مما لاشك فيه أن المال السياسى هو الفائز الوحيد والأوحد فى جولة الانتخابات البرلمانية التى أجريت مؤخرا وهذا يتضح من النتائج من فوز أكبر عدد من رجال الأعمال والتجار وتجار الخردة و التجار فى كافة المجالات وكذلك عدد من رجال الحزب الوطنى المنحل الذى قامت عليه ثورة 25 يناير رفضا لسياساته ورفضا لتزاوج المال بالسلطة .... كما يتضح من النتائج أيضا انه سيكون برلمان عائلى حيث كان هناك 47 مرشحا ومرشحة ينتمون لعائلات واحدة .... حيث وجدنا الأب وابنه يترشحان وينفقان الملايين دون ضابط أو رابط ....
ولقد سمعت المؤتمر الصحفى للجنة العليا للانتخابات التى لم نسمع لها حسا ولا خبرا بشأن الانتهاكات التى ارتكبت فى هذه الانتخابات على مرأى ومسمع الجميع ومسجلة بالصوت والصورة ولكن للأسف اللجنة لم تقتنع بوجود رشاوى انتخابية وهناك من تعد سقف الدعاية الانتخابية ويكفى أن نرى حجم الاعلانات الأوت دور على كوبرى أكتوبر مثلا والتى تحدث لأول مرة فى انتخابات برلمانية لنرى حجم الإنفاق ....وبرغم كل هذا لم نسمع عن وقف أحد المرشحين عن استكمال العملية الانتخابية أو حرمانه من اتمام الانتخابات أو سؤال أحد المرشحين عن أسباب تعديه لسقف الدعاية الانتخابية أو مساءلة أحد المرشحين الذين ساعدوا فى انتشار التلوث السمعى طيلة فترة الانتخابات من خلال الأغانى التى أنفقوا عليها الملايين من خلال الاستعانة بأحد المطربين الشعبيين وسرقة بعض الألحان ووضعها على إسمهم أى سرقة للملكية الفكرية ... أو الرشاوى الانتخابية واستغلال المال فى كسب تأييد الفقراء والبسطاء من أبناء الشعب المصرى الذين لا حول لهم ولا قوة ...وكذلك لم نسمع التحقيق فى واقعة الاتفاقيات التنائية بين احد القوائم ... واتهام القائمة الآخرى لها بتضليل الشعب المصرى وخيانة الوطن .... أو تحقق مع أحد المسئولين عن أحد القوائم الذى استعان بصور بعض الاعلاميين والنجوم لوضعهم فى الدعاية الانتخابية دون أن يكونوا مرشحين أصلا على القائمة الا يعد هذا تضليلا للرأى العام وتضليل لأبناء الشعب المصرى....
لقد تخطت هذه الانتخابات حجم كل الانتهاكات التى كانت تحدث قاطبة على مدار القرون الثلاثة الماضية ...
هذه التساؤلات أطرحها أمام اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية التى لم تفكر فى وضع ضوابط او أى شروط لمن يفكر فى الترشح للبرلمان بل جعلت البرلمان فريسة سهلة صائغة أمام رجال الأعمال والمتاجرين بالدين ......؟!
أفلا من مجيب على تساؤلات يتسائلها جميع أبناء الشعب المصرى. لمزيد من مقالات د.سامية ابو النصر