أكد علاء رشدى سفير مصر فى البرازيل العلاقات المتميزة بين القاهرةوبرازيليا على كافة المستويات، مشيرا إلى أن قرب دخول اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول تجمع الميركسور حيز النفاذ سيؤدى إلى زيادة الاستثمارات البرازيلية إلى مصر . كما أوضح خلال حواره للأهرام أن تدشين خط طيران مباشر بين مصر والبرازيل سيكون له أثر كبير فى دفع العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية قدما إلى الأمام. وأشار لزيارة وفد برازيلى كبير من رجال الأعمال الى مصر قريبا ..وكان لنا معه هذا الحوار: كيف تقيمون العلاقات بين القاهرةوبرازيليا فى ضوء اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول الميركسور؟ العلاقات بين مصر والبرازيل قديمة جدا، تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي، وهى علاقات سياسية قوية، وهناك تنسيق بين البلدين على المستوى الثنائي، وفى المحافل الدولية، بما فى ذلك تبادل التأييد فى الترشيحات للمناصب الدولية، وكان على رأسها تأييد البرازيل لعضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن2016-2017.. بالإضافة إلى ذلك توجد علاقات تجارية واقتصادية قوية بين البلدين ، كما يوجد عدد من الإستثمارات البرازيلية الكبيرة فى مصر، إلى جانب أن حجم التبادل التجارى بين البلدين كبير، وإن كان فى صالح البرازيل، وهناك فرص واعدة لزيادة هذا الحجم فى المستقبل القريب وتقليل الفجوة بين الميزان التجارى لصالح مصر. ومن الأهمية بمكان فى الوقت الحالى تعزيز هذا التعاون خاصة فى المجال الاقتصادي، وتأتى هنا أهمية قيام البرازيل كأول دولة فى دول تجمع الميركسور (البرازيل، الأرجنتين ،البارجواي، الأورجواي، فنزويلا) بالتصديق على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول التجمع فى أكتوبر الماضى ، ثم تلتها كل من الأورجواى والبارجواى قبل نهاية 2015.. حيث تبقى الأرجنتين فقط وننتظر انتهاءها من عملية التصديق حتى تدخل الاتفاقية حيز النفاذ. وسوف يكون للاتفاقية مردود كبير فى تعزيز التبادل التجارى بين مصر ودول التجمع، بالإضافة إلى تشجيع الشركات البرازيلية للاستثمار فى مصر كونها مدخلا للعديد من التجمعات الاقتصادية والاقليمية وعلى رأسها الكوميسا. وما هى آليات تعزيز وتسهيل هذا التعاون؟ بالتوازى مع دخول اتفاقية التجارة الحرة بين مصر و دول تجمع الميركسور حيز النفاذ سيكون من المهم جدا إيجاد البيئة المواتية لتعزيز التبادل التجارى والاستثمار، ومن بين هذه الإجراءات أهمية تدشين خط طيران مباشر بين مصر كمركز يخدم خطوط الطيران فى إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط و البرازيل التى تعد مركزا لخطوط الطيران مع دول أمريكا اللاتينية. وفى كافة لقاءاتى مع المسئولين فى وزارات الخارجية والتجارة الخارجية والسياحة أكدوا جميعا اهتمام البرازيل بفتح خط طيران مباشر، وأن ذلك سيكون له أثر إيجابى كبير فى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية. وفى هذا الإطار تم إعداد اتفاقية لمنع الازدواج الضريبى فى مجال الطيران المدنى بين مصر والبرازيل وهى جاهزة للتوقيع فى اقرب فرصة، بالإضافة إلى ذلك، فمما لا شك فيه فإن خط الطيران المباشر سيشجع أيضا السياحة البرازيلية إلى مصر، حيث أنه طبقا لإحصائيات شركات السياحة البرازيلية خلال موسم الإجازات احتلت مصر المرتبة الخامسة كمقصد للسياحة البرازيلية، فما بالنا إذا كانت هناك رحلات على خطوط مباشرة بين البلدين. هل هناك جديد بخصوص عقد مجلس رجال الأعمال المشترك؟ أود الإشارة أولا إلى أن الوزير طارق قابيل قد التقى وزير الخارجية البرازيلى ماريو فييرا على هامش المؤتمر الوزارى العاشر لمنظمة التجارة العالمية الذى عقد فى نيروبي، حيث بحث الوزيران سبل تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين وأهمية تذليل العقبات أمام حركة التجارة، وتنشيط الاستثمارات المتبادلة وعقد مجلس رجال الأعمال المشترك فى أقرب وقت. وقد انتهى وزير الصناعة والتجارة الخارجية بالفعل من تعيين الجانب المصرى من مجلس رجال الأعمال بين البلدين برئاسة المهندس عماد السويدي، وجار استكمال تعيين الجانب البرازيلى من المجلس، وفى هذا الإطار التقيت منذ فترة وجيزة وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلى أرماندو مونتيرو، وأطلعته على استعداد الجانب المصري، وطلبت منه سرعة تشكيل الجانب البرازيلى للمجلس، وهو ما أمّن عليه مونتيرو، وأشار إلى الأهمية التى توليها برازيليا للتعاون الإقتصادى مع مصر، وأكد أنه جار تشكيل الجانب البرازيلى من المجلس. وجدير بالذكر ان تفعيل المجلس مع قرب دخول اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول تجمع الميركسور حيز النفاذ سيعطى زخما كبيرا للتعاون الاقتصادى بين البلدين. هل هناك زيارات متبادلة بين البلدين فى هذا الإطار قريبا؟ بالفعل جار الإعداد لزيارة وفد من رجال الأعمال البرازيليين إلى مصر بالتنسيق بين السفارة المصرية والمكتب التجارى المصرى فى ساوباولو وهيئة تنشيط الإستثمار فى البرازيل، وربما تشهد هذه الزيارة رئاسة وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية أرماندو مونتيرو الوفد البرازيلي، كما يجرى حاليًا الإعداد لدعوة إنريك إدواردو آلفز وزير السياحة البرازيلى لزيارة مصر قريبًا.