عندما يسأل أي زوج عن دوره في تكوين الأسرة يكون جوابه في الغالب أنا الذي يأتي بالمال, وماذا عن الزوجة؟ فيجيب علي الفور: هي من تقوم بصرفه فورا. فهل لهذا السبب يكذب الكثير من الأزواج علي زوجاتهم حول حقيقة ما يكسبون من أموال؟ هذا السؤال طرحته دراسة طريفة أعدها مركز الأسرة, وشملت300 رجل متزوج وغير متزوج أوضحت من خلالها أن93% من الرجال يكذبون بشأن رواتبهم متعمدين الكذب ومصرين عليه, وبطريقة منظمة, وكأن الأمر حقيقة متعارف عليها يتبعها جميع الرجال, وأنه سرهم الخاص الذي لا يجوز الكشف عليه لأحد, ليبقي لديهم هامش للادخار بعيدا عن عيون الزوجات, دون النظر للهدف من هذا التكتم. ولكن.. لماذا يكذبون؟ سؤال طرحته الدراسة وأجابت عنه الدكتورة وفاء البكري, أستاذة علم الاجتماع والمشرفة عليها, فالشراكة والصراحة بين الزوجين مبعث للمحبة والثقة بينهما, ولكن هذا لم يمنع غالبية الأزواج من إخفاء حقيقة رواتبهم, والدوافع تتلخص في عدة أسباب: * يري الزوج نفسه صمام الأمان لأسرته, وعليه أن يدخر جزءا من دخله تحسبا للطوارئ ولتأمين مستقبل أفضل لنفسه وأسرته. * كثير من الأزواج يعتقدون أن زوجاتهم لن يرضين وسيقمن الدنيا ولن يقعدنها, إن علمن بادخار الزوج جزءا من راتبه. * معظم الأزواج أكدوا أن مطالب الزوجة تزداد إن علمت بوجود دخل إضافي أو علاوة علي الطريق, مشيرين إلي هوايتها المفضلة في التسوق والتبذير. * نسبة منهم يرغبون في النفقة علي والديهم أو أحد أفراد أسرتهم بمبلغ من الدخل بعيدا عن عيون الزوجة والحرج لو علمت. * آخرون يتكتمون حقيقة دخلهم لينفقوا علي متعلقاتهم الشخصية وسهراتهم مع الأصدقاء دون محاسبة أحد. * بعضهم يلجأ لإخفاء قدر من دخله علي زوجته العاملة, دعوة لها للمشاركة بدلا من ادخار معظم دخلها ما دامت تتغيب عن المنزل. البعض يفصحون أما الأزواج الذين يفصحون عن حقيقة رواتبهم ودخلهم فهم وكما جاء بالدراسة ثلاثة أنواع: أولا: الزوج الطيب الذي ينظر لزوجته كشريكة له في سفينة الزواج ويخبرها لتتوافق احتياجاتها ومشترياتها مع قدر راتبه دون تجاوز. ثانيا: الزوجان اللذان يعملان بالغربة معا, فيعرفان قدر راتب كل منهما, وينفقان علي معيشتهما ويدخران ما يستطيعان ادخاره معا للمستقبل. ثالثا: الزوج الفقير الذي يكفي راتبه بالكاد الاحتياجات المعيشية لأسرته. وربما كان يمنحها راتبه كاملا ويأخذ مصروفه منها. مسئولية الزوجين معا وفي نهاية الدراسة وضعت صاحبتها عدة معلومات وتوصيات للزوجة, وأخري للزوج علي كل منهما التعرف عليها: للزوجة نقول: # من حقك علي زوجك أن يلبي لك طلباتك, ولكن ليس من حقك التدخل في شئونه المالية. # بقدر حكمتك وعقلانيتك تستطيعين التأثير علي قرار زوجك بالإفصاح عن دخله أو إخفائه. # هل تعرفين انه أحيانا لا ينطق بالحقيقة عن راتبه كنوع من استعراض الرجولة, حتي تلجئي إليه وقت الشدة. # اعتقاده أنك قد تعشقين المظاهر بغض النظر عن إمكانياته. للزوج نقول: # زوجتك هي الشريك والرفيق في رحلة العمر الطويلة, ولابد أن تحترم كيانها وتقدر تفكيرها وتطلعها علي كل كبيرة وصغيرة في حياتك. # إخفاؤك المال عنها يفقدك صلتك بها ويشعرها بالخوف وعدم الأمان تجاهك. # اعرف أن الكذب عادة سلبية يترتب عليها مشاكل اجتماعية كبيرة, بينما الكذب عند المرأة إحدي وسائلها لرد القهر عنها, ولإحساسها بعدم المساواة. # صفات المرأة وعاداتها وأسلوب تربيتها يختلف من واحدة لأخري.. فليست كل النساء مبذرات أو لا يستطعن التحكم في رغبات الشراء والاستهلاك.