كانت الرياضة ومازالت أحد أركان العلاقات المتميزة بين مصر والصين، حيث بدأ التعاون الرياضى ولقاءات الفرق الرياضية ومنتخبات البلدين منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين القاهرةوبكين قبل 60 عاما من الآن، ومازالت الرياضة أحد مجالات التقارب المصرى الصينى. لعبة العمالقة (كرة السلة) كانت أولى اللعبات التى شهدت لقاءات لفريقين من مصر والصين، حينما التقى منتحب مصر للعبة مع فريق بكين فى مباراة ودية يوم 23 من أغسطس 1957، وقد حضر اللقاء فى العاصمة الصينية رئيس مجلس الدولة (الوزراء) الصينى فى ذلك الوقت شواين لاى، وأول سفير لمصر لدى بكين حسن رجب، وقد شهد اللقاء حضورا جماهيريا كبيرا. وتعد "تنس الطاولة" من أكثر اللعبات الرياضية التى تشهد تعاونا بين مصر والصين، حيث عادة ما يكون مدرب منتخب مصر لتنس الطاولة من الصينيين، لأنهم أمهر من لعبوا هذه اللعبة، ويحتكرون بطولاتها الدولية العالمية تقريبا، كما ينظم المنتخب المصرى معظم معسكراته فى الصين، ويخوض مباريات ودية هناك مع الفرق المختلفة، وقد كانت أول زيارة لمنتخب تنس الطاولة الصينى إلى مصر فى منتصف الستينات، حيث خاض مباريات ضد المنتخب المصرى، فى إطار استعدادات كل منهما للبطولات القارية. ولم تكن الساحرة المستديرة (كرة القدم) بعيدة عن المشهد الرياضى المصرى- الصينى، ولعل أبرز الأحداث التى لا تزال عالقة فى الأذهان بطولة سور الصين العظيم، التى شارك فيها جيل الموهوبين فى مصر بقيادة مارادونا النيل طاهر أبو زيد عام 1981، بعد انتهاء بطولة كأس العالم للناشئين فى أستراليا، تحت قيادة المدير الفنى هانى مصطفي، حيث حقق صغار الفراعنة الفوز على منتخبات الصينوأستراليا وأمريكا. وتكرر السيناريو نفسه فى إطار بطولة كأس الحضارات الكبرى الدولية الودية لكرة القدم، التى استضافتها إيران عام 2001، وفاز المنتخب المصرى على نظيره الصينى بنتيجة 3/2 بالركلات الترجيحية. كما نجح المنتخب الأوليمبى بقيادة حسام البدرى فى تحقيق الفوز على المنتخب الصينى ب3 أهداف مقابل هدف فى اللقاء الودى الثانى الذى جمعهما بالصين، حيث أحرز رمضان صبحى "هدفين" للمنتخب الأوليمبى فى الدقيقة 25 و36 من الشوط الأول، ومحمد سالم الهدف الثالث فى الدقيقة 52، بينما جاء هدف المنتخب الصينى فى الدقيقة 68، وكان المنتخب الأوليمبى قد تعادل 2/2 أمام الصين فى اللقاء الودى الأول الذى أقيم بمدينة شينج جو. وعلى صعيد البروتوكولات فى مجال الرياضة بين مصر والصين، فقد شهد شهر نوفمبر من عام 1997 توقيع اتفاقية التبادل الرياضى بين اللجنة الأوليمبية المصرية واللجنة الأوليمبية الصينية، كما أبرم اتحاد الجولف برئاسة المهندس أيمن حسين مؤخرا بروتوكول تعاون بين مصر والصين فى اللعبة، لتنمية اللعبة وتبادل الوفود بين البلدين وتنشيط سياحة الجولف، وفتح أسواق جديدة بين البلدين. كما يوجد تعاون كبير بين كل من مصر والصين فى معظم الرياضات الفردية، وخصوصا الألعاب القتالية مثل الكونغفو والتايكوندو، وغيرها من الألعاب التى تعود أصول ممارستها إلى الصينيين، وتستفيد الفرق المصرية من الخبرات الصينية فى هذه اللعبات، من خلال تنظيم المعسكرات للاعبين فى الصين، أو استقدام مدربين صينيين، وغيرها من مجالات التعاون التى تنظمها اتفاقيات مشتركة وتفاهمات دائمة تحكمها العلاقات الودية بين البلدين.