لم تسلم جامعة عين شمس من التأثر بمايحدث بجوارها حيث تم إغلاق شارع الخليفة المأمون من جميع الاتجاهات وتعطلت الامتحانات بكليات الجامعة واستهدف الأساتذة والطلاب من جانب المتظاهرين أمام وزارة الدفاع يتعرض الأساتذة للاعتداء وتحطيم سياراتهم والرشق بالحجارة, كما تعرض سور الجامعة نفسه للتحطيم. ووصفت الدكتورة سوسن الغزالي أستاذ ورائدة الطب السلوكي بجامعة عين شمس هذه المشاهد بالغوغائية. وقالت هؤلاء ينتمون إلي مايسمي بنظرية تدمير الذات. وتؤكد الدكتور سوسن ان السلمية تنتفي مع وجود الحشود فلا يمكن ان يكون هناك حشد ويكون كل من ينتمون إليه متجانسين في السلوك.. فالحشود دائما لاتتحكم في اتجاهاتها أو تصرفاتها أو انفعالاتها وكثيرا مايعتبرون ان الهجوم علي الآخر هو الثورية فينقلب الأمر الذي في ظاهره سلمي إلي عنف ودماء..ويتابع الجميع علي الفضائيات وأنا احدهم المكان مليء بالدماء.. ولهذا أري أنه لابد من فض هذا الاعتصام الذي يتسبب في قطع الطرق والزحام ووقف حال البلد.. وهو مانتج عنه فعلا وقف الامتحانات بالجامعة ثم إني أتساءل.. مهما كانت مطالب هؤلاء المتظاهرين لماذا يلجأون إلي تطويق وزارة الدفاع وإعادة نفس السيناريو الذي حدث بشارع محمد محمود عندما حاول البعض اقتحام الداخلية.. ثم ينتج عن ذلك قتلي يسمونهم شهداء وانا اري ان هذه ليست شهادة وإنما هذا لايخرج عن سلوك لتدمير الذات, كما أنه لابد أن نفهم فكرة الاعتصام والجمهرة والتظاهر كحق من حقوق الإنسان يكون للمتعلمين والحكماء وليس للغوغاء.. وقد آن الأوان ان نعطي للمسميات حقيقتها ولا ننجرف وراء اهواء غير حقيقية بحكم سياسة القطيع.. وأن ماحدث في رأيي بعد ثورة25 يناير هو الفوضي بكل المقاييس ينتج عن هذه الفوضي الفراغ الاخلاقي والفراغ الامني والانفلات وتعطيل مصلحة العباد كما يحدث في الجامعة حاليا. وأري أنه لابد من حلول مجتمعة بأن نكون صرحاء مع أنفسنا ونقيم وتقييما موضوعيا.. وان علي كل قيادة ان تقوم بدورها تجاه هذا الانفلات والغضب السلوكي الذي يعم كل الاتجاهات. وتري الدكتورة سوسن الغزالي ان أول مواجهة لهذا هو تحقيق العدالة الاجتماعية حتي لايجد بعض المهمشين والمظلومين طريقهم إلي هذه الحركات للتعبير عما بداخلهم من ظلم.. وان أول بنود تحقيق العدالة الاجتماعية هو إقرار الحد الادني والاقصي للأجور. أما دكتور محمد فريد أستاذ جراحة العظام بجامعة عين شمس فيتعجب من عدد القتلي في هذه الأحداث قائلا: كيف يقتل11 شخصا علي قضية محلولة هذا إذا كانت هناك قضية من الأصل!! من يذهبون ليعتدوا علي مؤسسة مدنية أو عسكرية جاعلين من أنفسهم ميليشيات في رأيي هم ليسوا معتصمين أو أصحاب حق ولكنهم خارجون علي القانون, فكل من اعتدي بطوبة أو بمولوتوف أو بأي أداة علي الأهالي العزل هم آثمون ويجب ان يحاسبوا. ونحن كأساتذة بالجامعة تعرضنا للقذف بالطوب وتكسير سياراتنا وقطع الطريق أمامنا وأنا شخصيا لم أتمكن من الوصول إلي عيادتي التي تقع بالعباسية منذ اسبوع وهذا أمر غير إنساني لأن هناك أرواح مواطنين تجري لهم جراحات ويحتاجون إلي مناظرات وبعضهم يتعرض للخطر نتيجة عدم مناظرتهم أضف إلي ذلك توقف الامتحانات منذ الأربعاء الماضي