ربما تخيلت إيران أن الوقت قد حان لتنفيذ مخططاتها في منطقة الخليج العربي بعد إعدام المملكة العربية السعودية نمر النمر الذي يحمل الجنسية السعودية، لتشعل بعدها إيران فتيل أزمة حقيقية، فقد كانت السعودية تقف أمام التهديدات الايرانية في كل هدف لها ودعمها عناصر في بعض الدول تهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الخليج العربي. إن إيران ومنذ ثورتها على يد آية الله خوميني وهي تسعى الى تنفيذ عمليات المد الإقليمي، وحاولت بقوة داخل دول مجلس التعاون الخليجي تدعيم العناصر بها في محاولات للوصول الى الحكم وفرض سطوتها على تلك الدول، ولايمكن ان ننسى سيطرتها على الجنوب العراقي من خلال مكاتب لها فتحت تحت سمع وبصر القوات الأمريكية في عام 2003 ودعمها المعارضة في البحرين وحالات الفوضى التي التي بثتها هناك في محاولة لصنع ثورة ضد نظام الحكم، واخيرا دعمها الحوثيين في اليمن. إن إيران منذ ثورتها تبث سمومها في المنطقة التي أشعلتها حروبا، فهي تدعم عناصر بعينها من أجل ان يكون لها اذرع تساندها في الوقت المناسب، فهناك حزب الله في لبنان الذي صنعت منه دولة داخل الدولة. لقد تخيلت إيران ان منطقة الشرق الأوسط الآن فارغة من القوى القادرة على الوقوف امام أطماعها، فبدأت في اشعالها ليكون لها الكلمة العليا وتحدد مصائر شعوبها، فإما أن تسود سيطرتها وإما إشعالها نيرانا تأكل الأخضر واليابس. حسنا فعلت المملكة العربية السعودية بتنفيذ حكم الإعدام في أحد مواطنيها حاول ان يهدد الامن القومي للبلاد، كما أحسنت أيضا في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران بعد الاعتداء على سفارتها وقنصليتها في إيران التي لاتحترم المواثيق الدولية. إن الخطر الأكبر على دول الخليج الآن هو إيران بفكرها التوسعي، متحصنة بأتباعها في تلك الدول، وقدرتها العسكرية، وما تفعله سيشعل الشرق الأوسط بالكامل، كما أن الغرب يسعى إلى تفتيت المنطقة من خلال صراعات طائفية بين الدول بعضها البعض من اجل إثارة الفوضى وإعادة التقسيم . لمزيد من مقالات جميل عفيفى