عقب زيارة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية المفاجئة للقدس الشريف دعا اتحاد كتاب مصر الي اجتماع مساء الأثنين الماضي للبت في أمر عضوية فضيلة المفتي,وقد اختلفت آراء المثقفين بين معارض ومؤيد. د. حامد أبو أحمد الناقد الادبي المعروف التمس الأعذار لفضيلة المفتي, قائلا: ينبغي ألا ننشغل بهذه الزيارة عن قضايا أخري أهم, أيها أولي.. أن يفصل المفتي من عضوية اتحاد الكتاب أم أن يكون لنا موقف واضح وحاسم من دعم الثورة السورية.. والدماء الزكية التي سالت بالمئات كل يوم ولا تزال تسيل؟ أليس هناك شعب يقتل.. أين أصوات المثقفين من هذه القضية الخطيرة؟ وأيهما أولي أن نفصل المفتي أم أن يكون لنا موقف حاسم من قضية الدستور؟ ويضيف أبو أحمد: ليست لدينا الآن رفاهية الانغماس في قضايا أصحاب الشأن فيها يرحبون بها.. لماذا نحن غاضبون؟, علي من يعلو صوتهم الآن بالصراخ أن يعيدوا النظر في القضايا ذات الأولوية, إن عندنا من القضايا ذات الأولوية التي لا يهتم بها اتحاد الكتاب ما هو أهم من زيارة المفتي للقدس, خاصة أنها زيارة شخصية غير رسمية ولا مرتب لها وجاءت كما قيل بناء علي مطالبة من الفلسطينيين, والمعروف أن القيادات الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه يدعو الي زيارة القدس وقطع القطيعة معها, وإذا كان اتحاد الكتاب يقارن بين زيارة المفتي للقدس وزيارة الكاتب علي سالم لإسرائيل ودعوته الي التطبيع معها فلا وجه للمقارنة علي الإطلاق, وأخيرا يؤسفني أن أقول إن وعي المثقفين ضعيف! بل تنطوي بعض المواقف علي خيانة للشعب, منهم من كان متحالفا مع النظام السابق, وعلينا أن ننظر الي الأمور بروية وتأمل. الناقد المعروف د. محمد عبد المطلب, يقف في جانب الرفض قائلا: لا يستطيع الإنسان أن يتخذ موقفا موضوعيا إزاء هذه الواقعة الصادمة لتربيتنا الدينية والتاريخية والثقافية والقومية, وقد تكاثرت الأسئلة التي لم أجد لها أي إجابة, منها: هل يجوز شرعا أن يقوم إمام ديني بزيارة أرض للمسلمين محتلة, زيارة محبة وسلام؟ وهل هناك فرق بين د. علي جمعة عالم الدين ود. علي جمعة مفتي الديار المصرية؟, لماذا أقدم الشيخ علي هذا الفعل فجأة في الخفاء, لماذا أقدم الشيخ علي فعلته بعد وفاة البابا شنودة, وبعد أن سبقه الشيخ الجفري؟ لماذا صحب الرجلين في الزيارة أحد أمراء البيت المالك في الأردن؟, ألم يتعلم الشيخ من زيارة السادات للقدس, وأنها زادت القضية الفلسطينية تعقيدا؟ وأخيرا: أين موقف المؤسسة الدينية والرسمية من احتفاظ الشيخ بمنصبه الذي أهانه بهذه الزيارة المشئومة.؟