من طرائف "العقلانيين" العرب قولهم إن أحداث سبتمبر عام 2001 ، غيرت من نظرة الغرب للإسلام و المسلمين و العرب ، و جعلته ينظر إليهم جميعا نظرة "وحشة" ! بالطبع لسنا هنا بصدد مناقشة "الحدث" ، فلقد قتل بحثا و أدانه الأسوياء من المسلمين ، و لكننا بصدد هذا التضليل الذي يفترض الإنصاف و العدل في رؤية الغرب إزاء العرب و المسلمين و قضاياهم . و كأن الولاياتالمتحدةالأمريكية و شقيقاتها في العالم الغربي كانوا قبل أحداث سبتمبر ، أكثر عطفا و حنوا و حبا في الإسلام و المسلمين ، ثم جاء تدمير برجي التجارة ، ليدمر هذه النظرة الودودة الحانية ، و ليحل محلها كراهية الإسلام و كل ما يتصل به من قول و اسم و عمل ! العقلانيون و السياسيون الرسميون العرب أصحاب السمو و الفخامة و الجلالة يرون ضرورة تحسين صورة الإسلام في الغرب و التي أساء إليها بن لادن و الظواهري و أنهم هم وحدهم القادرون طبعا ب"عقلانيتهم" و "استنارتهم" على تولي هذه المهمة "الجهادية" الكبيرة ! بعض الأنطمة العربية تعاملت مع "الحدث" بانتهازية رخيصة و تاجرت مثلها مثل بوش بدماء أكثر من 3000 ضحية قضوا في البرجين المنكوبين .. إذ تبادروا على واشنطن ، كل يريد أن ينال عار السبق في خدمة سيد البيت الأبيض ، و بات واضحا أن غاية المراد هو تحسين صورة النظام و ليس صورة الإسلام .! كانت القرابين جاهزة بقرارات الاعتقالات في مقار وزراء الداخلية العرب ، تمهيدا لذبحها على عتبات البيت الأبيض المقدس ، تقربا لولي النعمة و حامي العروش و الكروش مبعوث العناية الأمريكية السيد بوش و حوارييه من اللوبي المسيحي الصهيوني ! غالبية أصحاب الفخامة ، كانوا على استعداد لعمل أي شئ ، و التضحية بكل شئ ، حتى و إن وصل الأمر إلى أغلى و أعز ما يملك الإنسان و هو دينه و عقيدته ، المهم أن يبقى هو على العرش ، حتى و إن راحت الأمة في "ستين داهية" . من أطرف ما في هذا المشهد البائس أيضا ، أن الزعيم العربي يبرر "ذبحه" ل"المتطرفين" الإسلاميين ، بالزعم أنهم أساءوا إلى الإسلام السمح ، و أنه ما فعل فعلته إلا حماية للإسلام و صونا لسماحته و سمعته ! بينما وجوده هو على رأس السلطة بالعقود و اغتصابه لها بالانقلاب أو التزوير أو بفرض نفسه على الناس بالقمع و الإرهاب البوليسي هو أكبر إساءة للإسلام ، فهو في النهاية "حاكم مسلم" يسدد الإسلام فاتورة استبداده و ديكتاتوريته من سمعته و سمعة نظرية الحكم في الإسلام التي ترتكز على التراضي و التعاقد بين الأمة و الرئيس . لقد نشرت الصحف منذ ثلاث سنوات خبرا كان بحق فضيحة ، يُخجل كل عربي أو مسلم ، مفاده أن زعيما عربيا لدولة عربية أفريقية نفطية ، نقلت 9 طائرات "نقل عملاقة" متاعه إلى السودان عشية سفره إلى الخرطوم لحضور مؤتمر عقد بالعاصمة السودانية في ذلك الوقت!! و تكلفت هذه العملية الكاريكاتورية المضحكة ملايين الدولارات من مال شعبه "السايب" الذي يرتع فيه هذا الزعيم هو وعائلته بلا حسيب أو رقيب ما يقرب من 35 عاما و لا يزال حتى الآن ! . إن أمثال هؤلاء الحكام هم الذين يسيئون للإسلام .. و الإسلام من تصرفاتهم و نهبهم شعوبهم و قمعهم له براء ، لقد باتت تصرفاتهم محل تهكم و سخرية و ازدراء من العالم المتحضر ، و يدفع ثمن ذلك كله الشعب العربي و هو من أرقى و انبل شعوب العالم ، و لا يسئ إليه و إلى دينه إلا أمثال هؤلا الديكتاتوريين. [email protected]