قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، إن ثورة الاتصالات وانتشار آلاف المحطات الفضائية أوجد فوضى دينية في مجال الفتاوى الفقهية، وساعد كل صاحب فكر متطرف أن يفتي ويدعو أصحابه إلى اتباع فتاواه بكل الطرق الممكنة". وأضاف «سراج الدين» خلال فعاليات بالمؤتمر المغربي "نقص أسس التطرف و مقولاته"، أمس الأربعاء، أن "المجتمعات الإسلامية اليوم تموج بالفكر التكفيري، ويسرف أصحابه في تضليل الناس وتكفيرهم ويستبيحون دماءهم وأموالهم، ويقتلون المسلمين الأبرياء لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي ويتوعدون كل من خالفهم في الدين بالإبادة". ورأى «سراج الدين» أن الفكر لا يحارب إلا بفكر مثله، لذا فإن إعادة بناء الفكر الإسلامي المعاصر وإحياء أدب المناظرة الذي ألف فيه الدكتور محمد أبو ظهرة كتابا رائعا، لأنه يؤكد أن الرأي والرأي الآخر والجدال للوصول لصحيح الدين أفضل طريق لفهم الدين بصورة معاصرة، إن التعددية في الرؤى خاصة مع اختلاف البيئات والمجتمعات هي التي تقوم على دين يلبي الاحتياجات الإنسانية. ولفت «سراج الدين» إلى قضية الشباب والتطرف، حيث أكد أن سقوط الشباب في براثن الفكر المتطرف له أسبابه التي يجب أن نفطن لها ونعمل أفرادا وجماعات ومجتمعات على اقتلاعها من جذورها، فمن ذلك ارتفاع نسبة الفقر في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وما يترتب على ذلك من زيادة نسبة البطالة وزيادة عدد المتسربين من التعليم. وتابع «سراج الدين» ويضاف إلى ذلك غياب العدالة الاجتماعية في كثير من الدول، وارتباط هذا في كثير من الأحيان بغياب الديمقراطية وحرية التعبير، ما يصيب العقل والرأي بالإحباط وسوء الظن فيقعون فريسة لمن يفتح لهم صدره ليستمع لهم. وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن "الدواعش وأمثالهم يزعمون وهما أن دولة الخلافة ستقام قريبا مستندين في زعمهم هذا على عدة أحاديث أغلبها واهية، وأن بعض الجماعات المتشددة التي ظهرت على الساحة الآن مثل داعش وأخواتها كطالبان وبوكو حرام وغيرها تدعو إلى هجرة المجتمعات الإسلامية واعتزالها، ويحكمون عليها بالكفر، لأنهم مقيمون في بلاد كافرة ويرون وجوب الهجرة منها، وينادون بتكوين دولة الخلافة، وينصبون واحدا منهم أميرا عليهم. وأكد «العواري» أنه لا يوجد في الإسلام ما يوجب نظاما معينا وإنما الواجب هو أن تكون هناك دولة ملتزمة ذات هيئات ومؤسسات يحكمها دستور عام ويمثلها رئيس أيا ما كان لقبه: خليفة أو إماما أو أميرا أو رئسا للدولة أو أي لقب آخر يفيد هذا المعني، فلا مشاحة في الاصطلاح، فإذا وجدت الدولة المتحدةالولايات التي يقوم فيها نظامها السياسي على حفظ الدين والاختيار الحر للحاكم وحرية الرأي والشورى. ويذكر أن المؤتمر يشارك فيه نخبة متميزة من الأكاديميين والباحثين من موريتانيا، والسعودية، والبحرين، وبريطانيا، ومصر، والمغرب، يصدرون عن خلفيات معرفية متنوعة ومتكاملة.