مصر بلد الأمن والأمان قال الله عز وجل« اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ»، وستظل بفضل الله عز وجل، هى القلب النابض للعروبة والإسلام،ورغم ذلك بدأت تظهر بعض الدعوات الهدامة من المخربين ودعاة الفتنة، الذين يحاولون ضرب استقرار الوطن، الأمر الذى يتطلب توعية الشاب من خطورة هذه الدعوات المغرضة، والتأكيد على أن حب الأوطان جزء من العقيدة، وأن التعدى على المرافق والممتلكات جريمة وإفساد فى الأرض. هذا ما يؤكده علماء الدين، مطالبين الشباب بالحفاظ على مقدرات الوطن وسلامته واستقراره. وزارة الأوقاف من جانبها قامت بتوحيد خطبة الجمعة، لتدور حول ضرورة الاصطفاف لبناء الوطن، والتحذير من الدعوات الهدامة، التى تسعى لضرب استقرار المجتمع، ووضعت الوزارة الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، التى توضح مكانة الأوطان فى الإسلام، وأن حقوق الوطن تتمثل فى الحفاظ عليه، والعمل بكل جهد وإخلاص، وعدم تعطيل مصالح الناس أو التعدى على المرافق والممتلكات . وقال الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، ان خطبة الجمعة ستدور حول، مكانة الوطن فى الإسلام، وأن من ضمن حقوق الوطن على أبنائه، الحفاظ عليه والدفاع عنه، والتحذير من استهدافه، وكذلك التحذير من إثارة الفوضى والتخريب، وضرورة الاعتبار بحال الشعوب التى سقطت دولها فى الفوضى، وهذا يتطلب وحدة الصف والأخذ على أيدى دعاة الفرقة والتخريب، لأن دعوات التظاهر هى ضد استقرار الوطن، ولذلك يجب التنبه لها والحذر منها. مكانة الأوطان فى الإسلام وأوضح أن الإسلام عنى بالأوطان عناية فائقة، لما لها من مكانة عالية وشأن عظيم فى حياة الناس، ولما للوطن من فضل كبير على الإنسان فى تربيته وتنشئته، ولما له من آثار عليه فى جميع مراحل حياته، لذا كان ارتباط الإنسان بوطنه وحبه لبلده، مسالة متأصلة فى النفس، وفطرة فطر الله تعالى الناس عليها، والنبى صلى الله عليه وسلم، قد أكد على مكانة الوطن وأهميته وشرف الانتماء إليه، حين هاجر من مكة إلى المدينة، فقال صلى الله عليه وسلم » لولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت«، فحب الوطن من أغلى ما يملكه الإنسان بعد الدين، والحفاظ عليه واجب مقدس، والدفاع عنه والتضحية من أجله ركيزة أساسية فى حياة الإنسان . إفساد فى الأرض وشدد رئيس القطاع الدينى بالأوقاف على خطورة المساس بالمرافق العامة، لأنها ملك لجميع أبناء الوطن، وتخريبها إضرار بمنافع الناس، ويعد من باب الإفساد فى الأرض، والله عز وجل يقول «وَلَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا»، ولذلك فمن حقوق الوطن على أبنائه، الوقوف أمام دعاة الفتنة والفوضى والهدم، والتحذير من استهدافه ومحاولة تفكيكه، والوقوف بحسم فى وجه من يضر بمرافقه، أو يتآمر مع الغير ضد مصالحه، والتحذير من المحاولات التى تستهدف الوطن، وتعمل على إثارة الفوضى والشغب والفتن، وهذا يؤكد على أن وحدة الصف تشكل قاعدة أساسية من أجل الوصول إلى سلامة الأمة من أخطار التفرق والتشرذم، وتبرز أهمية وحدة الصف فى المرحلة الراهنة، حيث ينادى المغرضون ودعاة الفتنة، ويروجون لبضاعتهم الكاسدة والهدف منها النيل من هذا الوطن العظيم، ويجب الاصطفاف صفا واحدا، من أجل بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة الإرهاب. دعوات فاشلة وفى سياق متصل قال الدكتور علوى أمين، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن هذه دعوات فاشلة، والهدف منها تعطيل مسيرة التنمية التى تعيشها مصر حاليا، فى ظل وجود عدد كبير من المشروعات الكبرى، التى أعلنت عنها الدولة خلال الفترة الماضية، ولذلك فإننى أنصح الشباب بضرورة الوعى بخطورة هذه الدعوات، التى تهدف لتشتيت وعى المجتمع، وأنصح بعدم الاستجابة لها، لأن مصر فى حاجة لمزيد من الاستقرار والتنمية، لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب، وتحسين الخدمات والمرافق العامة، لأن السنوات الماضية شهدت الكثير من المظاهر السلبية مثل التعدى على المرافق والخدمات العامة، الأمر الذى أدى لكثير من المشاكل فى هذه المرافق، وبالتالى فإن العمل على تجديد وصيانة مرافق الدولة، يكون فى صالح جموع الشعب المصري، أما هذه الدعوات، فإنها تحمل تحريضا لتخريب مرافق الدولة، وهنا تكون الكارثة التى تؤثر على الجميع، ولابد أن يعلم الشباب خطورة هذه الدعوات المغرضة. البناء لا الهدم ومن جانبه قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط، أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدا من التعاون والتكاتف، مؤكدا أن الوقت الحالى هو وقت البناء لا الهدم، ولابد أن يدرك أصحاب هذه الدعوات، أن الشعب المصرى لن يسمح لهم بهدم الوطن، لأن الدولة مستقرة وهناك برلمان منتخب، والمشروعات الكبرى تنطلق فى ربوع البلاد، وبالتالى فالهدف من هذه الدعوات هو الهدم وضرب استقرار الوطن، وجموع الشعب المصرى ترفض الهدم وتريد البناء، ولابد أن نأخذ العبرة والعظة من الدول التى تعانى من عدم الاستقرار، ولذلك لابد من التكاتف لمواجهة كل هذه الظواهر السلبية، لأن هناك قضايا كثيرة تتطلب أن نركز فيها، بدلا من التفكير فى الهدم والتخريب وتعطيل المصالح والتعدى على المرافق.