لا كرامة لدولة متحضرة إلا بالصرامة في تطبيق القانون, والتعامل مع الخارجين علي النظام, والصرامة هي الحزم والجدية, والدول المتحضرة اليوم.. التي يشاد بحضارتها وتقدمها. طبقت الصرامة في تعاملها مع مواطنيها في البداية, حتي أصبح سلوكهم حضاريا, بمعني أن الشعوب في البداية مثل الأطفال لابد من التعليم والثواب والعقاب وشيء من الجدية والصرامة حتي يصبح السلوك الحضاري سلوكا عاديا لا يمكن الاستغناء عنه. من هنا فنحن نحتاج بعد ثورتنا الرائعة في الخامس والعشرين من يناير2011 إلي شيء من الصرامة حتي نعيد لمصر أمنها وأمانها, واقتصادها المدمر, وعلاقات الناس ببعضها. إننا إذا كنا نوافق علي تظاهرات فئات الشعب من أجل الحصول علي حقوقهم الضائعة, التي أضاعها النظام السابق, فإننا لا نوافق علي التظاهرات الأخري التي تقوم من أجل ترشيح هذا أو ذاك, ثم انتقلت هذه التظاهرات إلي مشاجرات, وحرب أهلية, وحرق, وتدمير, وتعطيل المواصلات, وإغلاق البنوك والمدارس والمتاجر, وترويع المواطنين, بل حبسهم في بيوتهم, كما حدث أخيرا في العباسية. إن ما شهدته هذه المنطقة لهو جريمة مدبرة يجب أن يحاسب كل من اشترك فيها. ثم أين كرامة مصر في كل ما حد,ث, إننا أسأنا كثيرا لبلدنا ولمصرنا العظيمة المحروسة, لأننا لم نستخدم الصرامة الواجبة في التعامل مع المجرمين المتسللين داخل المتظاهرين, والذين أساءوا إلي مصر أكثر من الدعاية الخارجية التي تدفع الملايين للهدف نفسه, أعطينا وقدمنا لأعدائنا الفرصة لكي يشمتوا فينا, ويعرضوا صورا لما يحدث في العباسية دليلا علي انهيار مصر وتخلفها. ويخرج علينا السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري بتصريح يقول فيه: حق التظاهر مكفول للجميع, بما لا يضر بالمصلحة العامة وأمن البلاد, ويتساءل رجل الشارع: وهل ما حدث في العباسية لا يضر بالمصلحة العامة وأمن البلاد؟ هل قتل نحو سبعة أشخاص وإصابة المئات واقتحام مستشفي دار الشفاء, وترويع المرضي بداخله لا يضر بالمصلحة العامة وأمن البلاد؟! ثم يخرج علينا السيد الفريق سامي عنان, رئيس الأركان ليعلن: لن نسمح بإسقاط وزارة الدفاع, والعباسية ليست المكان المناسب للتظاهر, لا علاقة لنا بأحداث العباسية, ولم ولن نمارس العنف ضد أحد! وكاتب هذه السطور يتساءل: إذا كنت لا تسمح بسقوط وزارة الدفاع, وإذا كانت العباسية ليست المكان المناسب للتظاهر, فلماذا تركتم المتظاهرين عشر ساعات يعيثون فسادا وتدميرا وحرقا وخرقا وقتلا في خلق الله, وتعطيل مترو الأنفاق, وإغلاق المتاجر والمدارس والبنوك هناك؟! ألم تدفعكم كرامة مصر التي هي كرامتكم أن تطبقوا الصرامة في منع المتظاهرين منذ البداية علي التجمهر والتظاهر, والعبث بكرامة الدولة والمواطنين؟ ألا تملكوا القوة وأنتم أمل مصر في الدفاع عن حدودها وكرامتها لفض تلك المظاهرات من البداية حتي لا يحدث ما حدث من جرائم تسيء إلي مصر وكرامة مصر؟! العجيب أن يقول السيد الفريق سامي عنان بعد ذلك: لا علاقة لنا بأحداث العباسية, ولم ولن نمارس العنف ضد أحد! ما هذا الكلام ياسيدي الفريق سامي عنان؟ أليس أمن مصر وكرامتها وأمانها ومسئوليتها الآن في هذه الفترة الحرجة والعصيبة مسئوليتكم؟ إنكم أعلي سلطة في البلاد, ونحن نشعر بالأمن والأمان في وجودكم, وبفضل نظامكم المعروف في الجيش بالصرامة, فأين الصرامة التي اشتهرتم بها في تحقيق كرامة مصر وكرامة المواطن؟ ثم من نسأل أن يحقق لنا الأمن والوجود والحياة غير الخالق العظيم, وأنتم حماة الوطن في الخارج والداخل؟ إننا نحتاج من المجلس العسكري الذي يحكمنا الآن, أن يمارس حقه في تحقيق الكرامة ولو عن طريق الصرامة. المزيد من مقالات فايز فرح