فى تصاعد للحرب الكلامية المشتعلة بين موسكو وأنقرة، أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن السبب وراء إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية هو رغبتها فى حماية إمدادات البترول من تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيرا إلى وجود معلومات إضافية تؤكد أن البترول الذى يتم ضخه من الأراضى التى يسيطر عليها التنظيم التكفيرى يدخل الأراضى التركية. وشدد بوتين ، فى كلمته أمام مؤتمر قمة المناخ، أن إسقاط الطائرة الحربية كان "خطأ جسيما" ، معترفا بعدم عقد لقاء ثنائى مع نظيره التركى رجب طيب إردوغان رغم وجودهما فى باريس. وفى محاولة لاحتواء الأزمة، أكد الرئيس التركى أن بلاده ستتصرف "بصبر لا بعاطفة" قبل اتخاذ أى إجراءات ردا على العقوبات الروسية ضد تركيا، وذلك ردا على قرار روسيا بوقف استيراد المنتجات الزراعية من تركيا. واكتفى أردوغان بالتعليق على هذه الخطوة بقوله "دعونا نتصرف بصبر لا بعاطفة. دعونا نتركهم يستخدمون ما لديهم من أوراق إن شاءوا وبعدها إذا كانت لدينا أوراق فسنستخدمها أيضا". وأضاف أن تركيا تعمل على ضمان ألا تتمزق العلاقات بالكامل مع روسيا المورد الرئيسى للطاقة إلى بلاده ووصف موسكو بأنها "شريك استراتيجي". وفى رده على سؤال ما إذا كان سيلح فى طلب لقاء بوتين قال "حتى إذا كان المتبقى جزء من خيط واحد، نحن لا نريد قطع العلاقات. لا أعرف كيف ستتصرف روسيا." وعلى الصعيد الميداني، كشفت موسكو عن تزويد مقاتلاتها من طراز "سوخوي-34" بصواريخ " جو- جو" لأول مرة، تحسبا لاحتمالات مواجهة مواقف مشابهة للظروف التى جرت خلالها عملية اسقاط قاذفتها من طراز "سو-24" الأسبوع الماضي. يأتى ذلك فى أعقاب نشر روسيا لمنظومة صواريخ "إس-400" فى قاعدة "حميميم"، على مقربة من الحدود التركية لحماية المقاتلات والقاذفات الروسية. ونقلت وكالة أنباء "تاس" عن إيجور كليموف قائد القوة الجوية الفضائية الروسية فى سوريا "إن الصواريخ مزودة برءوس ذاتية التوجيه قادرة على إصابة الأهداف الجوية على بعد 60 كيلومترا". وأشارت مصادر فى وزارة الدفاع الروسية إلى أن الطراد الصاروخى "موسكفا" -أهم البوارج الحربية الروسية موجود على مقربة من ميناء اللاذقية. وأشارت إلى أنه يحمل على متنه منظومة "فورت" للدفاع الجوي، وهى المثيل البحرى لمنظومة صواريخ "إس-300". وكان سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسى قد أعلن عن استعداد الطراد الصاروخى "موسكفا" لتدمير أى هدف جوى قد يشكل خطرا محتملا، مؤكدا أن روسيا تعزز قدرات قواتها المسلحة مع أخذها بالاعتبار تطورات الوضع العسكرى والسياسى فى العالم. وأضاف أن "المؤشرات الرئيسية لخطة عمل وزارة الدفاع الروسية فى العام الحالى تم تعديلها وفقا لقرارات القيادة الروسية حول ضرورة تعزيز القدرات القتالية للقوات المسلحة بما يتفق مع مقتضيات الوضع السياسى العسكرى القائم". وتعليقا على قرار موسكو حول تزويد "سو-34" بصواريخ "جو – جو"، قالت ميشال بالدانسا المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن البنتاجون يرى أن تزويد الطائرات الروسية بصواريخ جو- جو سيؤدى إلى تعقيد الأوضاع فى سوريا، معربا عن أمله فى عدم استخدام هذه الصواريخ ضد التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالجانب التركى ، أكد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن بلاده ستواصل جهودها لطرد إرهابيى داعش من المنطقة الواقعة على الجانب السورى من الحدود بين البلدين. كما كرر أوغلو الدعوة لروسيا لفتح قنوات اتصال عسكرى بين البلدين لمنع أحداث كتلك التى صاحبت إسقاط الطائرة الحربية الروسية. وعلى صعيد متصل، أكد البيت الأبيض إنه لاحظ تكثيف الضربات الجوية الروسية ضد معاقل داعش فى سوريا خلال الأسابيع الماضية.