عقب يوم من تحرير مدينة الرمادى مركز محافظة الأنبار من يد تنظيم «داعش» الإرهابى صعد التنظيم من جرائمه ضد المدنيين فى محافظة نينوى ومركزها الموصل ،وأعلن مصدر فى شرطة نينوى العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 120 عراقيا فى إحدى قرى شمال غربى مدينة الموصل الواقعة على بعد 400 كم شمال بغداد ويسيطر عليها تنظيم «داعش» الارهابى. وقال العقيد خالد الجوارى بشرطة نينوى، إن «سكان قرية اسكى موصل 30كم شمال غرب الموصل، عثروا أمس على مقبرة جماعية تضم رفات نحو 120 من القوات الامنية والعسكرية ومدنيين من سكان القرية وان السكان نقلوا كافة الرفات للطب العدلى الشرعى للتعرف عليها»، أضاف الجوارى أن «عناصر تنظيم داعش أعدمت الشيخ معتصم عبد الخالق البدراني، إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب فى منطقة الاصلاح الزراعى غربى الموصل لعدم مبايعته لتنظيم داعش والعمل بتعليماتهم بعد اعتقاله مطلع الشهر الحالى». كما أكد مصدر أمنى بمحافظة نينوى العراقية أن قوة من تنظيم داعش هجرت قسرا نحو خمسة آلاف شخص من قرية جنوب الموصل بعد إعدامها لأربعة من أبناء القرية بتهمة التعاون مع القوات العراقية. وقال النقيب زياد رمزى الشيخ إن «قوة من تنظيم داعش اقتحمت قرية الحود المعروفة باسم «الحود التحتانية» بناحية القيارة جنوب الموصل وأعدمت فجر أمس الشبان الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاما أمام أنظار أهلهم وتركت جثثهم فى العراء بدعوى التعاون مع القوات ومحاولة الفرار من القرية» ، مضيفا أن تنظيم داعش أمر أهالى القرية بإخلائها خلال ساعتين مهددا بقتل كل من يعصى الأوامر. وقال العقيد خالد الجوارى ان»عناصر تنظيم داعش نفذوا حكم الإعدام رميا بالرصاص وسط مديرية تربية نينوى فى منطقة الفيصلية شرقى الموصل على معلمتين لرفضهما تدريس منهاج تنظيم داعش ووصفه للطلاب بالتحريضيه»، وكشف مصدر فى وزارة البيشمركة ان أربعة من افراد البيشمركة قتلوا بقصف داعش لبلدة تلسقف ذات الاغلبية المسيحية والتى تسيطر عليها قوات البيشمركة شمال الموصل وإن جثامين القتلى وصلت للطب العدلى فى محافظة دهوك.وأعلن مسئول أمنى رفيع أمس البدء باجلاء عشرات العائلات التى كانت محاصرة داخل مدينة الرمادى بعد اعلان تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش. وقال قائد العمليات الخاصة الثالثة فى جهاز مكافحة الارهاب اللواء الركن سامى كاظم العارضى «بدأنا باخلاء 350 مدنيا على الاقل كان يحاصرهم داعش وسط الرمادي». وأوضح أن «نحو مائة عائلة يصل عددها الى أكثر من 350 شخصا غالبيتهم من النساء والاطفال سلموا أنفسهم لقوات جهاز مكافحة الارهاب فى المجمع الحكومى وسط الرمادى». وفى الوقت نفسه ذكر مصدر محلى أن عناصر من تنظيم داعش بدأوا فى حفر خنادق فاصلة بين مناطق يسيطرون عليها بامتداد المناطق التى تقع على مشارف جبال حمرين (على بعد 160 كم شمال بغداد)، والتى تضم قوات الجيش العراقى والشرطة الاتحادية والحشد الشعبى لعرب كركوك . ومن ناحية أخرى ، أكد صهيب الراوى محافظ الأنبار أن عودة العائلات النازحة إلى مدينة الرمادى مركز المحافظة ستتم خلال الفترة المقبلة. وقال الراوى إن «بشائر تحرير الرمادى أثلجت صدور العراقيين .. وبعد تحريرها ستقوم القوات العسكرية بعملية تمشيط لتفكيك وإزالة العبوات الناسفة التى زرعها الإرهابيون على الطرق والمنازل ، وسنبدأ بتأمين عودة العوائل إلى منازلهم ، مع إمكانية صرف مبالغ تعويضية لهم لإعادة ترميم المنازل التى تعرضت للخراب جراء المعارك».وأضاف :«ستبدأ عمليات جديدة لطرد تنظيم داعش من ضواحى مدينة الرمادى. ومن جانبه حذر وزير الخارجية الأميركية جون كيرى من أن مدينة الرمادى «ليست آمنة تماما بعد».وأثنى على الحكومة العراقية والقوات العراقية الا انه اشار الى أنه فى الوقت الذى يرفرف فيه علم العراق على مركز الحكومة المحلية فى المحافظة «لا تزال هناك أجزاء من المدينة يجب اعادة السيطرة عليها».