ما زال التاريخ يعيد نفسه، فها هم الشيعة يطمحون إلى أن يسرى مذهبهم فى مصر، فيطرقون الأبواب طرقا عنيفا من اجل بث هذا المذهب بين أبنائها، كما فعل أجدادهم من قبل حينما ابتنوا الجامع الأزهر من أجل نشر التشيع فى المصريين من خلاله، فوقف لهم الأزهر قديما بالمرصاد، وها هو الأزهر حديثا يقوم بدوره من اجل الحد من نشر هذا المذهب بين ربوع المصريين . هذا ما أكده لنا الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، من خلال عرضه الخطوات التى يقوم بها الأزهر لمنع تغلغل المذهب الشيعى فى مصر . وكشف الدكتور عبد المنعم فؤاد فى حوار مع «الأهرام» أن مشيخة الأزهر شكلت لجنة لمواجهة التشيع، ستعمل على تنظيم ندوات تجوب القرى والمدن والمراكز والتجمعات الشبابية لتحذير الشباب من هذا الخطر وتدفع الشبهات حول الصحابة وأمهات المؤمنين. وأكد أن الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر، يشرف بنفسه على أعمال تلك اللجنة ويولى نشاطاتها أهمية بالغة نظرا لما يراه الأزهر من خطر لنشر التشيع السياسى بين المصريين، موضحا أن اللجنة عقدت 3 اجتماعات متتالية وبصدد إعداد وإصدار كتب ومطويات لنشرها بالجامعات والمحافظات لمواجهة المد الشيعى .. وإلى نص الحوار
ما هى أسباب تصدى الأزهر للأفكار الشيعية؟ يتصدى الأزهر للأفكار الشيعية لعدة أسباب: أنهم ما دخلوا فى مكان إلا أحدثوا فيه فتنا، خاصة الغلاة منهم، كما أن الشاب المصرى إذا تشيع باع وطنه، ويكون ولاؤه للفقيه، والنبي، صلى الله عليه وسلم أمرنا بالحفاظ على الوطن، حينما قال: (إنك أحب البلاد إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت....) وحب الوطن عقيدة أهل السُّنة، وهذا غير موجود فى قلب من يتشيع، هذا بالإضافة إلى أن الشيعة فى عداء تام مع صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، فكل يوم يمر يزدادون فى لعن الصحابة الكرام بمن فيهم أكابرهم، ولقد طلب الدكتور أحمد الطيب من الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد وقت أن زاره وجها لوجه، أن يوقفوا سب الصحابة وسب السيدة عائشة وإيقاف الحقد الشيعي، فالأزهر واضح يريد تفاهما مع الشيعة، ولكنهم لا يقبلون، الأزهر بابه مفتوح لكل من يريد الحوار، ودعا الشيعة العرب للجلوس على مائدة واحدة بالأزهر للتفاهم، فالتفاهم يؤدى إلى إيقاف سفك الدماء فى العراق بين الشيعة والسُّنة واليمن ولبنان وسوريا وإذا حدث تفاهم وتعايش يظل الأمن مستمراً حتى فى الاختلاف مذهبيا. وما الذى طلبه مقتدى الصدر فى رسائله إلى شيخ الأزهر؟ طالب مقتدى الصدر بإعطاء حقوق الشيعة فى مصر، ولكن يجب أن يستقر فى الأذهان أن مصر ليس فيها شيعة، وهى ليست كالبحرين، أو سوريا، ولا يوجد فى المجتمع المصرى غير عنصرين فقط، هم المسلمون السُّنة والمسيحيون. أما التشيع السياسى فلم يثبت عبر التاريخ أن المصريين لعنوا الصحابة أو نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، فالشيعى يعرف باللعن، والفاطميون عاشوا أكثر من 150سنة ولم يتشيع أى من المصريين، فالتشيع السياسى عبارة عن فقاعات يأتى خلفها هدف ينتهى تماماً حينما يعلم به أهل العلم هناك، فهناك من يدافعون عن الشيعة والمذهب الشيعي، وحقوق الشيعة، وهم غير مقتنعين بالتشيع، والطبيعة والبيئة المصرية للرجل المصرى لا تقبل التشيع.ومقتدى الصدر، طالب بالسماح بإقامة الشعائر الشيعية فى مصر، وهذا الأمر سيؤدى إلى زعزعة الأمن الفكرى والوطنى فى البلاد، لأن معنى التشيع وشعائرهم يخرج الشباب فى الشوارع يضربون أنفسهم بالسياط، وتسال الدماء فى الشوارع باسم الحسين، فهل هذه الشعائر الذى يريد تطبيقها مقتدى الصدر على أرض مصر؟!، وهل أقامها النبي، صلى الله عليه وسلم؟! أو فعلها الصحابة من بعده؟! إذن فأى شعائر هذه التى يطالبنا بها الصدر؟! هل يريد أن يصلى الشباب ثم يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان؟! هل يريدون تكفير السيدة عائشة؟! هل يريد أن تقام المآتم والأحزان لمقتل الحسين كما يفعل الشيعة؟! وأنصح الصدر بأن يكمل دراسته ويقف على صحيح العلم ويتوقف عن إزعاج مصر وأزهرها بالرسائل غير المفيدة. ما الخطوات التى اتخذها الأزهر فى هذا الشأن؟ لقد شاهدنا حلقات الإمام الدكتور أحمد الطيب، بالفضائية المصرية، فى شهر رمضان الماضي، والتى بيَّن فيها خطأ مدرسة الشيعة تجاه الصحابة وخطأهم فى القول بعدم عدالة الصحابة، وأن المخطئ من يتهمهم بذلك، وأتساءل: من الذى نقل لنا الإسلام؟ إنهم الصحابة فلو جرحنا الشهود لسقطت القضية بأكملها. وما زالت حلقات الإمام الطيب فى تحصين عقول الشباب من المذهبية الشيعية حتى اليوم كل أسبوع، كما اهتم الأزهر بمعالجة الشباب بتحصينهم من أى فكر بلجان فى الأزهر تقاوم هذا الانحراف، وهناك كتيبات ومطويات ستظهر قريبا من بينها كتاب «مواجهة الغزو الشيعى فى مصر»، وهناك مؤلفات أخرى مثل: «قضية التأويل بين الشيعة وأهل السُّنة، وكتاب فى الرجعة عند الشيعة، والمتعة عند الشيعة، وهل يجوز التقريب بين السُّنة والشيعة، وكتاب فى الإمامة بين الشيعة والسٌنة». ما هى التدابير والإجراءات التى اتخذها الأزهر لحماية شباب المحافظات النائية؟ من منطلق المسئولية التى يحملها الأزهر على عاتقه جلس الطيب مع الباحثين وأساتذة الجامعة جلسات متكررة فى المشيخة للإجابة هذا السؤال ووجه بإقامة ندوات فكرية فى المحافظات وقوافل علمية تتحرك، خاصة بالمحافظات الموجودة على خريطة التبشير لهذا الفكر، ويقوم بذلك أساتذة متخصصون والأمر جار تنفيذه. وكيف تحمى جامعة الأزهر طلابها من المد الشيعي؟ وما هى الإجراءات التى تستخدم فى حالة إذا وُجد طالب تأثر بالشيعة؟ بالندوات والحوارات المفتوحة مع الطلاب، كما يجب أن تكون هناك إجراءات حاسمة ضد القنوات التى تبث الفكر الشيعى والقنوات المتخصصة فى سب الصحابة، كما يجب رفع هذه القنوات من على النايل سات أو على الأقل وجود قنوات متخصصة توضح الخطر الذى تحمله الأفكار الشيعية، وبخاصة أن هناك 39 قناة تصدر المذهبية على «النايل سات»، وقمنا بعقد ندوات للطلاب الوافدين فى مكافحة الفكر المنحرف، وحضر الآلاف من الطلاب الوافدين، وكان هناك ندوة الأسبوع الماضى لمكافحة الفكر المتطرف، بالإضافة إلى حوار مفتوح مع الطلاب الوافدين شمل كل الردود على الأسئلة التى تدور فى أذهانهم. وبفرض إذا وجدت أى حالة تأثرت بالمد الشيعي، تُتخذ إجراءات فكرية، وحتى الآن لا توجد لدينا أى حالة من التشيع ولكن بفرض وجود أى حالة لابد من وجود حوار فكرى والإدارة لها دور فى ذلك. هل ترى أن مصر وصلت إلى حد الخطر بسبب نشر المذهب؟ وهل ترى أن الصوفية الباب الخلفى للتشيع فى مصر؟ مصر مازالت آمنة، ونحن نرى خطورة الفكر الشيعى حينما يدخل أى بلد، تراه الآن فى العراق يزعزع الأمن، كذلك فى سوريا ولبنان، بل غزا الفكر الشيعى اليمن واستق، طب الزيدية منهم، ومصر ليست فى حاجة إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وهذا لا يكون إلا بالضرب بيد من حديد على كل من يحاول طرد الأمن من بلادنا. والتصوف مدارس لها أذواقها وطرقها فى تعلم الدين والأخلاق وهى على المذهب السُُّنى فى الاتباع لكن الابتداع لا يقبله علماء الأمة، فكما قال أكابر الصوفية طريقنا كتاب الله وسنة نبينا فمن خالفهما فليس منا، فلذلك التصوف الصحيح يلفظ الفكر الشيعى ولا يستطيع الشيعة أن يدخلوا من خلاله لتحقيق مآربهم، ولذا لا نرى صوفيا يسب صحابة النبى أو يقبل بذلك أبداً فالشيعة واهمون إن ظنوا أن التصوف هو طريقهم إلى غزو القلوب. أما المبتدعة الذين ليسوا على الطرق الصحيحة فهذا هو الخطر، وعلماء الأمة يتنبهون لذلك تماما ويحذرون من الابتداع ويطالبون بالاتباع، حتى لا تكون هناك ثغرات يستغلها غلاة الشيعة.