احلام كثيره كانت تراوده وهو يحمل حقيبته المدرسيه علي ظهره وخطواته تتسارع في طريقه الي المدرسه وبذور الامل تنمو بداخله ان ينال اعلي الدرجات في الامتحان الذي كات ينتظره وشريط من وصايا امه مر امام عينيه بان لاينسي كل ماوضعته من معلومات داخل عقله الغض. وتذكر الفتي الهديه التي تنتظره من ابيه اذا تفوق علي زملائه وابتسامه عريضه ممزوجه بالتفاؤل علت وجهه البرئ عندما شاهد نفسه وهو يرتدي البالطو الابيض معلقا السماعه في رقبته واحد المرضي ينام امامه وهو يوقع الكشف عليه ورن صوت امه في اذنه وهي تتباهي امام الاهل والجيران بانها ام الدكتور يوسف ثم راي نفسه وهو يرتدي بدله العرس وعروسه الطبيبه تتعلق بذراعه ليسيرا الي عشهما الهادئ ولم يتوقف عقل الصبي عن التفكير في مستقبله وهو يترجل الي المدرسه حتي وقعت الكارثه علي رأسه. سار الصبي عشرات الامتار وعلي بعد خطوات من مدرسته الاعداديه كان في انتظاره قدره المشئوم حيث استوقفه ثلاثه من الصبيه وطلبوا منه هاتفه المحمول ومصروفه وساعه يده وارتبك التلميذ فهو مثل العود الاخضر لايعلم كيف يتشاجر وكيف يستغيث ولايعلم حتي كيف يدافع عن نفسه لان سنوات عمره الاربعه عشر قضاها في كنف والديه وشقيقته التي تصغره بعامين ولم يتعود اللعب في الشارع او الاختلاط بالاخرين ولانه الولد الوحيد كان ابويه يخشيان عليه من لفح انفاسهما. توسل التلميذ الي الشياطين الثلاثه ان يتركوه حتي يذهب الي المدرسه ويلحق بالامتحان الا انهم سخروا منه وخاصه عندما بكي امامهم بسبب خشيته ان يتاخر عن موعد المدرسه وقام احدهم بنزع حقيبته المدرسيه من اعلي ظهره وقاموا بفتحها ورموا الكتب والكراسات في الشارع وكسروا اقلامه ثم مزقوا حقيبته بالمطواه وهو يقف امامهم وانهار من الدموع تنساب علي وجنتيه وهو يشاهد اوراق كتبه وكراساته تتطاير في الهواء ولم يدر بخلده ان روحه الطاهره سوف تطير وراءهم. توسل الصبي الي سفراء ابليس في الارض ان يتركوه فهم لم يعثروا معه علي مليم واحد وانه لايستطيع منحهم هاتفه المحمول لانه هديه من ابيه ويخشي ان يغضب منه اذا فرط في هديته وازدادت عبارات السخريه من الاشرار الثلاثه علي الصبي وعندما اصر علي عدم منحهم الموبايل وراح يستحتلفهم بالله ان يتركوه ليذهب الي المدرسه الا ان الرحمه قد ضلت طريقها اليهم وقام احدهم باخراج فرد خرطوش من ملابسه وازهق روح التلميذ برصاصه واحده وسقط قتيلا غارقا في دمائه وتصادف مرور بعض الشباب الذين تمكنوا من ضبط المتهمين الثلاثه وقاموا بتسليمهم لقسم شرطه الخصوص. تطاير خبر مقتل التلميذ النابغه بين سكان منطقه الخصوص حتي وصل الي امه وكادت اصوات صراخها تفزع الطير المحلق في السماء فقد رحل عنها ابنها الوحيد يوسف الذي كانت تعشقه اكثر من نفسها فكيف تعيش دون ان تسمع حكاياته واصوات ضحكاته وكيف تبقي علي قيد الحياه ووحيدها يتمدد داخل مقبره مظلمه بدونها وكيف تعيش دون احضانه الدافئه ورائحه انفاسه الطاهره وكيف تتمدد وحيده في فراشها بدونه وفقدت الام الثكلي عقلها عندما شاهدت ابنها الوحيد مطروحا علي الارض التي ارتوت بدمائه واوراق الصحف تغطي راسه وجسده وانفرطت عقود فرحتها علي جثته ليسكن الحزن قلبها ابد الدهر مزقت الام ملابسها عندما حملوا وحيدها الي المشرحه لمعرفه اسباب وفاته وهي تتعلق بالسياره التي تحمل جثته وحملت ثري الارض علي راسها عندما حمل الاهل والجيران النعش الذي يحمل جثه وحيدها ليذهب لمثواه الاخير ويتواري جسده خلف الثري وبمجرد دخوله القبر شقت صفوف الرجال وحاولت ان تدفن نفسها حيه لتنام بجواره لتخفف عنه وحشه القبر الا ان اشقاءها حملوها بعد ان اصيبت بانهيار عصبي وهي تشاهد الرجال يغلقون القبر علي فلذه الكبد. شقيقه يوسف مزقت قلوب الجميع وهي تنادي عليه وتتوسل اليه ببراءه الطفوله ان يرد عليها ولايتركها ويرحل عنها فمن الذي يلعب معها ويساعدها في دروسها ومن الذي سينام بجوارها ومن الذي يخرج معها فقد مات شقيقها الوحيد وتركها تصارع الام الوحده رحل يوسف في لمح البصر ودفع حياته ثمنا للبلطجه وغياب الضمير وترك الحسره واللوعه لاسرته بينما بقي الاشرار الثلاثه الذين الذين ازهقوا روح الولد الوحيد ليبقوا هم يعبثوا في الارض فسادا وتبين انهم ثلاثه من الصبيه لم تتجاوز اعمارهم سته عشر عاما وتمكنت المباحث برئاسة اللواء سعيد شلبي مدير أمن القليوبية والعقيد عبدالحفيظ الخولي رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة والعقيد عبدالله جلال وكيل المباحث والمقدم أحمد عصر رئيس مباحث الخصوص من ضبطهم، وأمرت النيابه بايداعهم احدي دور رعايه الاحداث.