فى إطار متابعتى لما نشرته وسائل الإعلام الفرنسية عن الحوارات المتعددة التى أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسى مع المسئولين الفرنسيين فى باريس على هامش قمة المناخ استلفت انتباهى بشدة ما قاله السيسى من أن محاربة تنظيم داعش ضرورة لكن الحرب على الإرهاب ينبغى أن تشمل جميع المنظمات الإرهابية. وهذا الذى تحدث عنه الرئيس السيسى يتطلب من المجتمع الدولى تحكيم العقل والمنطق باتجاه شراكة حقيقية بين الدول التى ترغب بصدق فى مكافحة الإرهاب بعد أن انكشف المستور، ولم يعد سرا أن دولا عظمى تستخدم أذرعا إقليمية فى دعم وتقوية شوكة منظمات الإرهاب وعلى رأسها تنظيم داعش بالتحريض والتمويل والتسليح من خلف أقنعة طائفية ومذهبية ممقوتة. ولست هنا بصدد الحديث عن أمريكا وغيرها من القوى الكبرى التى تعبث بأوضاع المنطقة عبثا سافرا ومفضوحا منذ غزو العراق عام 2003 وفقا لأجندة الفوضى الخلاقة، ولكننى أتحدث عن أخطر ذراعين فى الإقليم تمارسان دورا قذرا ومشبوها لتأجيج النيران ونشر الفتن. أتحدث عن تركيا وقطر تحديدا فى ظل قيادة أردوغان وتميم وما يحيكانه من مؤامرات رخيصة بلغت ذروتها فى قمتهما المشتركة فى الدوحة قبل أيام التى زعما فيها أن الأنظمة المستبدة والقمعية فى المنطقة هى سبب نشوء الإرهاب والترويج إلى ضرورة انتهاج الحل العسكرى للأزمة السورية واسقاط نظام دمشق أخذا بمنطق القوة رغم أن كل تجارب التاريخ تثبت خطأ هذه السياسات فالقوة لا تحل المشكلات حتى لو نجحت فى فرض حلول مؤقتة لكنها لاتدوم لأنها تحمل فى طياتها بذور انفجارها مجددا ! ومن العجيب أن أردوغان وتميم لا يخجلان من ترديد أكاذيب الغرب وعدم الإشارة إلى أن التطرف والإرهاب الذى يهدد العالم ليس تطرفا وإرهابا بعمائم إسلامية فقط وإنما هناك أيضا أصولية مسيحية داخل أمريكا ذاتها ولا ترضى عنها غالبية الكنائس الأمريكية.. وأيضا هناك أصولية يهودية وصلت بعض رموزها إلى تشكيلة الحكومة الإسرائيلية. وظنى أن ما يفعله أردوغان وتميم لتقوية المنظمات الإرهابية وتبرير أسباب وجودها لا يصب سوى فى خدمة أسيادهم الذين سيذهبون معهم إلى مزبلة التاريخ. خير الكلام : ثلاثة تذهب ضياعا.. دين بلا عقل وقدرة بلا فعل ومال بلا بذل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله