وسط هتافات مدوية وصواريخ نارية في كثير من الأوقات, قضت القوي الثورية المعتصمة بالعباسية ليلتها استعدادا لمليونية اليوم التي اختلفوا علي تسميتها ما بين جمعة الزحف وجمعة النهاية. وكان انضمام وجوه جديدة للمعتصمين بالعباسية بعد الأحداث الدامية التي شهدها الاعتصام خلال اليومين الماضيين للمشاركة في المليونية في مشهد يعيد للأذهان حسب وصف المعتصمين أحداث ما بعد موقعة الجمل في بدايات الثورة. أما بالنسبة للرؤي في كيفية التعامل مع الجانب الآخر أي العسكري فقد ظهر اختلاف بين المعتصمين, حيث كان هناك طرف يهاجم بألفاظ نابية أفراد القوات المسلحة المتواجدين لتأمين وزارة الدفاع خلف الأسلاك الشائكة الفاصلة بينهم وبين المعتصمين, وطرف آخر يرفض تلك الطريقة منادين بسلمية.. سلمية, مما أوجد عددا من المشادات بين الطرفين. وتحت شعار عودة روح ميدان التحرير في اعتصام العباسية جاءت الاستعدادات لمليونية اليوم وفقا لأحد منظمي الاعتصام من التيار السلفي أنهم بصدد تجهيز مظلات لحماية المعتصمين من حرارة الشمس, وتنظيم منافذ الدخول والخروج واللجان الشعبية لحماية المليونية من أي اختراق, كذلك تجهيز اللافتات التي تحمل مطالب المعتصمين المتمثلة في حل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية, وتسليم المجلس العسكري للسلطة, وإلغاء المادة82, وتفعيل قرارات البرلمان. وقد عبرت عن تلك الروح إحدي اللافتات التي حملت عبارات سئمنا الخلاف.. دائرة الميدان تجمعنا كلنا, حيث أكد المعتصمون أنهم لن يغادروا المكان حتي تتحقق المطالب جميعها, موضحين أنه لا توجد أي نوايا لمحاولة اقتحام وزارة الدفاع, أو أي شكل من أشكال التصعيد غير السلمي. أما من ناحية الاستعدادات الطبية بالمستشفيات الميدانية فقد أكد الدكتور علاء محمد عبدالله التزام الطاقم الطبي بالحضور لأداء واجبهم إزاء حالات الإصابات خاصة بعدما رفضت مستشفيات استقبال المصابين طوال الأيام الماضية, مشيرا إلي أنه علي الرغم من رفض بعض الأطباء للاعتصام مع التيارات الدينية في حد ذاته, إلا أن الضمير المهني هو الذي يدفع بنا للتواجد في الأساس.