أكد المستشار الثقافى والتعليمى المصرى فى الرياض الدكتور محمد عثمان الخشت أن العلاقات المصرية – السعودية لا تقف عند المصالح المشتركة بل تتعداها إلى كيمياء روحية فريدة عبر التاريخ. واكد أنه لا يمكن تصحيح الخطاب الديني بدون إعادة تفسير القرآن تفسيرا عصريا؛ لافتا إلى أن المكتب الثقافى المصرى بالرياض نظم مسابقة بحثية كبرى بعنوان (كيف نفهم القرآن الكريم؟) تهدف إلى المساهمة في تجديد الخطاب الديني من خلال رفع الوعي العلمي بالقرآن الكريم، ومد جسور التدبر والتحاور والتواصل مع كتاب الله، وتنمية ثقافة التفكير العلمي ومهاراته وتقديم آراء موضوعية تساعد على تطوير العلاقة مع القرآن الكريم والمجتمع، ونبذ التقليد الأعمى، والقضاء على العقول المغلقة، مما قد يحرك المناخ الثقافي العربي. وحول محاربة الارهاب والتطرف في اطار العلاقات الثقافية بين البلدين ومن خلال المكتب الثقافي، أشار الخشت إلى ضرورة تناول الظاهرة من أبعاد مختلفة: سياسية واجتماعية ونفسية واقتصادية، وتعليمية، ومعرفية, واصفا الشخصية الإرهابية بأنها شخصية مركّبة تجمع في خصائصها الاضطراب النفسى والعقلى، مبينا أن الأسباب العقائدية ليست هي كل ما يصنع الإرهابي. وأكد أن العلاقات الثقافية المصرية السعودية لا تقف عند المصالح المشتركة، بل تتعداها إلى كيمياء روحية فريدة عبر التاريخ؛ فقد بدأت تلك العلاقات منذ القدم، وهي تصل إلى درجة المصاهرة، فالمصريون هم أخوال "العرب المستعربة"؛ والروح المصرية حاضرة في الروح السعودية، والروح السعودية حاضرة في الروح المصرية، في توأمة تاريخية وروحية. وأضاف أن العلاقات بين البلدين بدأت تأخذ منحنى يتلاءم مع عصر الدولة الحديثة منذ توقيع أول اتفاقية صداقة بين مصر والسعودية عام 1926 م، حيث سيمر مع قدوم عام 2016 تسعون عاما على توقيع تلك الاتفاقية التاريخية، وسوف تكون هذه مناسبة لاعطاء دفعة جديدة ومتجددة في المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية. كما يذكرنا الخشت أن العلاقات الثقافية والعلمية والتعليمية كانت قد أخذت آفاقا واسعة المدى عندما أعلن الملك عبد العزيز توحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية عام (1351ه= 1932م). حيث كان للحكام السعوديين ثقة متميزة في المصريين واستعانوا بهم فى بناء المملكة الحديثة في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية. وحول جهود المكتب الثقافي المصري بالرياض في دعم العلاقات الثقافية مع المملكة، أشار إلى أن المكتب قد أطلق في شهر مايو 2015 "الملتقى الإبداعي المصري السعودي" ليكون ملتقى دوريا يحتضن المبدعين من البلدين الشقيقين, علاوة على مبدعي الدول العربية الأخرى بالرياض، وتمت اقامة 24 فعالية ثقافية متنوعة بمشاركة مثقفين مصريين وسعوديين بالمكتب (ندوات، حفلات، معارض)، والمشاركة في 157 فعالية سعودية ومصرية لتوطيد العلاقات الثقافية مع المؤسسات السعودية والمثقفين السعوديين.. وفي إطار الترويج للثقافة والتعليم المصري تمت إقامة 23 معرضا ثقافيا وتعليميا وسياحيا في 18 جامعة ومدرسة دولية وحكومية وخاصة. وأضاف أن هناك تعاونا غير مسبوق بين مصر والسعودية في مختلف الفعاليات مثل: المعارض الدولية، والمؤتمرات، والندوات وورش العمل، مثل المشاركة المصرية الكبيرة في معرض الرياض الدولي للكتاب، والمشاركة السعودية الضخمة في معرض القاهرة للكتاب، ومهرجان الطبول بمصر، وأسبوع التلي العربي بأسيوط، والحضور المصري القوي في مهرجان الجنادرية، ومؤتمر "الثقافة العربية الأمريكية الجنوبية: الشراكة والمستقبل"، ومؤتمر وزراء الثقافة العرب، والمشاركة في ندوة "العلاقات السعودية الروسية" بملتقى المريبض بالرياض، والمشاركة في مهرجان شعراء القحطانية. وإقامة ندوة علمية متخصصة بالتعاون مع المكتب الطبي للتوعية من مخاطر فيروس كورونا في السعودية والوقاية منه وتقديم رؤية متكاملة للمملكة من خبراء مصريين بإجراءات عملية محددة لحل المشكلة. وأوضح الخشت أن المكتب قد أقام ورشة عمل تناقش تحويل العلاقات الثقافية المصرية السعودية إلى خطط تنفيذية وسط حضور مميز من خمس دول عربية، وبمشاركة الأندية الأدبية بالمملكة برئاسة د. أحمد قران الزهراني مدير عام الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام السعودية وممثلين لمهرجان الجنادرية، الى غير ذلك من الفاعليات المهمة والمتنوعة سواء في مصر أو السعودية. وأضاف إنه من الموضوعات المهمة التي طرحتها المسابقة: كيف يمكن خلق صورة ذهنية جديدة عن الإسلام من خلال القرآن الكريم، ومشاكل التعصب في المجتمعات الإسلامية وكيف عالجها القرآن الكريم، وكذلك كانت أحد أهم محاور المسابقة تدور حول آليات الحوار والاختلاف مع الآخر في القرآن الكريم. وأكد الخشت أن للمكتب دورا مهما في الدعم الثقافي للدولة الوطنية في الوعي الثقافي المصري السعودي المشترك، من خلال الندوات وإقامة فعاليات ثقافية للترويج لمراحل خارطة الطريق والدولة الوطنية، ومكافحة الارهاب والبيئة الحاضنة له، والمشاركة في الفعاليات السعودية لتوصيل الرسالة الوطنية، وتوزيع نسخ مجانية من مشروع الدستور الجديد، والتوعية بالاستفتاء علي الدستور، وانتخابات الرئاسة، والانتخابات البرلمانية.. إلخ. وإعداد وإصدار كتيب باللغة العربية بالألوان عن قناة السويس القديمة والجديدة وتاريخها ودورها في التنمية, وإعداد وإصدار مطوية بالألوان عن قناة السويس القديمة والجديدة وتاريخها ودورها في التنمية, وإعداد وإصدار كتيب باللغة الانجليزية بالألوان عن قناة السويس القديمة والجديدة وتاريخها ودورها في التنمية، وتوزيعه على البعثات الاجنبية بالمملكة. كما أنشأ المكتب الثقافي المصري بالرياض موقعا إلكترونيا شاملا لإطلاع المصريين والسعوديين على أنشطة المكتب والثقافة المصرية والتعليمية والعلمية. وتجلت المخرجات الإعلامية لأنشطة المكتب الثقافي بالسفارة المصرية بالرياض في تناول وسائل الإعلام المختلفة المصرية والسعودية وبعض الدول الأخرى أخبار وأنشطة المكتب، والانحسار التدريجي للشعور بعدم الثقة الناتج عن الدور السلبي للإعلام المُعادي. وعن محاربة الارهاب والتطرف في اطار العلاقات الثقافية بين البلدين ومن خلال المكتب الثقافي، أضاف أنه تم عقد مجموعة من الندوات بالتعاون مع الجان بالسعودي سواء في مقر المكتب أو خارجه، وعلى سبيل المثال:ندوة "العلاقة بين الفن والأخلاق وحرية الإبداع بين مصر والسعودية"، وندوة "الوسطية والاعتدال في الثقافة الإسلامية: نموذجا مصر والسعودية"، ومحاضرة " الطريق نحو تأسيس عصر ديني جديد لا مكان فيه للإرهاب والتطرف" حيث أوضحنا الشروط الواجب اتباعها لتجديد الخطاب الديني لتأسيس عصر ديني جديد لا مكان فيه للإرهاب والتطرف، وحيث الوسطية والعقلانية النقدية.