لا يختلف مشهد جرجرة عادل إمام إلي المحاكم عن مشهد جرجرة تيار الإسلام السياسي والعسكر البلاد كلها الي مزيد من الصراع والتأزم والشد والتجاذب كما لا يختلف عن المشهد الجامع لما يجري في مصر فنظرية الجرجرة باتت هي المسيطرة مع إختلاف النوايا من أول جرجرة الشيخ حازم أبوإسماعيل لمريديه حتي احتلوا الشوارع مرورا بجرجرة الإخوان المسلمين للبرلمان حتي تعليق جلساته نكاية في المجلس العسكري الذي يرفض منحهم رئاسة الحكومة وفي نفس الوقت يريد منهم الإسراع بوضع الدستور وبالتعليق يعطلون ذلك ؟!. وتعد جرجرة عادل إمام نموذجا معبرا لشرح النظرية, وهي قائمة علي التشفي والثأرية في التعامل بين الأطياف والإرادات والأفراد, فضلا عن مفهوم فيها يا اخفيها. فعادل إمام ليس ضحية خالصة فيما تعرض له مؤخرا من جرجرة إلي المحاكم بدعوي ازدرائه للإسلام في بعض أفلامه ولكنه يدفع ثمن دخوله طرفا في لعبة النظام السابق الذي احتمي به برغم ديكتاتوريته ودافع عنه بدعوي حماية المجتمع المدني وخوفا من الإسلاميين, بينما هذا الديكتاتور يسحق صباح مساء هذا المجتمع قمعا وتسلطا,وربما يدفع أيضا ثمن قربه من عائلة الديكتاتور المخلوع وموقفه المعارض لثورة يناير!.. علي أي حال كان علي الذين جرجروه أن يفرقوا بين موقفه السياسي ومحاسبته عليه بالفكر والحجة ولا ينبغي الاقتراب من فنه مهما اختلفنا معه او اتفقنا فيظل فنا يعبر عن وجهة نظر كاتب او حتي الفنان ذاته ليبقي الابداع خارج الصراع السياسي ولكن أصاب المجرجرين داء العظمة قبل أن يتمكنوا من كامل السلطة وظنوا أنهم مبعوثو العناية الإلاهية لتطهير البلاد والعباد من الزنادقة وقليلي الأدب حسب اعتقادهم بينما كل شيء نسبي فيما عدا الإيمان بالله الواحد ورسله. كما أنه يجب ألا يمارس هؤلاء القمع الثقافي لأنه كأي قمع يضعفهم هم قبل إضعاف خصومهم.. فاشاعة مناخ القمع كفيل بانتاج نظام ديكتاتوري يجعلنا وقتها حاكم ومحكوم في انتظار ثورة أخري؟! المزيد من مقالات ايمن المهدى