في ظل أزمة مائية متوقعة بعد سنوات ليست بالبعيدة كان من الضروري واللازم أن نلفت النظر الي مشروع حبيس الادراج منذ سنوات تائه بين المسئولين لا يجد من ينقذه من براثن الاهمال والنسيان وهو اقامة محطات عملاقة لاستخدام الطاقة الشمسية لتحلية مياه البحر كأسهل بديل للاعتماد علي مياة نهر النيل في ظل الازمة الدائرة بين مصر واثيويبا والسودان والخلافات علي حصة مصر من مياه النيل بعد دخول سد النهضة حيز التنفيذ. ............................................................................................ تخوفات عديدة اعترف بها خبراء المياة في تلك الازمة ورغم وجود عدة محطات بمصر الا أن المشكلة تبقا في قلتها وعدم تأثيرها علي الاحتياجات المائية للمواطنين مما يحتاج الي تنفيذ ذلك المشروع الضخم لتطبيق تلك التجربة بشكل واسع ومفيد وملموس.والحقيقة ان بلدانا متعددة نجحت في استخدام الطاقة الشمسية لتحلية مياه البحر مثل شيلي التي استطاعات عبر مشاريع ضخمة لتحلية مياه البحر في تحقيق الكفاية المائية وانقذت نفسها من ازمة مائية عالمية قادمة لا محالة. في البداية يقول الدكتور سعد القواس الخبير المائي ان ازمة سد النهضة تجبرنا علي ايجاد حلول سريعة للخروج من الازمة وتأمين المصريين من نقص المياه وأسهل الحلول هو تعميم مشروعات ضخمة لانتاج كميات كبيرة من المياه العذبة عن طريق تحليتها باستخدام الطاقة الشمسية وأضاف ان طاقة انتاج المياه حاليا في مصر حوالي25 مليون متر مكعب في اليوم عن طريق نهر النيل ومع التخوفات العديدة من تأثير سد النهضة علي تلك الحصة من المياه يجب التحسب من ذلك عن طريق هذا المشروع لافتا الي ان المياه التي يتم تحليتها تمثل نصفا في المائة من طاقة انتاج المياة وهو معدل لا يذكر مع مشروعات قليلة وصغيرة للغاية تنتج تلك النسبة مما يستلزم اقامة محطات عملاقة لتحلية مياه البحر وعدم الاكتفاء بتلك المحطات القليلة للغاية. أما دكتور حازم الصاوي الباحث باكاديمية البحث العلمي فيقول منذ البداية جاءت فكرة تحلية مياه البحر المتوسط عن طريق مجموعة من الخبراء الالمان والذين اجمعوا علي ضرورة اقامة محطات عملاقة للاستفادة من شمس مصر في تحلية المياه المالحة.ويري الدكتور انه رغم اقامة محطات لتحلية المياه الا انها صغيرة ونسبة انتاجها من المياه لا تذكر وبالتالي لن نستطيع الاستفادة منها الان بعد اقامة محطات عملاقة لتحلية المياه ويشير دكتور الصاوي الا ان استخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه يقلل التكلفة الي النصف وهو ما يمثل حلا عبقريا للخروج من اي ازمة مياة متوقعة. امادكتور احمد نعيم مدير المشروع الجديد لتحلية مياه البحر بالغردقة فيوجه الشكر في البداية الي مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف اسماعيل لدعمه مشروع تحلية مياة البحر بالغردقة بمبلغ265 مليون جنيه ويري انها خطوة عملاقة وقفزة في تمويل الحكومة لمثل تلك المشروعات الضخمة والتي تذيد معها حصة انتاج المياه العذبة للمصريين دون الاعتماد علي نهر النيل كمورد رئيسي وشبه واحد في المياه العذبة.ويواصل دكتور نعيم قائلا ان اقامة محطات عملاقة بدعم مادي من الحكومة بات هو اسهل حل للتغلب علي اي مشكلة مائية في اي وقت وليس فقط ازمة سد النهضة والتي ستؤثر بلا شك عل حصة مياة نهر النيل ومع وجود دعم حكومي مالي لمحطات مستقبلية عملاقة لتحلية مياه البحر عن طريق الطاقة الشمسية بات الحلم قريبا من التحقيق واقتربنا اكثر واكثر من التغلب علي اي ازمة مائية يتوقعها اغلب الخبراء. ويشرح الخبير الفزيائي حسان نجم الطريقة المتبعة في تحلية مياه البحرفيقول: في البداية يدخل ماء البحر الي المرحلة الاولي بدرجة حرارة20 مئوية ويتكثف بخار الماء علي سطح المبدل عند هذه الدرجة وهي كذلك درجة غليان ماء البحر في هذه المرحلة ويلفت د.حسان النظر الي انة يجب ان يكون الضغط في هذة المرحلة منخفض جدا=.025 جوي امافي المرحلة الثانية تزداد درجة حرارة ماء البحر وهي درجة حرارة تكثيف بخار الماء وبالتالي يزداد الضغط قليلا وهكذا تزداد درجة الحرارة من مرحلة الي اخري لذلك اكبر درجة حرارة هي في المرحلة الخامسة والحكمة من تعدد المراحل هي الاستفادة القصوي من الطاقة الحرارية للبخار, وهذا يتضح من خروج ماء البحر العادم من الناحية الابرد( بأقل قدر من الحرارة الي البحر)واخيرا يؤكد د.حسان ان الحل في اقامة مشروعات عملاقة هو مسئولية مشتركة بين القطاع الخاص والحكومة.