤسف ان يعيش الانسان محروم عاطفيا والطرف الآخر لايشعر به ولايحس بمعاناته العاطفية من المحزن ان الكثير منا يقلل من قيمة العاطفه وما تعنيه للإنسان وكيف يمكن ان تؤثر على من يفتقدها. إن لم تكن تشعر بالفراغ او الجوع العاطفي فاحمد الله سبحانه وتعالى ولكن علينا ان نتذكر جميعا رجالا و نساءا أن هناك من هم بحاجة ماسة لكي نشبعهم بعطفنا وحناننا الذى نختزنه ونمنحهم بعضا من وقتنا. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد