قبل ان ترجموا البابا تواضروس وتتطاولوا على قامته الكنسيه والوطنيه والانسانيه ، إسمعوا كلماته وتفهموا موقفه وإحترموا أحزانه على رحيل أستاذه ومعلمه ورفيق أيام رهبنته الأولى الأنبا إبراهام الذى رحل وحيدآمريضآ فاقد البصر فى أيامه الاخيره غريبآ ، فأراد ان يكرمه ويرد له الجميل فذهب يصلى على جثمانه . إنحاز البابا للإنسان فى داخله فوجد القاصى والدانى يحمله كل أزمات الكون ، وكل الخطايا العربيه السياسيه ، وكأن الجيوش العربيه إتحدت وكانت على ابواب القدس لتحررها ، وجاءت صلاه البابا على جثمان مطران الكرسى الأورشليمى لتشق الصف العربى وتحبط المعنويات المرتفعه فى ليبيا ودمشق والعراق واليمن وباقى البلدان العربيه التى كانت تستعد للاحتفال بتحرير القدس والقضاء على الجيش الاسرائيلى . لماذا كل هذا ( الهجص ) والتهجيص والتهويل من تأثير صلاه البابا على جثمان الانبا ابراهام على مسيره الأمه العربيه الناجحه والمظفره وبخاصه فى السنوات الاخيره ، البابا صلى على جثمان إنسان يحبه ، ظل يخدم الجميع بدون ان ينتظر مقابل ، ولم يتمنى شيئآ طوال حياته سوى رضى الخالق عن آداء رسالته الانسانيه ، التى من أجلها تخلى عن أى طموح أرضى ولم يسعى الى جمع ثروه أو تكوين أسره وانجاب ابن يبكيه عند الرحيل . قالها البابا بكل صراحه ووضوح وهدوء ( انا لا اعتبر ان هذة زيارة لان الزيارة يجب ان الشخص يجهز لها ويعمل جدول ومواعيد واماكن ولكن انا باعتبرها واجب انسانى واجب للعزاء ولمسه وفاء لانسان قدم حياته كلها سواء على المستوى الوطنى او المستوى الكنسى وايضا من باب الانسانيه لتعزيه كل ابناؤة الاحباء المتواجدين فى هذة الاماكن المقدسة ..) وكرر البابا مجددآ ( لا تعتبرهذة زيارة باى صورة من الصور فهى تاديه واجب ..واعتقد ان التقصير وعدم الحضور بالنسبه لى سواء على المستوى الذى امثله او على المستوى الشخصى كان سيعتبر نوع من التقصير لا يجب ان يتم .. دورى له جانبين الاول هو التعزية والمشاركه وتاكيد الدور القوى الذى قام به هذا المطران الفاضل والدور الثانى هو جانب شخصى لانى عندما دخلت الدير عام 1986م كان من اوئل الرهبان الذين تعاملت معهم فى دير الانبا بيشوى ..وعندما اخذت نعمه الرهبنه سنه 1988م كان عملنا واحدا وهو استقبال الزوار للدير تزاملنا معا لمدة سنتين .. تعلمت منه الكثير ومن روحه المرحه واسلوبه الطيب وطريقته فى كسب النفوس وايضا حتى فى تقديم مواضع الدير للضيوف كان يقدمها بطريقه جميله بكل محبه .. نصلى ان يمنح الله العزاء لكل الكنيسة ولكل الذين خدموا معه هنا وفى الدول الاخرى ونصلى من اجل ان ينيح الله نفسه وان يرفع صلوات من اجلنا وان يصير لنا شفيعا فى السماء ونصلى ان يعطى المسيح من يقوم بسد هذا الفراغ وهذة المسئوليه الجسيمه على كل المستويات.. تعزيه كامله لكل الشعب و لكل محبيه ) انتهت كلمه البابا وقبل ان نتجادل مجددا عن كل مايخص القضيه الفلسطينيه والتطبيع مع اسرائيل وهل ماقام به البابا تواضروس هو إنقلاب على قرار المجمع المقدس الصادر عام 1980 بمنع زياره الاقباط من القدس لحين تحريرها وخضوعها للسياده العربيه وتوقيع عقوبه كنسيه على من يخالف هذا القرار ، قبل الجدل إقرأوا جيدآ السطور السابقه وكلمه البابا تواضروس وتأكيده انه جاء للقدس لتأديه واجب عزاء ( فقط لاغير ) والقدس مدينه الصلاه والسلام ،، تركها لكم كما هى بأحزانها الكبيره على مانعيشه كل يوم من عبث وفوضى وإرهاب وقتل وترويع آمنين ، واذا فتشنا جيدآ لماذا كل هذا الخراب وهذه الدماء وهذا العبث سنكتشف أننا نلهو بحياتنا وحياه أبناءنا ونقتل بعضنا البعض ليل نهار ، دون ان نفكر ولو قليلا من هو عدونا الحقيقى وكيف ننتصر عليه بالحكمه أو بالحرب . لمزيد من مقالات أشرف صادق