في 24 يناير الحالى يمر عامان على الحادث الإرهابي الذي استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة ، وتسبب في تدمير متحف الفن الإسلامي بباب الخلق المواجه لها ، «عدسة الأهرام» تجولت داخل المتحف للوقوف على ما تم فيه خلال عامين، فالعمل في المتحف شارف على الانتهاء . وقد بدأ فريق العمل في وضع القطع الأثرية في أماكنها للعرض، حيث تم تركيب معظم الفتارين. الدكتور أحمد الشوكي المشرف العام على المتحف قال : افتتاح المتحف سيكون خلال شهرين ومجلس الدفاع الوطني هو الذي تولى أعمال ترميم المبنى ، أما إعادة تأهيل المتحف وترميم القطع الأثرية وتعديل سيناريو العرض المتحفي فقام به خبراء وفنيون ومرممون مصريون، من ابناء المتحف والعاملين فيه، وأوضح ان التمويل الذي وصل حتى الآن إلى 50 مليون جنيه تم من خلال منحة إماراتية من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، والذي أخذ على عاتقه تحمل نفقات ترميم المتحف بالكامل. وأضاف المشرف العام على المتحف انه تم إجراء بعض التعديلات على سيناريو العرض حتى يشعر الزائر ان هناك اختلافا، و أن السيناريو الجديد سيحتوي على 4000 قطعة ، منها حوالي 2000 قطعة عملة و500 قطعة اثرية تعرض لأول مرة، وتم إضافة 14 فاترينة جديدة، مشيرا إلى أن المتحف به 100 ألف قطعة اثرية، كان معروض منها ضمن سيناريو العرض القديم 1475 قطعة فقط، وأشار إلى انه في البداية تم عقد اجتماع مع العاملين بالمتحف والمتخصصين وتم وضع دراسة بالسلبيات التي كانت موجودة في سيناريو العرض القديم الذي وضعه المصمم الفرنسي ادريان الذي وضع السيناريو عند تطوير المتحف وافتتاحه عام 2010. وأضاف أن السيناريو الحالي عمل عليه جميع العاملين بالمتحف من امناء و مرممين بمساعدة سامح المصري، وهو متخصص في تنفيذ سيناريو العرض المتحفي و له خبرة في عدة متاحف مصرية، مثل متحف المجوهرات بالاسكندرية، ومتحف السويس ومتحف العريش، ومتحف المطار الذي افتتح مؤخرا، كما انه عمل مع ادريان في وضع سيناريو العرض القديم للمتحف. الجديد في المتحف ويضيف د.الشوكي انه تم اضافة قاعة جديدة لأول مرة للمتحف و هي قاعة «السلاح و العملة»، حيث يوجد في المتحف 50 الف قطعة عملة سيعرض منها ما يقرب من 2000 قطعة فريدة في سيناريو العرض الجديد، كما تم وضع سيناريو جديد لقاعة المدخل لتعكس فضل الحضارة الاسلامية و ما قدمته للعالم من إسهامات في كافة المجالات، فسيكون المصحف الأموي في استقبال الزوار و حوله 4 فتارين جديدة كل منها سيحوي قطعة تمثل أساسا من أسس الحضارة الاسلامية، واحدة ستعرض مفتاح الكعبة من عصر الأشرف شعبان وهو من اقدم مفاتيح الكعبة على مستوى العالم، ويرمز الى الحج احد اهم الشعائر الدينية، والثانية ستعرض مشكاة عليها كتابات بالخط الغربي ترمز للغة العربية لتعكس دور العرب في الحضارة الانسانية، اما الفاترينة الثالثة فستعرض إناء من العصر القچاري في إيران و الذي يعكس مساهمة غير العرب في الحضارة الاسلامية، و الفاترينة الرابعة ستعرض استرلاب ليعكس التقدم العلمي و ما قدمته الحضارة الاسلامية في العلم، و بين هذه الفتارين سيقف باب اثري يرمز لمدخل المتحف الذي يحوي كنوزا من الحضارة الإسلامية. وقال الشوكي انه تم الاتفاق على تغطية كافة الفتارين التي كانت مفتوحة السقف لحماية القطع الاثرية من الأتربة، كما تم تغيير مكان بيت الهدايا و المكتبة لتكون خارج مبنى المتحف. واشار الشوكي الى انه من الجديد بالمتحف أيضا إضافة فاترينة لعرض قطع اثرية تخص أسرة محمد علي، بها قطع تعرض لأول مرة مثل مصحف من الذهب الخالص، و قلادة كل من فؤاد و فاروق، بالإضافة إلى وثائق زواج لفاروق، و دعوات لفرحه. اما بالنسبة لقاعة الفن الجنائزي التي تضم شواهد القبور فقد تم تغييرها لأنه لا يوجد فن جنائزي في الفنون الإسلامية، وستخصص القاعة للكتابات وتم تزويدها بمخطوطات تعرض لأول مرة من العصور الإسلامية المختلفة، وكتابات على الخشب والحجر، بالإضافة إلى الكتابات الموجودة على شواهد القبور، كما تم تغيير قاعة الكتابات لتكون قاعة الحياة اليومية و قد تم تعديلها لتظهر كأنها بيت من بيوت ذلك العصر، وستضم الأشياء التي كانت تستخدم في الحياة اليومية في العصر الاسلامي و منها دفاية تعرض لأول مرة، وبعض الحلي والمجوهرات التي ستعرض لأول مرة ايضا، بالاضافة الى مجموعة من لعب الاطفال والأدوات الموسيقية. وقال انه تم تخصيص المكان المقابل لهذه القاعة لحكي قصص عن الحضارة الإسلامية، للسلاطين، والعلماء، والفنانين، وسيقوم مجموعة من المتطوعين بسرد تلك الحكايات بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية، وقد تم تدريبهم لاستقبال طلبة المدارس، و سيتم تحديد مواعيد ثابتة أسبوعيا لذلك. و اضاف انه تم وضع 10 شاشات كوسائل داعمة لسيناريو العرض، وتم اعداد المادة العلمية لهذه الشاشات، كما سيتم عمل عرض ثلاثي الأبعاد خارج المتحف ونحن الآن في مرحلة تصويرها الجزء بالتعاون مع مركز التوثيق التراثي والحضاري واشار الشوكي الى ان الفتارين مصنوعة من الزجاج المصفح المقاوم للكسر والرصاص، وهذا ما حمى الاثار وقت الانفجار، وأوضح ان زجاج الواجهات ايضا معالج، وأنه تم تركيب باب اخر داخلي للمحافظة على المتحف والاثار داخل المتحف، كما انه مانع للصوت للحفاظ على بيئة هادئة داخله، كما تم تحديث كاميرات المراقبة و نظام التأمين بالمتحف بالكامل، و كاميرات مزودة بالرؤيا الليلية و بالإنذار. وعن القطع الاثرية التي تعرضت للتدمير جراء الانفجار قال ان هناك 179 قطعة تعرضت للتدمير، تم ترميم حوالي 90 قطعة منها بأيدي مرممي المتحف، و هناك اقل من 10 قطع فقط من الزجاج تهشمت ولم نستطع ترميمها و من أهمها قنينة من العصر الأيوبي مزينة بالزخارف وكانت من اندر القطع المعروضة بالمتحف بالاضافة الى طبق نادر من العصر الأموي ، واشار إلى انه عند افتتاح المتحف سيقام معرض مؤقت لعرض التدمير الذي لحق بالمتحف جراء الانفجار و لتوثيق الجهود التي بذلت لاعادة ترميمه وافتتاحه، وإلقاء الضوء على جهود العاملين بالمتحف من امناء و مرممين الذين كانوا يدفعون من أموالهم في البداية لترميم القطع الاثرية و الذين أشاد بهم خبراء الترميم العالميين. تدفق المساعدات ويضيف الشوكي ان المنحة التي قدمتها الإمارات لترميم المتحف كانت حوالي 50 مليون جنيه مصري مخصصة لترميم المتحف بالكامل من الداخل، و قام مركز البحوث الأمريكي والحكومة السويدية بتقديم حوالي مليون جنيه مصري لترميم واجهتي المتحف ودار الكتب التي تضررت أيضا من الانفجار، وقد قامت وزارة الآثار بطلب مبلغ إضافي منها لاستكمال الواجهة و تمت الموافقة عليه، ومن المفترض الانتهاء من الواجهة خلال أيام، كما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن مساهمة مادية 100 ألف دولار لإعادة تأهيل معامل الترميم بالمتحف، إلا انه حتى الآن مازالوا في مرحلة شراء المستلزمات، كما أعلنت الحكومة الإيطالية مساهمتها ب 800 ألف يورو لشراء فتارين جديدة، لكن حتى الآن لم يتم توقيع هذه المنحة وأوضح ان المخازن لم تتأثر بالانفجار، وأن بعضها كان قد دخل التطوير قبل الحادث، ورغم أن المنحة الإماراتية لم تشمل ترميم المخازن إلا انه تم الاتفاق مع الجانب الإماراتي على تطوير المخزن رقم 16 والذي لم يتم تطويره منذ افتتاح المتحف عام 1903م.