تحتفل مصر خلال أيام بأول ثلاث قرى خالية تماما من الفيروسات الكبدية فى محافظاتالدقهليةودمياط والغربية فى إطار خطة طموح تستهدف اقتلاع هذا المرض اللعين من أجساد المصريين الذى يقدر عدد الإصابات به سنويا 150 الف حالة . الحدث تشارك فيه عدة جهات مساهمة فى المشروع وفى مقدمتها جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية وصندوق « تحيا مصر « الذى يعطى هذا المشروع أولوية كبيرة وسيتم فيه الإعلان رسميا عن القضاء تماما على الفيروسات الكبدية فى قرى أشمون مركز دكرنس والعثمانية مركز المحلة الكبرى والإبراهيمية القبلية مركز كفر سعد . يقول الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية وصاحب الفكرة ان المشروع بدأ منتصف عام 2014 ويستهدف إنشاء نموذج قرية خالية من الالتهابات الكبدية كمثال قابل للتكرار والاستدامة من خلال منهج وبرنامج شامل يمكن تعميمه على المستوى القومى فى جميع قرى مصر أملا فى جعلها خالية من فيروسات الكبد عام 2020 . وأكد شيحة أن صندوق « تحيا مصر « شجع الجمعية كثيرا وأبرم تعاقدا معنا قبل شهر تقريبا لاستكمال مشروع يستهدف 30 قرية فى خمس محافظات هى الدقهلية والغربية ودمياط وكفر الشيخ والفيوم ضمن برنامجه لمكافحة الفيروسات الكبدية وتم توقيع الاتفاق بحيث يعلن عن خلوها تماما من المرض قبل 30 يونيو القادم ويتم خلال أسابيع البدء فى 10 قرى أخرى بميت سودان وميت شرف وعزبة أشمون بدكرنس وأيضا الإبراهيمية البحرية والفؤادية وأم الرضا بمركز كفر سعد دمياط ، فضلا عن قرى أخرى مثل ميت الحلوج وديمشلت وغيرها بدكرنس حيث يتم فحص القرى بالكامل تمهيدا لبدء برنامج العلاج . وتشمل خطوات المشروع سبع مراحل تبدأ بالفحص المبدئى السريع للفيروسات الكبدية سى وبى ، ثم التحليل التأكيدى للفيروس الكبدى سى باستخدام تحليل بى سى آر لجميع الحالات الإيجابية وتحليلات تأكيدية للحالات السالبة واستكمال الفحوصات والتحاليل والأشعات لجميع الحالات الإيجابية ثم بدء العلاج لمن استكملوا الفحوصات والتحاليل، ومتابعة جميع الحالات طوال فترة العلاج حسب الجدول الزمنى وأخيرا إجراء الفحوصات والتحاليل بعد مرور شهرين من توقف العلاج . مشاركة مجتمعية ويؤكد الدكتور جمال شيحة أن الأهم فى التجربة المشاركة المجتمعية الخلاقة فى المشروع من خلال تكوين مجموعات ولجان محلية فى القرى تضم أئمة المساجد ومراكز الشباب والمعلمين والمرأة وتختار منسقا لها ليكون حلقة الوصل وتوفر المكان للاجتماع بالأهالى وتقديم الخدمات لهم ، وعرض الحالات ذات الأولوية وغير القادرين وبعد عملية الحصر نحدد قدرتنا على علاج عدد من الحالات ويتكفل القادرون من أبناء القرية بعلاج أنفسهم أو من يرغبون فمثلا فى قرية الإبراهيمية القبلية بلغ عدد المرضى المحتاجين للعلاج 700 شخص تعهدت الجمعية بعلاج 250 منهم والأهالى 450 مريضا، مؤكدا أن التجاوب الكبير من المواطنين ونزول الجمعية إليهم فى أماكنهم بدلا من طوابير الانتظار والزحام فى المستشفيات والمراكز الحكومية شجع قرى كثيرة جدا على إبداء رغبتها فى تكرار التجربة . وقال رئيس جمعية رعاية مرضى الكبد ان قرى كاملة تكفل بعلاج أبنائها المرضى أشخاص وأسر ميسورون منها بمفردهم كما حصل فى منية سمنود وتمى الأمديد والبرامون . الفئة العمرية ويؤكد الدكتور وليد سمير المدير التنفيذى للمشروع أن أهداف المشروع تتحدد فى مدى انتشار وحدوث التهاب الكبد وفقا للفئة العمرية والجنس، وتحديد السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الصحية، والممارسات الوقائية ، والتدريب وبناء القدرات لضمان أن مقدمى الخدمات فى الوحدة الصحية قادرون على تشخيص الحالات المشتبه فيها وإحالتها للعلاج ، وبناء قدرات المتطوعات والمتطوعين على كيفية التواصل الصحيح مع فئات مجتمعاتهم . حملات توعية وتقول الدكتورة آمال مختار استشارى الصحة العامة والوبائيات بجمعية رعاية مرضى الكبد ومديرة التوعية والعمل الميدانى بالمشروع ان خطة العمل تشمل حملات توعوية مكثفة بكل قرية تشارك فيها جمعيات تنمية المجتمع والوحدات الصحية والمدارس والقيادات الدينية والشباب لتشجيع المرضى على العلاج وشرح خطورة المرض والتأكيد على أن العلاجات حديثة وآمنة . وتضيف : يتم عقد ندوات ولقاءات تنويرية وحملات مع كافة افراد المجتمع من المنتفعين بالمشروع لزيادة المعرفة وتبنى الممارسات الوقائية السليمة والتى بدورها لها تأثير على استدامة واستمرارية الخدمات بصفة دائمة حتى بعد انتهاء عمل الجمعية فى القرية، مما يجعل من المشروع نواة للارتقاء بمستوى التثقيف الصحى والتوعوى والعلاجى للقرى المصرية . جميع الاعمار ويرى الدكتور محمد عادل البسيونى المدير الطبى للمشروع أن المستفيدين منه يمثلون جميع الأعمار ممن يعيشون فى القرى المستهدفة حيث يتم معالجة الأطفال والبالغين وكبار السن فى هذا المجتمع لأنهم من الأعضاء المهمشين والأكثر عرضة لخطر سوء الصحة. الكشف الدورى أما الدكتور محمد رزق مدير مستشفى ومعهد الكبد المصرى والتابعة لجمعية رعاية مرضى الكبد فيؤكد أن زوار المستشفى يوميا يتجاوزون 200 مريض من مختلف أنحاء الجمهورية وبخصوص مشروع قرية خالية من الفيروس يقوم المستشفى بالمتابعة والكشف الدورى والإشراف على الجزء التشغيلى للمشروع، وتقديم الدعم الفنى لإدارة وتنفيذ أنشطة القوافل لتوعية القرى والإشراف على تنفيذ حملات التوعية الصحية ، فضلا عن تدريب كوادر الطاقم الطبى فى متابعة الفحوصات لأهل القرية والكشف الطبى المستمر ومتابعة جرعات العلاج . ويضيف الدكتور رزق أن المستشفى يوفر الأدوية والرعاية لجميع حالات التهاب الكبد الفيروسى، وأن النتائج الأولية للمشروع أظهرت أن نسبة الشفاء تتخطى نسبة 95% بعد أول شهر فقط ، ويشمل عدد المستفيدين من المشروع الى الآن كل سكان القرى المدرجة به بمتوسط عدد 15 ألف فرد فى كل قرية. المراكز الرسمية ومن جانبه أشاد الدكتور سعد مكى وكيل وزارة الصحة بالدقهلية بمبادرة القرى الخالية من الفيروسات والتى تمت بجهود مشتركة من الجهات المدنية والحكومية والتى تخفف الضغوط على المراكز الرسمية ، مشيرا إلى أهمية التوسع الطموح فى التجربة فى العديد من القرى حيث يستهدف برنامج وزارة الصحة علاج 500 ألف مريض سنويا .