من هو الطفل المنغولى أو طفل متلازمة داون؟ وما هى صفاته؟ ولماذا ولد بهذا الشكل؟ وما مدى إمكان معالجته؟ هذه هى بعض الأسئلة التى قد تتبادر إلى ذهن الأم عندما ترزق به.. بأسلوب علمى مبسط نجيب على هذه الأسئلة ليطمئن قلب هذه الأم ونساعدها على التعامل معه. توضح د. جيهان رأفت استشارى الأمراض العصبية والطب النفسى تعريف الطفل المنغولى أو ما يعرف طبيا بمتلازمة داون نسبة إلى الطبيب الذى اكتشف ووصف هذا المرض ويدعى «جون لانجدون داون» عام 1866 على حالات بعينها يولد فيها الطفل ومظاهر المرض واضحة عليه منذ ولادته بحيث يسهل عليه تشخيص الحالة مباشرة بعد الولادة. وقد عرف الطفل المنغولى بهذا الاسم بسبب شكله الظاهرى الذى يشبه أبناء الجنس الأصفر من منغوليا والصين واليابان ولكنها تسمية خاطئة وقد اتفق على تسميته متلازمة داون، وأهم ما يميز هذا الطفل هو ملامحه المعبرة عن الطيبة، والهدوء والنفس الراضية والابتسامة لا تفارقه. وتصنف طفل متلازمة داون مع الأطفال المتأخرين ذهنيا لأنه غير قادرعلى متابعة الدراسة كبقية أقرانه، وعلى الرغم من ذلك فإنه يصبح مع الوقت قادرا على الاعتماد على نفسه دون مساعدة، كما يمكنه اكتساب بعض المهارات العملية البسيطة كالقيام بالخدمات المنزلية مثل التنظيف والترتيب، وهى مهارات تنجزعن طريق تكرار حركات معينة أكثر منها تطلبا لمهارات فائقة. ويتميزبميله للمرح واللهو، كما أنه مسالم وغير مزعج ولا يسبب مشاكل لإخوته لأنه لايعرف معنى العدوانية وهو سلس الطباع محب للأنشطة مثل الرقص والموسيقى، وله قدرة عجيبة على التقليد. وعن أسباب المرض تقول د.جيهان: تحدث متلازمة داون بنسبة واحد بين 800 مولود، وتنتج عن خلل بالمادة الوراثية بالجين رقم 21 نتيجة وجود كروموسوم إضافى بهذا الجين فينتج عنه هذه المتلازمة التى لا تعتبر مرضا وراثىا وليس لها علاقة بالأدوية التى تناولتها الأم أثناء الحمل، ولا بالأمراض التى أصابتها، وتحدث غالبا للأمهات المسنات إلا أنها قد تحدث أيضا للأمهات الشابات. وتكمن خطورة المرض من احتمالية ترافقه مع عيوب خلقية بالقلب مثل وجود ثقب بالقلب، والذى قد يحتاج لتدخل جراحى، وقد تكون الحالة مصاحبة بنقص فى المناعة أو اضطراب فى الغدة الدرقية. من أهم المشاكل التى تواجه هؤلاء الأطفال هى التأخر الذهنى وعدم قدرتهم على التحصيل الدراسى كالأطفال الطبيعيين، إلا أنه فى السنوات الأخيرة حدثت طفرة فبدلا من أن يكونوا متأخرين ذهنيا بشدة كسابق الحالات، وجدناهم يعانون فقط من تأخرا ذهنيا بسيطا الذى يمكن تطويره والتعامل معه من خلال الأدوية وبرامج تنمية المهارات وجلسات التخاطب حتى يتمكن هؤلاء الأطفال من الاندماج مع الأطفال الطبيعيين فى عملية التعليم. ودور الأدوية مهم جدا فى تحسين حالتهم، فنقص القدرات الذهنية لديهم يعبرعن وجود بطء بالموجات الكهربائية للمخ عن سرعتها الطبيعية نتيجة خلل بكهرباء المخ مما يؤثر على الحركة والتركيز والكلام عند هذا الطفل ينتج عنه التأخر فى النمو الحركى واللغوى والانتباهى مما يسبب نقصا فى عمليات الفهم والتحصيل والاستيعاب. العلاج مطلوب وتؤكد استشارى الامراض العصبية أنه يجب عمل عدة فحوص لطفل متلازمة داون حتى تستكمل الصورة التشخيصية له مثل تحليل كروموسومات، وظائف الغدة الدرقية، موجات فوق صوتية على القلب، رسم مخ، واختبار ذكاء. وبعد التشخيص السليم وضبط وظائف الغدة الدرقية والاطمئنان على حالة القلب يكون الاهتمام الأساسى بتجنب وعلاج التأخر المتوقع فى النمو الحركى واللغوى والانتباهى حتى يستطيع هذا الطفل أن يحيا حياة طبيعية، وبعد تقييم ذكاء الطفل وعمل رسم المخ له نبدأ فى العلاج المنظم لسرعة هذه الموجات الكهربائية فيتحسن بشدة فى جميع هذه الأوجه ويقارب أقرانه من الأطفال الطبيعيين فى سنه، والعمل على اكتشاف قدراته وتنميتها وتطويرها ومساعدته على فهم نفسه من خلال علاقاته بالآخرين بإتباع البرامج المختلفة ثم ضرورة إلحاقه برياض الأطفال المختصة بالتعامل مع هؤلاء الأطفال فهى تمثل قناة تواصل مهمة يستطيعونمن خلالها التعرف على محيطهم تعرفا بناء وموجها.. وتأتى أخيرا مرحلة التعليم الدراسى والذى حدثت به طفرة إيجابية للغاية لهؤلاء الأطفال فجاء نظام الدمج لجميع أنواع المدارس ليحل لهم مشكلة التعليم الدراسى ويقصد به: دمج هؤلاء الأطفال مع الأطفال العاديين بالمدارس من أجل اكسابهم المهارات المناسبة لأعمارهم مع وضع امتحانات مخففة لهم تتناسب مع أعمارهم العقلية وليست الزمنية. وهذه الامتحانات تقيم قدرة الطفل على التقدم واكتساب المعلومة والمهارة القرائية والكتابية والحسابية، وبالتالى يمكن مساعدته أكثر بالتركيز على نقاط الضعف لديه حتى يتحسن ويستطيع مواصلة دراسته بهذا النظام حتى المرحلة الثانوية حيث يكون اعتماده على نفسه قد زاد خلال هذه الفترة. ولإلحاق الطفل بهذا النوع من التعليم يجب عمل اختبار ذكاء بالتأمين الصحى التابع له الطفل وتقديم نتيجته إلى الإدارة التعليمية، فإذا كانت مطابقة لما حدد من نسبة ذكاء من قبل الوزارة لتعليم الدمج التحق الطفل بهذه المدارس.