لا يختلف اثنان على أن مصر والسعودية هما القوتان الأكثر تأثيرا الآن فى الإقليم العربي، كما لن يختلف اثنان على أن الدولتين الشقيقتين يقع عليهما حاليا عبء الحفاظ على الأمن القومى العربى فى مواجهة ما يتهدده من تحديات شائكة، وهى كثيرة، وذلك فإن شعبى الدولتين ينظران بأمل ورجاء إلى قادة الدولتين، وهم قادة معروف عنهم الحكمة والخبرة والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة فى أوقات الأزمة. ومن هذا المنطلق تأتى أهمية انعقاد الاجتماع الثانى لمجلس التنسيق المصرى السعودى بالقاهرة، فلا شك أن التنسيق سيمتد ليشمل سياسات البلدين فيما يتعلق بالشأن العربي، والذين يتابعون عن كثب تطور العلاقات بين الدولتين سيلحظون أن ثمة توافقا كبيرا فى نظرة مصر والمملكة فى معظم القضايا العربية الملتهبة. ويدور هذا التوافق حول مباديء أساسية لا يمكن التجاوز أو التفريط فيها، ومن بينها ضرورة حماية الأمن القومى العربى حفاظا على مصالح الشعوب، وأيضا عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وعدم السماح لأى قوى خارجية بالعبث فى الشأن العربى لتحقيق مآرب خاصة لهذه القوة أو تلك. وبالعودة إلى التاريخ المعاصر، سندرك مدى خصوصية العلاقات بين مصر والمملكة، وكيف أن السعودية كانت دائما سندا وصديقا حقيقيا لمصر فى كل أوقات أزماتها، كما أن مصر كانت سندا لشقيقتها السعودية، ولن نتحدث هنا عن العلاقات الروحية والدينية التى تربط بين الشعبين، ولا عن ملايين المصريين الذين يتخذون من المملكة وطنا ثانيا لهم يحبونه كما يحبون وطنهم الأول، ولا عن المصالح المادية والاقتصادية التى تجمع بين الشقيقتين فكل ذلك معروف للجميع. .. إنما سنتحدث عن التحديات التى تفرض نفسها فرضا على البلدين، سواء الأوضاع فى سوريا، أو ليبيا، أو اليمن، أو العراق.. وغيرها، وأيضا لا يمكن إغفال المطامع والمؤامرات التى تحاك ضد إقليمنا العربى ليل نهار. لمزيد من مقالات رأى الاهرام