الأوطان لها مكانة عالية، وشأن عظيم في حياة الناس لما لها من فضل كبير علي الإنسان في تربيته وتنشئته، ولما لها من آثار عليه في جميع مراحل حياته، لذلك كان ارتباط الإنسان بوطنه الذي تربي وترعرع علي ترابه وهو مسقط رأسه ومهد صباه ومرتع طفولته وملجأ كهولته، وهو موطن الآباء والاجداد ومأوي الأبناء والاحفاد ومستقر الحياة، فهو يعيش علي أرضه وينعم بخيراته ويرتوي من مائه. ونحن في هذه الأيام في مسيس الحاجة أكثر من أي وقت مضي إلي أن نعمق ونرسخ الانتماء لهذا الوطن - مصر - والاحساس بقيمته وإعلاء المصلحة الوطنية علي أي مصالح أخري، فحب الوطن يعتبر من أغلي ما يمتلكه الإنسان، والحفاظ عليه واجب مقدس، والدفاع عنه والتضحية من أجله ركيزة أساسية في حياة الإنسان، من أجل ذلك لا يجوز المساس بمرافقه العامة والخاصة لأنها ملك لجميع أبنائه، وأن تخريبها هو اضرار بمنافع الناس، وأنه يجب الوقوف بحسم في وجه كل من يضر بالمرافق أو يسهم في ذلك أو يتآمر مع الغير ضد مصالح الوطن، والتحذير من المحاولات التي تستهدفه وتعمل علي إثارة الفوضي والشغب وإثارة الفتن، وليعلم الجميع أن كل من يخطط لإثارة الفوضي والهدم والتخريب وتفكيك المجتمع بدعوي الإصلاح وما ينتج عن هذه المخططات من سفك للدماء وترويع الآمنين لا صلة له بالإسلام بأي حال من الأحوال. إن واجبنا في هذه المرحلة المهمة والحساسة من عمر الوطن أن نسعي جاهدين متعاونين متكاتفين جميعا لحماية أمن الوطن، والدفاع عنه ضد أي عدو أو أي خطر. نحن بحاجة إلي أن يراجع كل منا حساباته ومقاطعة الانتماءات التي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع وتفسد ولا تصلح، ولنا في الشعوب والدول المجاورة عبرة وعظة، فقد سقطت تلك الدول في الفوضي والاقتتال الداخلي بسبب استجابتهم للدعوات الخبيثة الهدامة وعلينا ألا ننسي النعمة العظيمة التي نتمرغ فيها وهي نعمة الأمن والاستقرار. أما أصحاب الدعوات المشبوهة فيجب التصدي لهم بقوة.. يارب اْحم مصر من كيد الكائدين. لمزيد من مقالات محمد عبيد