وقع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، اتفاقيات تعاون بين مكتبة الإسكندرية وعدد من المؤسسات العربية، في ختام مؤتمر «صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية» والذي عقد علي مدي ثلاثة أيام بمقر مكتبة الإسكندرية، بهدف تضافر الجهود لخدمة الثقافة العربية ونشر الفكر التنويري، حيث وقع سراج الدين اتفاقيات مع محمد أبو حمور الأمين العام بالوكالة لمنتدي الفكر العربي، وأنعام بيوض مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، والدكتورة بدرة قعلول مدير المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في تونس، والدكتور غريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن، والأستاذ أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة. واقترح الدكتور إسماعيل سراج الدين في الختام مجموعة من الأفكار التي أكدتها جلسات المؤتمر وهي أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأن التاريخ يشهد أن الرأي هو الذي يتغير بالكلمة، مشددا علي ضرورة تأكيد أهمية التسلح بالعلم في مواجهة التطرف والفكر الظلامي، ولصناعة التقدم وتحقيق التنمية. وأشار إلي أن مواجهة التطرف ليست قضية عابرة أو موسمية لكنها حية وممتدة، مشددا علي ضرورة الاهتمام بالبحوث الاجتماعية في فهم ظاهرة التطرف التي تواجه مجتمعنا وتهدده. وشدد سراج الدين علي أن مكتبة الإسكندرية ستتوسع في شراكاتها عربيًا ودوليًا، وتكثيف الاتصالات مع المراكز البحثية التنويرية في العالم العربي، لتحليل ظاهرة التطرف والإرهاب ومعرفة أسباب نموها في عالمنا العربي وسبل مواجهتها، وأضاف أن المكتبة قد قامت بالفعل بالاتفاق مع منظمة الإيسيسكو ومجلس أوروبا لعقد أنشطة وفعاليات في أوروبا حول المسلمين في أوروبا. وأوضح سراج الدين أن لدي مكتبة الاسكندرية مبادرات وضع التنفيذ، حيث ستبدأ عددا من الدورات في الثقافة الإسلامية للشباب لنشر الفكر الوسطي المستنير. ومن جانبها أكدت د. بدرة قعلول مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، أننا لا يمكننا أن نتعافي من التطرف والإرهاب في عالمنا العربي إلا بالفكر. مشيرة إلي أهمية تحديد المصطلحات، هل ما نواجهه هو تطرف أم إرهاب؟. وأضافت أن الاستقطاب يبدأ من الفضاء الإلكتروني، حيث يوجد 45 ألف موقع إلكتروني ينشر الأفكار والخطابات المتطرفة. من جانبه، قال محمد أبو حمور الأمين العام بالوكالة لمنتدي الفكر العربي إن التطرف في العالم العربي له عدة أسباب، أهمها عدم رضا المواطنين والجهات المختلفة بسبب غياب العدالة في توزيع الفرص، والتشكيك في الخطابات الدينية سواء لتعصب بعضها أو لارتباط بعض الدعاة بالحكام، والإحباط الذي أصاب المواطن العربي والذي يدفعه للتغيير والهرب سواء من الأوضاع المتردية للأمان أو من الدنيا للآخرة مثلما تروج الجماعات المتطرفة، أما السبب الرابع والأخير فهو تردي الأوضاع الاقتصادية ووصول البطالة في الوطن العربي إلي 17.5%، وهو ثلاثة أضعاف المستوي العالمى. وفي كلمتها، تحدثت أنعام بيوض مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر عن أهمية الترجمة في تغيير المشهد الثقافي وإحداث تنويعات في الخريطة الثقافية وتغيير حالة الركود التي أصابت الوضع الثقافي واللساني واللغوي. ولفتت إلي أن المركز يقوم بمشروع الترجمة العلمية الذي يهدف إلي تغيير نمطية التفكير وفتح الآفاق لفكر علمي ومستنير ونقدي، بالإضافة إلي مشروع الثقافة العلمية الذي يهدف إلي نشر الثقافة العلمية في العالم العربي. من جانبه، قال الباحث الفلسطيني أيمن الرقيب إن الدولة الصهيونية هي أكبر محرك للإرهاب، وهي التي تقف وراء العمليات الإرهابية في المنطقة.