بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أخيرا

الأطباء: تسبب السرطان والشيخوخة المبكرة وخللًا بالجهاز الدورى وتؤخر الإنجاب

برغم كثرة الحديث عن أضرار اللحوم المصنعة وتزايد احتمالات الإضرار نتيجة تناولها ، فقد ارتفعت تلك الشكوك بدرجة كبيرة بعدما نشرت وسائل الإعلام تقارير عن طرق تصنيع اللحوم من أحشاء الحيوانات وإضافاتها القاتلة من ألوان ومواد مسرطنة تم خلطها فى أماكن غير صحية ، مثلما يحدث مع تصنيع اللانشون واللحوم المفرومة المجهولة المصدر يبلغ الحذير مداه بعد أن أصدرت منظمة الصحة العالمية أخيرا قرارا باعتبار اللحوم المصنعة من أهم المسرطنات.
وهى غالبا أرخص أنواع اللحم ، وتتمثل أخطارها فى الإصابة بسرطان الجهاز الهضمى والكبد وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية فى الدم.والإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. فضلا عن تدمير خلايا المخ. وارتفاع نسبة ضغط الدم. والسمنة ومشاكل القولون ، والامعاء.
شعبة تصنيع اللحوم والأسماك ب «غرفة الصناعات الغذائية «، كشفت عن أن إجمالى حجم الاستثمارات فى شعبة تصنيع اللحوم والطيور والأسماك تبلغ نحو مليارى جنيه ،واجمالى حجم العمالة بهذا القطاع نحو 31023 عاملا ، شاملة تصنيع اللحوم ،وتعبئة وتجهيز الدواجن والأسماك ومنتجاتها وتصنيع مركزات الأعلاف. بينها 100 شركة تعمل بشكل مرخص وبتصريح من وزارة الصحة .
ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر علمية حديثة أن اللحوم المصنعة تدمر الصحة العامة والإنجابية ، وتؤخر الحمل والإنجاب ، وتعجل بسن اليأس والشيخوخة المبكرة .وإن إضافة بعض المواد الكيميائية والأملاح المتعددة والمواد الحافظة للحوم المفرومة لحفظها يضر الجهاز العصبى للكبار والصغار ويعرض الأطفال للإصابة بالربو، كما يصيب الأطفال الصغار فى سن 3 أعوام، بالتأخر فى النمو العقلى، والتعرض للسمنة المفرطة فى الكبر.
الدكتور محمد كمال يوسف - أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة أسيوط - أكد أن المواد الحافظة التى تستخدم فى حفظ اللحوم المصنعة، تعد أول أسباب الإصابة بالعديد من الأمراض، وهذا ما أثبتته الدراسات االصحية فى مصر، وأن الإسراف فى تناول اللحوم المصنعة، يزيد الإصابة بالطفح الجلدى والحساسية، للكبار خاصة الأطفال، ويتطلب العلاج فترة، حيث انه يحتاج إلى الحقن الكورتيزون فى بعض الأحيان ، وأن الأضرار من هذه اللحوم المصنعة على صحة الحامل وجنينها تظهر خاصة فى فترة الشهور الأولى من الحمل وهى أكثر الفترات الحرجة عند النساء الحوامل لاحتمال تعرض الجنين لتشوهات خلقية تكون أكثر بتلك الفترة.مؤكدًا ضرورة أن تتجنب الحامل تناول اللحوم المصنعة حتى لا يتعرض حملها للامراض خلقية. ، لأن تلك اللحوم تعتمد على اضافة مواد كيميائية محظور استخدامها عالميًا مثل مكسبات الطعم المجهولة وتسبب تغيرا فى طبيعة الأمعاء وخللا فى وظائفها نتيجة وجودها لفترة طويلة بجدار الأمعاء، فتتسبب تقرحات والتهابات بجدار المعدة. حيث تؤثر بصورة مباشرة عليها وتؤدى الى الإصابة بقرحة المعدة نتيجة تناول تلك المأكولات لفترات طويلة».
الفواكه ومضادات الأكسدة تقلل الاخطار مشيرا إلى أن بعض الأبحاث الأوربية كشفت عن تناول كميات متوسطة من الفواكه والأطعمة الغنية بالمركبات المضادة للأكسدة، يسهم فى مكافحة التأثيرات الضارة والخطيرة الناجمة عن تناول اللحوم المصنعة. ولمنع الأمراض الخطيرة الناجمة عن هذا النوع الردىء من اللحوم، خاصة أنها تتمتع بخواص أكيدة فى الحد من الالتهابات، والتى تعد المسئول الأول عن الإصابة بأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وهذه الأطعمة تقلل تأثيرات اللحوم المصنعة ،وتشمل: المكسرات بمختلف أنواعها مثل الفول السودانى ، واللوز ، والبندق والكاجو والفستق، وأيضا الحبوب الكاملة كالشعير والشوفان، ومنتجات الألبان قليلة الدهن.وتناول كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه والأسماك والمكسرات وزيت الزيتون بشكل يومى منتظم، والحد فى الوقت نفسه من تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان ذات الدهون المرتفعة.
أخطر من السجائر والكحوليات
ويضيف أن أكبر تأثير للحوم المصنعة يكون على الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة، فهى تزيد دهون الجسم غير الصحية، حيث أكدت أن نسب الدهون العالية غير المفيدة، تسبب الكثير من الأضرار بخاصة بالصحة الإنجابية للمرأة، كما أن الدهون الزائدة تسبب ترهلات ودهون البطن والخصر، وهو ما يجعلها سببا فى زيادة نسب الإصابة بتكيسات المبايض، وهى السبب الأبرز لتأخر الإنجاب كما تعد سببا من أسباب الاجهاض أيضًا، كما تقلل اللحوم المصنعة ودهونها من تدفق الدم بشكل طبيعى فى أنحاء الجسم ، كما أن أكسدتها لخلايا الجسم يعجل بشيخوخة المرأة ويقلل من عمرها ويعجل بمرحلة اليأس ،إذ ثبت أخيرا أن اللحوم المصنعة تعتبر أخطر من السجائر والخمور، وتتسبب فى أضرار صحية تفوق ما يستفاد منها. وأنه على الرغم من الأضرار الكبيرة للخمور والكحوليات إلا أنه يمكن التخلص منها بواسطة أنزيمات داخل الكبد، والأمر نفسه بالنسبة للسجائر، وتنتج الإفرازات المخاطية بالرئتين وتقلل أضرارها.ولكن اللحوم المصنعة يضاف إليها أكسيد النترات مع الملح لتكوين خلطة تعرف تجاريًا باسم ملح البارود، لتستخدم كمادة حافظة لقتل الميكروبات، ولكنها تتحد مع الأحماض الأمينية فى اللحوم لتكون مادة شديدة السمية تعرف باسم (النيتروزامين) ، وهى من أشد المواد المسرطنة، ولها آثار تراكمية.وأن خطورة اللحوم المصنعة ترجع إلى عدم معرفة وسيلة تصنيع تلك اللحوم وهل تحضيرها باستخدام لحوم منتهية الصلاحية أو لحوم ممنوع تداولها أصلاً مثل القطط والحيوانات النافقة .
ويرى الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة أنه برغم أن الشركات التى تعمل فى قطاع تصنيع اللحوم ،يبلغ حجم مبيعاتها الشهرية نحو 25 مليون جنيه، وان حجم الاستهلاك على تلك المنتجات متزايد ويزداد بشكل كبير فى مصر وعلى رأسها السجق والهامبورجر واللانشون واللحوم المجمدة بشكل عام ، والتى يتطلب تصنيعها إضافة مكسبات طعم ومواد كيمائية مثل نيترات الصوديوم لكى تبدو اللحوم أكثر إحمرارا ، وهو ما يسبب زيادة فرص إصابة البالغين الأطفال بإمراض القلب والسرطان وهو ما نلاحظه فى زيادة عدد الأطفال المصابين بالسرطان».
وتحتوى على كم هائل من الدهون والصبغات والمواد غير معلومة المصدر ، والدهن الزائد وبعض الإضافات المتبلة وذات النكهة، والألوان الصناعية، وهو خليط يكفى لضرب دفاعات الجسم والتأثير المباشر على المناعة، أما من الناحية الجنسية، فهذا الخليط أيضًا يؤثر مباشرة على نظام الدهون بالجسم وطبيعة توزيعه. فهى تحتوى على نسب عالية من الدهون غير الصحية، وتزيد حجم الخصر وتتسبب فى بروز الكرش لدى الرجال، مما يؤدى تدريجيًا لضعف القدرة الحيوية، كما يقلل من خصوبته ، والتدفق الطبيعى للدورة الدموية للأعضاء ،وبالتالى يؤثر مباشرة على قدرات الجسم ، وتساعد على تأكسد الخلايا بالجسم، لما تحويه من مواد صناعية، ومسرطنة، ولذا فهى تزيد الشعور بالخمول وتقلل من عمره والتأثيرها على كفاءته، وتهدد قدرة المرأة الانجابية وحلم أمومتها.
الشيخوخة المبكرة والتجاعيد
وأضاف الدكتور الشربينى أن الإسراف فى تناول تلك اللحوم يسبب الإصابة بجلطات القلب والمخ والفشل الكلوى، وتزداد هذه النسبة بين الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثى فى العائلة للإصابة بمثل هذه الأمراض، وأيضًا نتيجة للإسراف فى تناول اللحوم المصنعة.وأن الأكثر عرضة للإصابة بأضرار اللحوم المصنعة هم الأشخاص المدخنون والمصابون بالسكر وأصحاب ارتفاع نسبة الكولسترول الضار. وأن تناول الإنسان لمثل هذه الأطعمة «المصنعة» تعرضه للإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية ، وهذا ما أكدته إحدى الدراسات التى أجريت فى جامعة لندن، وأنها سبب فى أكسدة خلايا الجسم، وشيخوخة الجلد والبشرة وتؤدى لظهور التجاعيد والسيلوليت.
خطر على الأطفال
ويضيف يستلزم تصنيع اللحوم المصنعة كاللانشون والهامبورجر والسوسيس ، إضافة المواد الكيميائية والأملاح والمواد الحافظة ومكسبات الطعم وهو ما يمثل خطورة على صحة الأطفال والبالغين ويؤدى إلى تساقط الآسنان ، فيجب على كل أب وآم الاهتمام بما يقدمونه لأطفالهم من طعام، فاللحوم المصنعة عبارة عن دهون مشبعة لا تحتوى على نسبة من اللحوم، وهى بالتالى من أسباب الاصابة بالسكر، وارتفاع مستوى كوليسترول الدم، والسمنة وسكر الأطفال، وأخيرًا وحسب توصيات منظمة الصحة يأتى السرطان. وهذا يتطلب من الأجهزة المعنية والوحدات الرقابية المشرفة على المجازر ومصانع تصنيع اللحوم المصنعة بضرورة تطبيق قواعد وإجراءات رقابية شديدة خلال تصنيع هذه اللحوم، ومنع المواد والإضافات والصبغات المسرطنة التى تضاف إليها والتى حذرت منها منظمة الصحة العالمية. وإلزام جهات التصنيع بضرورة ذكر المخاطر المتوقعة للحوم المصنعة تفصيلاً والمكونات والمواد المسرطنة والضارة، ونسبة الدهون والسعرات الحرارية فيها على كل العبوات، وضرورة وضع تحذير للمستهلك على الأكياس، وهى خطوة أولية تمهيدًا لمنعها تماما والعودة للنمط الغذائى الصحى الذى يعتمد على تناول اللحوم دون تصنيع.