إنترنت الأشياء مصطلح حديث لم يتعد عمره الخمس سنوات, لكنه ينتشر بسرعة مذهلة فى العالم لأنه أشمل وأعم فهو الثورة القادمة فى عالم التواصل ليس فقط بين الإنسان والآلة ولكن بين الأجهزة وبعضها. د. يحيى إسماعيل مدير مركز النانو بمدينة زويل أوضح خلال ندوة نوادى علوم الأهرام أن انترنت الأشياء هو الجيل الجديد من الإنترنت الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها عبر الإنترنت وتشمل هذه الأجهزة والأدوات والمستشعرات والحساسات. وما يميز إنترنت الأشياء أنها تتيح للشخص التحكم ومتابعة أى شيء عن بعد إضافة إلى إنجاز الأجهزة الذكية للكثير من المهام دون أى تدخل بشرى بما فى ذلك إصلاح الأخطاء. وأشار إلى أن ظهور إنترنت الأشياء فى هذا التوقيت يعود السبب فيه إلى تصغير التكنولوجيا عن طريق تصغير الرقائق الإلكترونية التى تعد أساس الإلكترونيات, والتى يتم وضع وحدات بناء الإلكترونيات " الترانزستورز " عليها, هذا التصغير أتاح وضع مليارات الترانزستورز على شريحة واحدة. هذا التصغير له دور فى زيادة الوظائف التى تقوم بها مليارات الترانزستورز وتقليل الطاقة المستهلكة. واستعرض بعض تطبيقات إنترنت الأشياء التى تتيح للإنسان التحكم بشكل سهل وفعال بالأشياء من حوله. فيستطيع المستخدم مثلاً معرفة محتويات الثلاجة وتشغيل جهاز التكييف ولمبات الإضاءة عن بُعد من خلال هاتفه الذكى. كما يمكن للسيارة أن تتعرف على أرصفة وإشارات الطرق واتخاذ قرارات بالسير أو الاصطفاف من دون تدخل السائق، تعتمد جميع هذه التطبيقات على أربع خطوات, أولها وجود حساسات "sensors" يتم وضعها على الشرائح الإلكترونية الصغيرة, ثم أداة توصيل تسمح بتبادل المعلومات بين الأجهزة من خلال شبكة الانترنت، ثم يأتى دور المعالجة الالكترونية وأخيرا التحكم. وأوضح د. يحيى اسماعيل أن انترنت الأشياء سيرصد كل حركة فى حياتنا الأمر الذى سيستدعى ظهور أنواع جديدة من التشفير التى تناسب هذه التكنولوجيا, وذلك لضمان تأمين معلوماتنا الشخصية. كما أشار إلى أن هذا الكم الضخم من المعلومات عن مليارات البشر سيحتاج إلى تحليل قبل اتخاذ أى قرارات, وهذا التحليل يتم من خلال ما يعرف cloud computing الحوسبة السحابية والتى لها القدرة على معالجة هذا الكم من المعلومات. وأوضح د. يحيى أن لإنترنت الأشياء أبعاد مختلفة، من بينها البعد الاقتصادى، فهناك اليوم 11 مليار جهاز متصل بشبكة الإنترنت, من هواتف وحواسب وكاميرات مراقبة وأجهزة منزلية وطبية وغيرها, وقد بلغ العائد الاقتصادي لهذه الأجهزة 1 ترليون دولار, وسيصل عدد هذه الأجهزة إلى 50 مليار جهاز بحلول عام 2020 أى بعد أربع سنوات سيكون هناك انفجار فى حجم سوق انترنت الأشياء. أما البعد الاجتماعى فظهرت نماذج جديدة ومختلفة فى قطاع الأعمال، فى مجالات الميكنة الصناعية والأسواق التجارية الكبرى، وعلى الرغم من الزيادة المتوقعة فى نسبة البطالة نتيجة لاختفاء بعض الوظائف بسبب ظهور هذه التكنولوجيا, إلا أن هذا السوق الجديد سيتيح فرص عمل غير تقليدية وستحتاج إلى إمكانيات متطورة وابتكار الأمر الذى يستدعى أن يطور الإنسان نفسه لمجاراة التطور المذهل فى التكنولوجيا. ومن أخطر الأبعاد التى يجب وضعها فى الحسبان, البعد الأمنى، فما نعيشه اليوم من اختراق للخصوصية على شبكة الانترنت سوف يتضاعف نتيجة لرصد كل شىء عن الإنسان، ومع هذه التكنولوجيا الجديدة التى تتيح مليارات البيانات، أصبح تكدس المعلومات مشكلة أمنية إذا لم يتم التعامل مع هذه المعلومات الضخمة وإذا لم تتوافر القدرة على تحليل البيانات بدقة للوصول للنتائج الصحيحة.