نجح العلماء فى استنساخ أشياء كثيرة حتى اقتربوا فى لحظة من استنساخ البشر ولكن المؤسسات الدينية فى العالم وقفت أمام هذه المحاولات وحرمتها تحريما كاملا..وإذا كانت هناك أشياء يمكن استنساخها فهناك أشياء أخرى من الصعب بل من المستحيل ان تنجح..ان الزمن لا يقبل أبدا نظرية الاستنساخ هل تستطيع ان تستعيد يوما واحدا بكل تفاصيله وأحداثه من دفاتر ذكرياتك حاول ان تفعل ذلك اذهب إلى نفس الأماكن واجمع نفس الأشخاص واختر نفس التوقيت وارتدى نفس الثياب واجلس على نفس المنضدة واسمع نفس الأغنية وشاهد النيل يتدفق أمامك وحاول ان ترى نفس الوجه الذى أحببت..واسأل نفسك اين المشاعر..كل الأشياء استرجعتها ولكن هناك شيئا لم تستطع استنساخه وهو الإحساس..كل الأشياء عادت ولكن إحساسنا بها انتهى..تستطيع ان تشترى نفس الأشياء ولكن من اين تسترد العمر والزمن..ان أفضل الأشياء ان يعيش الإنسان زمانه ولا يفكر ابدأ فى ان يستعيد عمرا مضى..قد تجد نفسك أمام إنسان كان يوما يمتلك كل شئ فيك وانتهت رحلة المشاعر وبدأ مشوار البعد والنسيان لتجده أمامك يوما وقد غاب كل شئ غابت الأشواق والحنين واللهفة ولم يبق غير الصمت والسكون وتتصافح الأيدى وتسرى برودة الزمن فى كل شئ وترى الملامح غير الملامح والعيون غير العيون وتسأل نفسك أين الحب القديم وتكتشف ان الحب كائن حى تسرى عليه كل الظواهر التى يمر بها البشر انه الطفل الصغير يولد بين قلبين وهو الصبى المتمرد وهو الشاب اليافع وهو الشيخ العجوز..وهو أيضا الذكرى المنسية..لا تتعجب اذا وجدت نفسك تحلق وحيدا خلف ذكريات منسية وإذا لم تنس أنت فسوف تجد غيرك قد نسى..ولهذا انصح دائما بالا يحاول الإنسان ان يستنسخ يوما من عمره أو ساعة فرح عاشها أو لقاء عابرا يأبى ان يعود ان الأفضل دائما ان نترك الأشياء والأيام والذكريات لحال سبيلها ولا نلقى عليها أحلامنا المستحيلة لأن الذى مضى لن يعود وعلينا ان نفكر فى القادم قد يكون أجمل وأحلى وربما يغنينا عن كل ذكرياتنا الراحلة..ان اكتشاف الأشياء الجديدة أفضل كثيرا من استنساخ وجوه أو أيام مضت [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة