أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس أنه لا يوجد سبيل لحل الأزمة فى سوريا إلا من خلال الحل السياسي، وقال إن الشعب السورى وحده هو من سيحدد رئيسه، وأن روسيا لن تسمح لأى قوة خارجية بأن تقرر من سيحكم سوريا. وأكد بوتين خلال مؤتمره الصحفى السنوى فى موسكو بحضور أكثر من 1300 صحفى روسى وأجنبى أنه لا توجد خطة بديلة للعملية السياسية لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن خطة روسيا لتسوية الأزمة فى سوريا تتلاقى مع النقاط الأساسية وخطط الولاياتالمتحدة لحل هذه الأزمة. وأضاف «نحن لن نكون سوريين أكثر من السوريين أنفسهم، سندعمهم حتى بدء العملية السياسية والتفاوض». وقال بوتين إن موسكو تساند بشكل عام المبادرة الأمريكية لإعداد قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا لكنها لن تسمح لأى قوة خارجية بأن تقرر من سيحكم سوريا وموقفها لم يتغير. وأوضح أن القضية الرئيسية فى العراقوسوريا هى تجارة البترول، أما «العامل الإسلامي» فثانوي. واعتبر بوتين أن الضربات التى يشنها الطيران الروسى فى سوريا تدعم ليس فقط هجوم القوات الحكومية، لكن أيضا المعارضة التى تحارب تنظيم داعش. وأضاف «ندعم بالضربات جهود المعارضة فى مكافحة تنظيم داعش مثلما ندعم جهود الجيش السوري»، وأوضح أنها «كانت فكرة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند محاولة توحيد جهود الجيش السورى وجزء من المعارضة المسلحة على الاقل فى مكافحة داعش، وتوصلنا إلى حد ما إلى ذلك». وكشف أن موسكو على اتصال فى سوريا مع مكونات من المعارضة «تريد مكافحة تنظيم داعش وتفعل ذلك». وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، أكد بوتين إنه «لا يرى أى احتمال» لتحسن العلاقات مع القيادة الحالية فى تركيا بعدما أسقطت طائرة حربية روسية الشهر الماضي. وأضاف أن إسقاط الطائرة الروسية كان «عملا عدائيا» وأنه لا يفهم لماذا أقدمت تركيا عليه. وقال «ماذا حققوا؟ ربما اعتقدوا أننا سنهرب من سوريا؟ لكن روسيا ليست هذه الدولة». وأشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية عرضت صورا تظهر أن هناك 11 ألف ناقلة بترول تريد عبور الحدود العراقية التركية عبر كردستان العراق. من جانب آخر، يشارك وزير الخارجية سامح شكرى اليوم - الجمعة - فى المحادثات التى تعقد هناك لبحث سبل حل الأزمة السورية. وقال جون كيربى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الاجتماع يهدف «لتعزيز جهود التعجيل بإنهاء الصراع، بما فى ذلك المفاوضات الرسمية الضرورية بين ممثلى الحكومة السورية والمعارضة». ويندرج مؤتمر نيويورك فى سياق ما يعرف بمسار فيينا الذى اتفقت فيه 17 دولة بينها روسيا وايران، فى 14 نوفمبر الماضى على خريطة طريق لعملية انتقال سياسى فى سوريا. فى الوقت نفسه نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أمس عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية، قوله إن الأردن سلم الجانب الروسى قائمة بنحو 160 تنظيما مشتبها بالتورط فى الأنشطة الإرهابية فى سوريا. وأضاف أنه من المتوقع أن تطرح القائمة الأردنية للنقاش خلال الاجتماع الوزارى لمجموعة دعم سوريا فى نيويورك. من جانبه، رفض بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة رهن الحل السياسى فى سوريا بمصير الرئيس السوري، وقال إنه «من غير المقبول» ربط التقدم باتجاه تسوية سياسية بمصير الأسد. وأضاف: «مبدئيا يعود للشعب السورى اتخاذ قرار بشأن مستقبل الرئيس السورى الأسد، لكنى أعتقد أيضا أنه من غير المقبول أن يرتهن حل هذه الأزمة بمصير رجل واحد». وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن «بعض الدول» تتحدث عن إمكانية أن يحتفظ الرئيس الأسد بدور لبضعة أشهر بعد بداية المرحلة الانتقالية.