4 فى ختام هذه الإطلالة الخاطفة على المشهد السياسى فى إطار أهم انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر الحديث تبقى كلمة ضرورية لابد من البوح بها لعلها تجد أذانا صاغية عند الجميع وخلاصة هذه الكلمة هي: إن مصر تحتاج فى هذه المرحلة الدقيقة إلى توفير الحد الأدنى من التوافق الوطنى بشأن أهمية العمل على تعميق الديمقراطية لتأمين ضرورات الانطلاق باتجاه المستقبل بدلا من استمرار الانجذاب للماضى وذلك لا يتأتى مع استمرار الدق على نغمة الادعاء بأن هناك أخطاء وثغرات فى قانون الانتخابات وإنما يتطلب الأمر اجتهادا وجدية فى طرح أفكار ومباديء وآليات ووسائل تقترب من الممكن وتبتعد عن المستحيل! ورغم أى تحفظات أبديتها فى هذه الإطلالة فإننى أؤكد مجددا عمق وصدق إيمانى بأن الأحزاب ليست فقط أهم عناوين الديمقراطية فى أى مجتمع وإنما هى الركيزة الأساسية لترسيخ شرعية الحكم الديمقراطى وإحدى الأذرع المهمة فى صنع الحراك السياسى وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية وتأكيد حقيقة الاحترام الصحيح لحقوق المواطنة الكاملة التى تتمثل فى احترام حزمة كاملة من الحقوق فى مقدمتها حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطنين. وفى اعتقادى أنه ليس صعبا ولا هو بالمستحيل أن يتحقق التوافق الوطنى بين الأحزاب مهما واجهه من عقبات من أجل إنجاز توافق عام حول الأهداف والمقاصد وأن يتوازى ذلك مع توافق عام على احترام الدستور والقانون كمرجعية حاكمة تضمن تفعيل التعددية الساسية والحزبية تفعيلا صحيحا على أرض الواقع... وأيضا فإنه ليس صعبا ولا بعيدا أن نتمكن فى وقت قريب من تحويل هذا الحراك السياسى تحت مظلة انتخابات البرلمان إلى حراك حزبى حقيقى يجعل من الأحزاب فى مصر عنوانا لثراء الحياة السياسية يعكسه وجود جماهيرى حقيقى يحتشد خلف كل حزب حيث المعيار والمقياس هو مدى تطابق البرنامج الحزبى مع الانتماء الاجتماعى ومصلحة الطبقة التى ينتمى إليها المواطن. وظنى أن الغد سيكون أكثر إشراقا من اليوم مهما بدا فى الأفق من غيوم وسحب كثيفة بشرط أن نحسن اغتنام الفرصة السانحة بعد إنجاز الانتخابات البرلمانية بإجراءات شفافة ونزيهة. خير الكلام : إن وضعت الحكمة فى غير أهلها ظلمتها.. وإن منعتها عن أهلها ظلمتهم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله