أري من حقي ومن واجبي كمواطن مصري أن أقول بالرفض المطلق لكافة الأفكار الجهنمية التي بدأت تتسرب من واشنطن وعواصم غربية أخري حول أهمية السعي لتشكيل قوة عربية لمقاتلة تنظيم داعش علي الأرض السورية. أري أن من حقي وواجبي كمواطن مصري أن أرفض مجرد مناقشة الاقتراح المشبوه الذي طرحه عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي جراهام وجون ماكين قبل أيام من أجل تشكيل قوة من مائة ألف جندي معظمهم من دول المنطقة ذات المذهب السني وضمنها مصر إضافة إلي جنود أمريكيين لمحاربة تنظيم داعش في سورية. إن قبول هذه الاقتراحات تعني استدراج العالم العربي إلي حروب مذهبية وطائفية وعرقية لا تندمل جروحها ولو بعد عدة قرون فضلا عن أنها تعني في المنظور الراهن توفير البيئة المناسبة لتمدد وانتشار داعش وكافة أقرانها من فصائل الإرهاب لاختراق العديد من الدول العربية وتهديد أمنها واستقرارها. لعلي أكون أكثر وضوحا وأقول: إن الوقوع في هذا الفخ المنصوب يعني إجهاض أي حل سياسي أو عسكري للأزمة السورية ووضع الجميع أمام خيار وحيد هو خيار تقسيم سوريا إلي عدة دويلات طبقا لأجندة الفوضي الخلاقة ومخطط إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد. إن مصر كانت واضحة تماما في إعلان موقفها من الأزمة السورية خلال محادثات الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس مع المسئولين الفرنسيين علي هامش قمة المناخ... مصر مع محاربة تنظيم داعش لكن الحرب علي الإرهاب ينبغي أن تشمل كافة المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن العالم واستقراره... مصر وهي تري أن الحرب ضد داعش ضرورية وتريد عملية انتقالية في سوريا ولكن بشرط حماية مؤسسات الدولة.. مصر ليست مع بقاء بشار الأسد في السلطة ولكن لا ينبغي أن يكون رحيله شرطا مسبقا لبدء المسار السياسي لحل الأزمة. والذي قاله الرئيس السيسي يغني عن أي إيضاح جديد للموقف المصري ويعزز من ثقتي وقناعاتي بأن مصر لن تذهب للقتال فوق أي أرض عربية.. وعلي الجميع أن يفهم ذلك جيدا! خير الكلام : سياسة الغضب مدمرة لكنها لا تفرز حلولا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله