أكد الدكتور إسماعيل سرج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أن سقوط الشباب في براثن الفكر المتطرف له أسبابه التي يجب أن نفطن لها ونعمل أفرادا وجماعات ومجتمعات علي اقتلاعها من جذورها, فمن ذلك ارتفاع نسبة الفقر في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وما يترتب علي ذلك من زيادة نسبة البطالة وزيادة عدد المتسربين من التعليم بحثا عن عمل يقتاتون عليه, وارتفاع نسبة الأمية وانتشار الجهل ما يمثل تربة خصبة لانتشار الشائعات والخرافات التي هي وقود نار التطرف والغلو. وأشار إلي أن ثورة الاتصالات وانتشار آلاف المحطات الفضائية التي تبث من كل أنحاء العالم, أوجد فوضي دينية في مجال الفتاوي الفقهية, ما أوجد سياقا مناسبا لكل صاحب فكر متطرف أن يفتي ويدعو أصحابه إلي اتباع فتاواه بكل الطرق الممكنة, هذا ما استدعي دار الافتاء المصرية إلي إنشاء مرصد للفتوي يجابه الفتاوي العشوائية ويحجم تأثيرها. جاء ذلك في بالعاصمة المغربية الرباط خلال افتتاح مؤتمر دولي مهم تحت عنوان في نقض أسس التطرف ومقولاته: مقاربات وتجارب والذي ويستمر لمدة يومين يناقش خلالهما أهم مظاهر ظاهرة التطرف الديني, وآليات مواجهته,وتنظمه كل من مكتبة الإسكندرية, والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية. وأكد د.إسماعيل سراج الدين أن موضوع المؤتمر لم من مكن فراغ بل جاء تعبيرا عن إدراك خطر التطرف الذي صار موضوع الساعة حيث يلح علينا كل يوم, ويطل علينا في الإعلام والثقافة والمجتمع بوجهه القبيح, من أي مورد أتي هذا التطرف وهؤلاء المتطرفون؟ لماذا باتت مجتمعاتنا تموج بالمتطرفين وتنضح بخطابات وممارسات التطرف؟ فقد تصاعدت تيارات العنف باسم الإسلام مرتكزة علي مقولات واجتهادات فكرية فقدت صوابها, ولم تجد ما يبررها من سند في الدين أو الضمير أو العقل, والإسلام براء منهم, ومن تطرفهم ولا نوافق أبدا أن يحمل هؤلاء اسمه أو ينتسبون إليه ولا نقبل أن ينسبهم الآخرون إليه. وقال د.سراج الدين إن المجتمعات الإسلامية اليوم تموج بالفكر التكفيري, ويسرف أصحابه في تضليل الناس وتكفيرهم ويستبيحون دماءهم وأموالهم, هؤلاء يقتلون المسلمين الأبرياء لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي ويتوعدون كل من خالفهم في الدين بالإبادة, ويتناسون بل يجحدون المبادئ التي جاء بها الإسلام في توقير التعددية واحترام الاختلاف.