وكأنه أراد أن يحتفل بعيد الشرطة بطريقة مختلفة وبدلا من أن يتعهد بالكلام والعبارات المنمقة عن الوطنية والتضحية طبقها بالفعل علي أرض الواقع ضاربا أروع المثل في الفداء .. إنه الشهيد رقيب الشرطة محمود عبد الواحد السيد 34 سنة إبن عزبة رفعت بقرية الزهيري، التابعة لمركز بني عبيد بالدقهلية والذي استشهد في ميدان العتلاوي بالعريش . محمود لم تبكه العيون ولكن قلوب الآلاف الذين صبوا اللعنات علي الإرهابيين والتكفيريين المارقين الحاقدين ، أما هو ففي جنات الخلد بإذن الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ففي جنازة شعبية وعسكرية مهيبة ودع أبناء الدقهلية الشهيد محمود يتقدمهم اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية جثمان الشهيد ملفوفا بعلم مصر وسط هتافات مؤيدة للجيش والشرطة ومناهضة للإخوان والإرهاب. والشهيد متزوج ولديه طفلان هما آدم عمره 4 أعوام، ومحمد عمره عامان، كان يعول والده ووالدته الكبيرين في السن. قالت والدة الشهيد : « ابني كلمني قبل ما يموت بعشر دقايق وقالي سلام يا أمي سلام يا أمي، ثم انهمرت في البكاء: أعمل إيه عنده أطفال ونحن غلابة وعلي قد حالنا وماشيين بالعافية «. أما شقيقة الشهيد محمود فقالت بحرقة : حق أخويا هايخده الرئيس السيسي، أخي مات وهو يحمي تراب الوطن، ويحمي ثورة يونيو، وحقه عند الرئيس السيسي، فوضناه يجيب دم أخويا، معدش لينا حد، هو اللي كان بيسأل عني وبيراعيني ويودني، أنا بقيت من بعده يتيمة». بينما قالت زوجة الشهيد:» اتصل بي قبل استشهاده بساعات ليطمئن علي وعلي الأولاد، وقال لي أنا كويس متخافيش عليا انا بخير وهافضل بخير، خدي بالك انتي من العيال ومتخليهمش محتاجين حاجة» .