"في نقض أسس التطرف ومقولاته: مقاربات وتجارب "عنوان المؤتمر الذي انطلق أخيرا بالعاصمة المغربية الرباط واستمر لمدة يومين وناقش خلالها أهم محددات ومظاهر ظاهرة التطرف الديني، ونقد الأصول الفكرية والأيديولوجية له، سعيا إلى وضع أصول التدبير الوقائي والعلاجي له ومستشرفا آليات مواجهته، حيث تقدم بحوث ودراسات المشاركين من مختلف التخصصات مقاربات نقدية للأسس التأويلية والاستنباطية التي يقوم عليها خطاب العنف والارهاب، وإحاطات بمحددت الفكر الارهابي السوسيولوجية والأنثربولوجية والجيوسياسية. وقد افتتح المؤتمر الذي نظمته مكتبة الإسكندرية، والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية كل من د.إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، د.أحمد العبادي؛ الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ود.عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالأزهر الشريف ممثلا لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، والشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، مدير عام منظمة الإيسيسكو د.عبد العزيز التويجرى، وعدد كبيير من علماء الدين بالمغرب. مما لاشك فيه أن هذا المؤتمر هام ليدق ناقوس الخطر على أهم مشاكلنا حيث أن هؤلاء يقتلون المسلمين الأبرياء لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي ويتوعدون كل من خالفهم في الدين بالإبادة، ويتناسون بل يجحدون المبادئ التي جاء بها الإسلام في توقير التعددية واحترام الاختلاف. فكر متطرف معاد للإسلام والحضارة ورافض للإنسانية، مظلم المقصد والمآل، ومع ذلك فنحن على يقين دوما أن الفكر لا يحارب إلا بفكر مثله، لذا فإن إعادة بناء الفكر الإسلامي المعاصر وإحياء أدب المناظرة وهذا يؤكد أن الرأي والرأي الآخر والجدال للوصول لصحيح الدين أفضل طريق لفهم الدين بصورة معاصرة، إن التعددية في الرؤى خاصة مع اختلاف البيئات والمجتمعات هي التي تقوم على دين يلبي الاحتياجات الإنسانية، هذا ما فهمه الإمام الشافعي حين رحل من العراق ليستقر في مصر، ورأى د.إسماعيل سراج الدين أن موضوع المؤتمر "نقض أسس التطرف ومقولاته" لم يأت من فراغ بل جاء تعبيرا عن إدراك لخطر التطرف الذي صار موضوع الساعة "حيث يلح علينا كل يوم، ويطل علينا في الإعلام والثقافة والمجتمع بوجهه القبيح، من أي مورد أتى هذا التطرف وهؤلاء المتطرفون؟ ولنا أن نتسائل لماذا باتت مجتمعاتنا تموج بالمتطرفين وتنضح بخطابات وممارسات التطرف؟ فقد تصاعدت تيارات العنف باسم الاسلام مرتكزة على مقولات واجتهادات فكرية فقدت صوابها، ولم تجد ما يبررها من سند في الدين أو الضمير أو العقل، والإسلام براء منهم، ومن تطرفهم ولا نوافق أبدا أن يحمل هؤلاء اسمه أو ينتسبون إليه ولا نقبل أن ينسبهم الآخرون إليه. والاسلام منها براء بدليل الاحداث الارهابية الكثيرة التى حدثت فى جميع دول العالم وارتكبها أشخاص غير مسلمين .... فالارهاب والتطرف لادين له ولا وطن له ولا مكان له. كما أن قضية الشباب والتطرف حيث أكد أن سقوط الشباب في براثن الفكر المتطرف له أسبابه التي يجب أن نفطن لها ونعمل أفرادا وجماعات ومجتمعات على اقتلاعها من جذورها، فمن ذلك ارتفاع نسبة الفقر في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وما يترتب على ذلك من زيادة نسبة البطالة وزيادة عدد المتسربين من التعليم بحثا عن عمل يقتاتون عليه، ومما يرتبط بالنقطة السابقة ارتفاع نسبة الأمية وانتشار الجهل ما يمثل تربة خصبة لانتشار الشائعات والخرافات التي هي وقود نار التطرف والغلو. يضاف إلى ذلك غياب العدالة الاجتماعية في كثير من الدول، وارتباط هذا في كثير من الأحيان بغياب الديمقراطية وحرية التعبير، ما يصيب العقل والرأي بالإحباط وسوء الظن فيقعون فريسة لمن يفتح لهم صدره ليستمع لهم. كما أن ثورة الاتصالات وانتشار آلاف المحطات الفضائية أصبحت وسيلة سهلة لنقل الأفكار المتطرفة ونشرها على أوسع نطاق لذا يجب الحذر من انشاء قنوات فضائية ويجب أن تكون هناك جهة مسئولة عن متابعة هذه القنوات ومتابعة توجهاتها بدلا من أن تبث السم فى العسل ليل نهار. • ما تعلمت شيئا قط وانا أتكلم ولكننى تعلمت فقط عندما كنت أصغى توماس جيفرسون [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر