شدد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية والوطنية لحماية وتعزيز جميع الحقوق والحريات التى كفلتها مواثيق الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، ومسئولية الدول نحو حماية وإعمال كافة الحقوق والحريات للأفراد، وإدماج حقوق الإنسان فى السياسات العامة للدول ودعا - فى بيان أمس بمناسبة الاحتفال بذكرى اليوم العالمى لحقوق الإنسان - المجتمع الدولى إلى تبنى سياسات تقوم على حل الأزمات بالوسائل السلمية وتجنيب الأفراد مخاطر النزاعات المسلحة، وأولوية حماية حقوق الإنسان فى إطار التدابير التى يتم اتخاذها لمكافحة الإرهاب. وأشار الأمين العام إلى أن الشعب الفلسطينى من أكثر الشعوب معاناة من غياب هذه الحقوق التى تنتهك منذ عقود بشكل ممنهج وبأشكال متعددة لاسيما استمرار أعمال القتل والجرح التى يرتكبها الجنود والمستوطنون الإسرائيليون بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى احتجاز الآلاف من الفلسطينيين بدون محاكمة، واستمرار مصادرة الأراضى الفلسطينية، وتوسيع وإقامة المستوطنات الإسرائيلية فيها، ومصادرة ممتلكات الفلسطينيين ونزع ملكية أراضيهم، وهدم منازلهم، كل هذه الممارسات والانتهاكات تصاعدت وتيرتها ووحشيتها أمام تغاضى وصمت المجتمع الدولى عن هذه الانتهاكات وغياب التحرك الفاعل والجاد للتنديد بها ووقفها. وأكد العربى ضرورة تضافر الجهود من أجل إعمال وترسيخ الحقوق والحريات الواردة فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، تلك الوثيقة الأساسية والجوهرية التى تعهَد المجتمع الدولى التمسك بها فى أوقات السلم وفترات النزاع، خاصة فى هذا العام الذى يصادف الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، وما تعيشه المنطقة من نزاعات مسلحة وانتشار للأعمال الإرهابية التى تشكل تهديدا للحريات والحقوق الأساسية للإنسان العربى مما يستوجب ضرورة التحرك الفاعل لحماية الكرامة الإنسانية ولمعالجة الأسباب المتعددة والمتنوعة للظلم الاجتماعي. وأضاف أنه تم تخصيص اليوم العالمى لحقوق الإنسان لهذا العام لتدشين حملة مدتها عام بشأن حلول الذكرى السنوية الخمسين للعهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وهما: العهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويشكل العهدان - جنبا إلى جنب مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان - الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، التى تحدد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمدنية لكل إنسان بوصفها جميعا حقا إنسانيا أصيلا.